سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر مقتل مصعب بن عمير رضي الله عنه

روى ابن سعد ، عن محمد بن شرحبيل العبدري قال :

حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فقطعت يده اليمنى ، فأخذ اللواء بيده اليسرى وهو يقول : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل [آل عمران 144 ] الآية ، ثم قطعت يده اليسرى فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو يقول : وما محمد إلا رسول الآية ثم قتل فسقط اللواء ، قال محمد بن شرحبيل : وما نزلت هذه الآية : وما محمد إلا رسول يومئذ حتى نزلت بعد .

[ ص: 220 ] وكانت عائشة وأم سليم رضي الله عنهما تسقيان الناس ، كما في الصحيح عن أنس قال : لقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم ، وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب ، وفي لفظ تنقلان القرب على متونهما ، تفرغانه في أفواه القوم ، ثم ترجعان فتحلانها ، ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم .

وروى البخاري عن ثعلبة بن مالك رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطا بين نساء أهل المدينة ، فبقي منها مرط جيد ، فقال له بعض من عنده : يا أمير المؤمنين أعط هذا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك - يريد أم كلثوم بنت علي - فقال عمر : أم سليط أحق به ، وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال عمر : فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد . انتهى . وأم سليط هذه والدة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية