سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر مقتل عثمان بن عبد الله بن المغيرة المخزومي

قال محمد بن عمر : أقبل عثمان بن عبد الله [بن المغيرة المخزومي ] على فرس أبلق وعليه ، لأمة كاملة ، يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوجه إلى الشعب وهو يصيح : لا نجوت إن نجوت . فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعثر بعثمان فرسه في بعض تلك الحفر ، فوقع وخرج الفرس عائرا ، فأخذه المسلمون ، ومشى الحارث بن الصمة إليه فاصطدما ساعة بسيفيهما ، ثم ضربه الحارث على رجله [وكانت الدرع مشمرة ] فبرك وذفف عليه ، وأخذ الحارث يومئذ درعه ومغفره ، ولم يسمع بأحد سلب يومئذ غيره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحمد لله الذي أحانه . وكان عبد الله بن جحش رضي الله عنه أسره ببطن نخلة ، فافتدى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعاد إلى مكة حتى قدم ، فقتله الله تعالى بأحد .

وأقبل عبيد بن حاجز العامري يعدو كأنه سبع فضرب الحارث بن الصمة فجرحه على عاتقه ، فاحتمله أصحابه ، ووثب أبو دجانة إلى عبيد فناوشه ساعة ، ثم ذبحه بالسيف ذبحا ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية