سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر نزول المطر في تلك الأيام وما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صبيحة المطر

روى الشيخان وأبو عوانة ، والبيهقي عن زيد بن خالد - رضي الله عنه - قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية فأصابنا مطر ذات ليلة ، فصلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - الصبح ، ثم أقبل علينا بوجهه ، فقال : أتدرون ماذا قال ربكم ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم : قال : قال الله عز وجل :

«أصبح من عبادي مؤمن وكافر ، فأما المؤمن من قال : مطرنا برحمة الله وبفضل الله فهو مؤمن بي وكافر بالكواكب ، وأما من قال مطرنا بنجم كذا - وفي رواية : بنوء كذا وكذا - فهو مؤمن بالكواكب كافر بي»
.



قال محمد بن عمر : وكان ابن أبي بن سلول قال : هذا نوء الخريف مطرنا بالشعرى .

وروى ابن سعد عن أبي المليح عن أبيه قال : أصابنا يوم الحديبية مطر لم يبل أسافل نعالنا ، فنادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن صلوا في رحالكم .

وأهدى عمرو بن سالم وبسر بن سفيان الخزاعيان - رضي الله عنهما - بالحديبية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنما وجزورا ، وأهدى عمرو بن سالم لسعد بن عبادة - رضي الله عنه - جزرا - وكان صديقا له - فجاء سعد بالجزر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبره أن عمرا أهداها له ، فقال : «وعمرو قد أهدى لنا ما ترى ، فبارك الله في عمرو» ثم أمر بالجزر تنحر وتقسم في أصحابه ، وفرق الغنم فيهم من آخرها

وشرك فيها فدخل على أم سلمة من لحم الجزور كنحو ما دخل على رجل من القوم ، وشرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شاته ، فدخل على أم سلمة بعضها ، وأمر - صلى الله عليه وسلم - للذي جاء بالهدية بكسوة . [ ص: 43 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية