صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

508 - ربيعة بن عباد الديلي:

من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، غزا أفريقية مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح سنة سبع وعشرين روى عنه محمد بن المنكدر ، وأبو الزناد ، وبكير بن الأشج ، [وغيرهم] .

توفي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك .

509 - [عبد الله] بن محيريز ، أبو محيريز:

أسند عن أبي سعيد ، ومعاوية ، وأبي محذورة .

أخبرنا إسماعيل بن أحمد بإسناده عن بشير بن صالح ، قال: دخل ابن محيريز حانوتا بدابق وهو يريد أن يشتري ثوبا ، فقال رجل لصاحب الحانوت: هذا ابن محيريز ، فأحسن بيعه ، فغضب ابن محيريز وخرج وقال: إنما نشتري بأموالنا لسنا نشتري بديننا .

510 - عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية:

أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، قال: أخبرنا عاصم بن الحسن ، قال: أخبرنا علي بن محمد المعدل ، قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان ، قال: أخبرنا أبو بكر بن عبيد ، قال: قال الحسن بن عثمان: سمعت أبا العباس الوليد يقول عن عبد الرحمن بن جابر ، قال:

كان عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية خلا لعبد الملك بن مروان ، فلما مات عبد الملك وتصدع الناس عن قبره وقف عليه ، فقال: أنت عبد الملك الذي كنت تعدني فأرجوك ، وتتوعدني فأخافك ، أصبحت وليس معك من ملكك غير ثوبيك ، وليس لك غير أربعة أذرع في عرض ذراعين من الأرض ، ثم انكفأ إلى أهله واجتهد في العبادة حتى صار كأنه شن .

قال: فدخل عليه بعض أهله فعاتبه في نفسه وإضراره بها ، وقال للقائل: أسألك عن شيء تصدقني عنه؟ قال: نعم ، قال: أخبرني عن حالك التي أنت عليها ، أترضاها للموت؟ قال: اللهم لا ، قال: فعزمت على الانتقال منها إلى غيرها ، قال ، ما انتصحت [ ص: 291 ] رأي في ذلك ، قال: أفتأمن أن يأتيك الموت على حالك التي أنت عليها ، قال: اللهم لا ، قال: فحال ما أقام عليها عاقل ، ثم انكفأ إلى مصلاه .

511 - عمران بن حطان السدوسي البصري:

روى عن أبي موسى ، وابن عمر ، وعائشة . وروى عنه محمد بن سيرين ، ويحيى بن أبي كثير . وكان شاعرا .

أخبرنا المبارك بن علي الصيرفي ، قال: أخبرنا علي بن محمد العلاف ، قال:

أخبرنا ابن بشران ، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، قال: أخبرنا محمد بن جعفر الخرائطي ، قال: حدثنا أحمد بن علي الأنباري ، قال: أخبرنا الحسن بن عيسى ، عن أبي الحسن المدائني ، قال:

دخل عمران بن حطان على امرأته - وكان عمران قبيحا دميما قصيرا - وقد تزينت ، وكانت امرأة حسناء ، فلما نظر إليها ازدادت في عينه حسنا ، فلم يتمالك أن يديم النظر إليها ، فقالت: ما شأنك ، فقال: لقد أصبحت والله جميلة ، فقالت: أبشر فإني وإياك في الجنة ، قال: ومن أين علمت ذلك؟ قالت: لأنك أعطيت مثلي فشكرت ، وابتليت بمثلك فصبرت ، والصابر ، والشاكر في الجنة .

512 - مذعور:

كان من كبار الصالحين . قال مطرف: ما تحاب اثنان في الله إلا كان أشدهما حبا لصاحبه أفضلهما ، وأنا لمذعور أشد حبا ، وهو أفضل مني ، فكيف هذا؟ قال: فلما أمر بالرهط أن يخرجوا إلى الشام أمر بمذعور فيهم . قال: فلقيني فأخذ بلجام دابتي ، فجعلت كلما أردت أن أنصرف منعني ، فقلت: إن المكان بعيد ، فجعل يحبسني ، فقلت: أنشدك الله إلا تركتني فيم تحبسني ، [فلما نشدته] قال: كلمة يخفيها جهده مني ، اللهم فيك ، فعرفت أنه أشد حبا لي منه .

513 - يزيد بن مرثد ، أبو عثمان الهمداني:

أسند عن معاذ ، وأبي الدرداء . وكان كثير البكاء . [ ص: 292 ]

قرأت على أبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، عن أبي طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري ، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الخوارزمي ، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد المزكي ، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال: حدثنا محمد بن جعفر ، قال: حدثنا منصور بن عمار ، قال: حدثنا الوليد بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال:

قلت ليزيد بن مرثد: ما لي لا أرى عيناك تجفان من الدموع ، قال: وما سؤالك عن هذا؟ قلت: عسى أن ينفعني الله به ، قال: هو ما ترى ، قلت: هكذا تكون في خلواتك قال: والله إن ذلك ليعتريني وقد قرب إلي طعامي فيحول بيني وبين أكله ، وإن ذلك ليعتريني وقد دنوت من أهلي فيحول بيني وبين ما أريد حتى تبكي أهلي لبكائي ويبكي صبياننا وما يدرون ما يبكينا ، وحتى تقول زوجتي: يا ويحها ، ماذا خصت به من نساء المسلمين من الحزن معك ، ما ينفعني معك عيش ، ولا تقر عيني بما تقر به عين النساء مع أزواجهن ، قلت: يا أخي ما الذي أحوجك؟ قال: والله يا أخي لو أن الله تعالى لم يتواعدني إن أنا عصيته إلا أن يحبسني في حمام لكنت حريا أن لا تجف لي دمعة ، فكيف وقد تواعدني أن يسجنني في النار .

[وروي] عن سويد بن عبد العزيز ، عن الوضين بن عطاء ، قال: أراد الوليد بن عبد الملك أن يولي يزيد بن مرثد فبلغ ذلك يزيد ، فلبس فروة وقلبها فجعل الجلد على ظهره والصوف خارجا ، وأخذ بيده رغيفا وعرقا ، وخرج بلا رداء ولا قلنسوة ولا نعل ولا خف ، وجعل يمشي في الأسواق ويأكل ، فقيل للوليد: يزيد قد اختلط ، وأخبر بما فعل ، فتركه .

514 - يحيى بن يعمر ، أبو سليمان الليثي البصري :

كان صاحب علم بالقرآن والعربية . روى عن ابن عباس ، وابن عمر ، وأبي الأسود [ ص: 293 ] الديلي . وروى عنه عبد الله بن أبي بريدة ، وإسحاق بن سويد . ونزل مرو ، وولي القضاء ، وكان عالما فصيحا ثقة .

قال الأصمعي: كان يحيى قاضيا فتقدم إليه رجل وامرأته ، فقال يحيى للرجل:

أرأيت إن سألتك حق شكرها وشبرك أنشأت تطلها وتضهلها . قال: يقول الرجل لامرأته: لا والله لا أدري ما يقول قومي حتى تنصرف [شبرة] تطلها: تبطل حقها . وتضهلها: تعطيها حقها قليلا قليلا ، والكناية بالشكر والشبر عن النكاح . [ ص: 294 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية