سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر مقتل حسيل

وهو بضم الحاء وفتح السين المهملتين ويقال مكبرا ، وهو اليمان والد حذيفة ، ومقتل ثابت بن وقش - بفتح الواو وإسكان القاف ، وبالشين المعجمة - رضي الله عنهما قالوا لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد رفع حسيل وثابت بن وقش في الآطام مع النساء والصبيان ، فقال أحدهما لصاحبه - وهما شيخان كبيران - لا أبا لك ، ما تنتظر ، فوالله ما بقي لواحد منا من عمره إلا ظمء حمار ، إنما نحن هامة اليوم أو غدا ، أفلا نأخذ أسيافنا ، ثم نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله تعالى يرزقنا الشهادة ، فأخذا أسيافهما ، ثم خرجا حتى دخلا في الناس من جهة المشركين ، ولم يعلم المسلمون بهما . فأما ثابت فقتله المشركون ، وأما حسيل فاختلفت عليه أسياف المسلمين فقتلوه ولم يعرفوه ، وقيل : إن الذي قتله عقبة بن مسعود رضي الله عنه ، فقال حذيفة : أبي ! فقالوا : ما عرفناه وصدقوا ، فقال حذيفة يغفر الله تعالى لكم وهو أرحم الراحمين ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يديه ، فتصدق حذيفة بديته على المسلمين ، فزاده ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا .

قال عروة : فوالله ما زالت في حذيفة بقية خير حتى لقي الله تعالى .

[ ص: 212 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية