سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر تزوجه صلى الله عليه وسلم بجويرية رضي الله عنها وبركة ذلك

قال أبو عمر رحمه الله : كان اسمها برة فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية .

وروى محمد بن إسحاق والإمام أحمد وأبو داود ومحمد بن عمر عن عائشة رضي الله عنها قالت : كانت جويرية امرأة حلوة ملاحة ، لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه ، فبينما النبي صلى الله عليه وسلم عندي ونحن على الماء إذ دخلت عليه جويرية تسأله في كتابتها ، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي صلى الله عليه وسلم ، وعرفت أنه سيرى منها مثل الذي رأيت ، فقالت . [ ص: 347 ]

يا رسول الله إني امرأة مسلمة أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، وأنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه ، أصابنا من الأمر ما قد علمت ووقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس- أو ابن عم له فتخلصني من ابن عمه بنخلات له بالمدينة- فكاتبني على ما لا طاقة لي به ولا يدان ، وما أكرهني على ذلك إلا أني رجوتك صلى الله عليك فأعني في مكاتبتي ،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو خير من ذلك ؟ فقالت : وما هو يا رسول الله ؟ قال :
أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك ، قالت : نعم يا رسول الله قد فعلت ،

فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ثابت بن قيس فطلبها منه ، فقال ثابت : هي لك يا رسول الله بأبي وأمي ، فأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان عليها من كتابتها ، وأعتقها وتزوجها ، وخرج الخبر إلى الناس ورجال بني المصطلق قد اقتسموا وملكوا ووطئت نساؤهم ، فقال المسلمون :

أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعتقوا ما بأيديهم من ذلك السبي . قالت عائشة رضي الله عنها :

فأعتق مائة أهل بيت بتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها ، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها
.

التالي السابق


الخدمات العلمية