صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

492 - روح بن زنباع ، أبو زرعة الجذامي الشامي :

يقال: له صحبة . ولا يصح ، وإنما يروي عن الصحابة ، وكان من كتاب عبد الملك . وكان عبد الملك يقول: إن روحا الشامي الطاغية عراقي الخط ، حجازي الفقه ، فارسي الكتابة . وكان معاوية هم بروح بن زنباع فقال له: لا تشمتن بي عدوا أنت وقمته ، ولا تسوأن بي صديقا أنت سررته ، ولا تهدمن مني ركنا أنت بنيته ، هلا آتي حلمك وإحسانك على جهلي وإساءتي . فأمسك عنه .

493 - زيد بن وهب الجهني ، أبو سليمان:

[رحل إلى حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم] وزيد في الطريق .

روى عن عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وكبار الصحابة .

494 - زاذان أبو عمرو ، مولى كندة :

روى عن علي ، وابن مسعود ، وابن عمر ، وجرير ، وسلمان . [ ص: 252 ]

وعن سالم بن أبي حفصة ، أن زاذان كان يبيع الثياب ، فإذا عرض الثوب ناول شر الطرفين .

495 - عبد الرحمن بن أبي ليلى ، أبو عيسى الأنصاري:

وفي اسم أبي ليلى أربعة أقوال: أحدهما يسار ، والثاني بلال ، والثالث بليل ، والرابع داود بن أحيحة بن الحلاج بن الحريش بن جحجبا [بن كلفة] .

ولد عبد الرحمن لست سنين بقين من خلافة عمر بن الخطاب ، وروى عن عمر ، وعثمان ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي ، وكعب بن عجرة ، والمقداد ، وزيد بن أرقم ، وأنس بن مالك ، وغيرهم .

روى عنه مجاهد ، وثابت البناني ، والأعمش ، وغيرهم .

وكان ثقة ، سكن الكوفة ، وشهد حرب الخوارج بالنهروان مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت بإسناد له عن يزيد ابن أبي زياد ، قال: قال لي عبد الله بن الحارث: اجمع بيني وبين ابن أبي ليلى ، فجمعت بينهما ، فقال عبد الله بن الحارث: ما شعرت أن النساء ولدت مثل هذا .

قتل عبد الرحمن في الجماجم سنة ثلاث وثمانين . وقيل سنة إحدى وثمانين .

والأول أصح .

496 - عبد الرحمن بن حجيرة ، أبو عبد الله الخولاني:

روى عن ابن عمر ، وأبي هريرة ، وغيرهما .

وكان عبد الرحمن قد اجتمع له القضاء بمصر ، والقصص ، وبيت المال . وكان [ ص: 253 ] يأخذ رزقه في القضاء مائتي دينار ، وفي بيت المال مائتي دينار ، وعطاؤه مائتا دينار ، وجائزته مائتا دينار ، فكان يأخذ في السنة ألف دينار ، فلا يحول الحول وعنده ما يجب فيه الزكاة .

توفي في محرم هذه السنة .

497 - عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث ، أبو المصبح ، وهو أعشى همدان :

شاعر فصيح ، كوفي ، من شعراء بني أمية ، وكان زوج أخت الشعبي ، والشعبي زوج أخته . وكان أحد القراء الفقهاء ثم ترك ذلك وقال الشعر ، ورأى في المنام أنه دخل بيتا فيه حنطة وشعير ، فقيل له: خذ أيهما شئت ، فأخذ الشعير ، فقال له الشعبي: إن صدقت رؤياك تركت القرآن وقلت الشعر ، فكان كذلك .

وخرج مع الأشعث فأخذه الحجاج فقتله صبرا .

498 - شقيق بن سلمة ، أبو وائل الأسدي :

أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يلقه . وسمع عمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وابن مسعود ، وعمارا ، وخبابا ، وأبا مسعود ، وأبا موسى ، وأسامة بن زيد ، وحذيفة بن اليمان ، وابن عمر ، وأبا الدرداء ، وابن عباس ، وجرير بن عبد الله ، والمغيرة بن شعبة .

روى عنه منصور بن المعتمر ، وعمرو بن مرة ، والأعمش وغيرهم .

وكان من سكان الكوفة ، وورد المدائن مع علي بن أبي طالب حين قاتل الخوارج بالنهروان .

قال الأعمش: قال لي شقيق: يا سليمان ، لو رأيتني ونحن هراب من خالد بن [ ص: 254 ] الوليد يوم بزاخة ، فوقعت عن البعير فكادت تندق عنقي ، فلو مت يومئذ كانت النار أولى بي ، وكنت يومئذ ابن إحدى عشرة سنة .

وقيل له : أيما أكبر أنت أو الربيع بن خيثم؟ فقال: أنا أكبر منه سنا ، وهو كان أكبر مني عقلا . وقيل له: بأي شيء تشهد على الحجاج؟ فقال: أتأمروني أن أحكم على الله .

وكان يسمع موعظة إبراهيم التيمي فينتفض انتفاض الطير . وكان لا يلتفت في صلاة .

وقال: درهم [من] تجارة أحب إلي من عشرة من عطائي .

وعن سعيد بن صالح ، قال: كان أبو وائل يؤم جنائزنا وهو ابن خمسين ومائة سنة ، وعن عاصم قال: كان أبو وائل ينشج [سرا] ، ولو جعلت له الدنيا على أن يفعل ذلك وأحد يراه لم يفعل .

وعن عاصم قال: كان لأبي وائل خص من قصب ، وهو فيه وفرسه ، فكان إذا غزا نقضه ، وإذا قدم بناه .

499 - معاذة بنت عبد الله العدوية ، تكنى أم الصهباء :

روت عن عائشة ، وروى عنها الحسن ، وأبو قلابة .

وكانت تحيي الليل ، [وكانت] تقول: عجبت لعين تنام وقد عرفت طول الرقاد في ظلم القبور .

ولما قتل زوجها صلة بن أشيم وابنها في بعض الغزوات اجتمع النساء عندها ، فقالت: مرحبا بكن إن كنتن جئتن لتهنئتي فمرحبا بكن ، وإن كنتن جئتن لغير ذلك [ ص: 255 ] فارجعن . ولم تتوسد فراشا بعد ذلك ، وكانت تقول: والله ما أحب البقاء إلا لأتقرب إلى ربي -عز وجل- بالوسائل لعله يجمع بيني وبين أبي الصهباء وولده في الجنة .

فلما احتضرت بكت ثم ضحكت ، فسئلت عن ذلك ، فقالت: أما البكاء فإني ذكرت مفارقة الصيام والصلاة والذكر ، وأما الضحك ، فإني نظرت إلى أبي الصهباء وقد أقبل في صحن الدار وعليه حلتان خضراوان وهو في نفر ما رأيت لهم في الدنيا شبها فضحكت إليه . ولا أراني أدرك بعد ذلك فرضا . فماتت قبل دخول وقت الصلاة . [ ص: 256 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية