صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

550 - بسر بن سعيد مولى الحضرميين :

روى عن زيد بن ثابت ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد .

وكان بسر ثقة من العباد المنقطعين ، وأهل الزهد في الدنيا ، وتوفي بالمدينة وهو ابن ثمان وسبعين ، ولم يدع كفنا .

551 - حنش بن عبد الله بن عمرو ، أبو رشدين الصنعاني :

كان مع علي بن أبي طالب بالكوفة ، وقدم مصر بعد قتل علي ، وغزا المغرب مع رويفع بن ثابت ، وغزا الأندلس مع موسى بن نصير ، وكان فيمن ثار مع ابن الزبير على عبد الملك ، فأتي به عبد الملك في وثاق فعفا عنه ، وكان عبد الملك حين غزا [ ص: 58 ] المغرب مع معاوية بن خديج ، نزل عليه بإفريقية سنة خمسين ، فحفظ له ذلك . وكان حنش أول من ولي عشور إفريقية في الإسلام ، وكان إذا فرغ من عشائه وحوائجه وأراد أن يرقد أوقد المصباح وقدم المصحف وإناء فيه ماء ، وكان إذا وجد النعاس أخذ الماء ، وإذا تعايا في آية نظر في المصحف . وتوفي بإفريقية في هذه السنة .

552 - خارجة بن زيد بن ثابت بن الضحاك ، أبو زيد :

روى عن أبيه وكان ثقة ، وقال: رأيت في المنام كأني بنيت سبعين درجة ، فلما فرغت منها تهورت ، وهذه السنة لي سبعون قد أكملتها . فمات فيها .

توفي في هذه السنة بالمدينة .

553 - عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز :

توفي في خلافة أبيه ، وكان صالحا .

أخبرنا علي بن أبي عمر ، قال: أخبرنا محمد بن الحسن الباقلاوي ، قال: أخبرنا عبد الملك بن بشران ، قال: أخبرنا أبو بكر الآجري ، قال: حدثنا أبو عبد الله بن مخلد ، قال: حدثني سهل بن عيسى المروزي ، قال: حدثني القاسم بن محمد بن الحارث ، قال: حدثنا سهل بن يحيى بن محمد المروزي ، قال: أخبرني أبي ، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، قال:

لما ولي [أبي] عمر الخلافة وخطب الناس ذهب يتبوأ مقيلا ، فأتاه ابنه [ ص: 59 ] عبد الملك ، فقال: ما تريد أن تصنع؟ قال: يا بني أقيل ، قال: تقيل ولا ترد المظالم ، فقال: أي بني إني قد سهرت البارحة في أمر عمك سليمان ، فإذا صليت الظهر رددت المظالم ، قال: يا أمير المؤمنين ، من لك أن تعيش إلى الظهر ، قال: ادن مني أي بني .

فدنا منه فالتزمه وقبل بين عينيه وقال: الحمد لله الذي أخرج من صلبي من يعينني على ديني ، فخرج ولم يقل .

أخبرنا ابن ناصر ، عن أبي القاسم وأبي عمر ابني عبد الله بن منده ، عن أبيهما ، قال: حدثنا أبو سعيد بن يونس ، قال: حدثنا محمد بن نصر بن القاسم ، قال:

حدثنا أحمد بن عمرو بن السراج ، قال: حدثنا ابن وهب ، قال: حدثني الليث بن سعد ، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن عاصم بن أبي بكر بن عبد العزيز بن مروان :

أنه وفد على سليمان بن عبد الملك . قال: فنزلت على عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز وهو عزب ، فكنت معه في بيته ، فلما صلينا العشاء وأوى كل رجل منا إلى فراشه ، فلما ظن أن قد نمنا قام [إلى] المصباح فأطفأه وأنا أنظر إليه ، ثم جعل يصلي حتى ذهب النوم . قال: فاستيقظت وهو يقرأ: ( أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون . ثم بكى ثم رجع إليها ثم بكى ثم لم يزل يفعل حتى قلت سيقتله البكاء ، فلما رأيت ذلك قلت: سبحان الله والحمد لله ، كالمستيقظ من النوم لأقطع ذلك عنه ، فلما سمعني ألبد فلم أسمع له حسا .

أخبرنا عبد الوهاب ويحيى بن علي ، قالا: أخبرنا عبد الله بن أحمد السكري ، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال: حدثنا حمزة بن القاسم الهاشمي ، [ ص: 60 ] قال: حدثنا حنبل ، قال: حدثنا أحمد بن حنبل ، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، قال: حدثني زياد بن أبي حسان :

أنه شهد عمر بن عبد العزيز حين دفن ابنه عبد الملك ، استوى قائما فأحاط به الناس فقال: والله يا بني لقد كنت برا بأبيك ، وو الله ما زلت منذ وهبك الله لي مسرورا بك ، ولا والله ما كنت قط أشد سرورا ولا أرجى لحظي من الله منك مذ وضعتك في المنزل الذي صيرك الله إليه ، فرحمك وغفر لك ذنبك وجزاك بأحسن عملك ، ورحم كل شافع يشفع لك غيري شاهد وغائب ، رضينا بقضاء الله وسلمنا لأمره ، والحمد لله رب العالمين . ثم انصرف .

554 - عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة ، أبو عثمان النهدي :

حج في الجاهلية حجتين ، وأسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يلقه ، وهاجر إلىالمدينة بعد موت أبي بكر فلقي عمر بن الخطاب . وروى عنه ، وعن علي ، وسعد ، وسعيد ، وابن مسعود ، وأبي ، وغيرهم من الصحابة ، [وكان ثقة] ونزل الكوفة ثم صار إلى البصرة ، فحدث عنه أيوب ، وقتادة ، وسليمان التيمي ، وغيرهم ، وكان معه وشهد القادسية وجلولاء ، وتستر ونهاوند واليرموك وأذربيجان ورستم .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، قال:

أخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق ، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب النيسابوري ، قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: حدثنا يزيد بن هارون ، قال: أخبرنا الحجاج بن أبي زينب ، قال: سمعت أبا عثمان النهدي يقول :

كنا في الجاهلية نعبد حجرا ، فسمعنا مناديا ينادي: يا أهل الرحال ، إن ربكم قد هلك فالتمسوا ربا ، قال: فخرجنا على كل صعب وذلول ، فبينا نحن كذلك نطلب إذا نحن بمناد ينادي: إنا قد وجدنا ربكم أو شبهه ، قال: فجئنا فإذا [نحن] بحجر فنحرنا عليه الجزر . [ ص: 61 ]

أخبرنا عبد الرحمن ، قال: أخبرنا أحمد بن علي ، قال: أخبرنا ابن الفضل ، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر ، قال: حدثنا يعقوب ، قال: حدثنا الحجاج ، قال: حدثنا حماد ، عن حميد ، عن أبي عثمان ، قال: أتت علي نحو من ثلاثين ومائة سنة ، وما شيء مني إلا وقد أنكرته إلا أملي فإني أجده كما هو .

توفي أبو عثمان في هذه السنة وهو ابن ثلاثين ومائة سنة .

555 - عمران بن ملحان ، أبو رجاء العطاردي :

أخبرنا محمد بن [أبي] القاسم ، قال: أخبرنا حمد بن أحمد ، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الأصفهاني ، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، قال: حدثنا محمد بن عون ، قال: حدثنا يوسف بن عطية ، عن أبيه ، قال: دخلت على أبي رجاء العطاردي ، فقال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم ونحن على ماء لنا ، وكان لنا صنم مدور فحملناه على قتب وانتقلنا من ذلك الماء إلى غيره ، فمررنا برملة فانسل الحجر فوقع في الرمل فغاب فيه ، فلما رجعنا إلى الماء فقدنا الحجر فرجعنا في طلبه فإذا هو في رمل قد غاب فاستخرجناه ، فكان ذلك أول إسلامي ، فقلت: إن إلها لم يمتنع من تراب يغيب فيه لإله سوء وإن العنز لتمنع حياءها بثديها . فرجعت إلى المدينة وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال مؤلف الكتاب : روى أبو رجاء [العطاردي ] عن عمر وابن عباس ، وأم قومه أربعين سنة ، وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز . [ ص: 62 ]

556 - مسلم بن يسار ، أبو عبد الله مولى طلحة بن عبيد الله التيمي :

لقي جماعة من الصحابة ، وكان من العلماء المتعبدين ، وكان حسن الخشوع في الصلاة ، فوقع مرة إلى جانبه حريق فما شعر به حتى طفئ .

وكان أرفع عند الناس من الحسن حتى خرج مع ابن الأشعث فوضعه ذلك .

وكان يقول: ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ، فقال له قائل: فكيف بمن رآك واقفا في الصف؟ قال: هذا مسلم بن يسار ، ما وقف هذا الموقف إلا وهو على الحق فقاتل فقتل . فبكى بكاء شديدا .

أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك ، قال: أخبرنا علي بن محمد الأنباري ، قال:

[أخبرنا] أحمد بن محمد بن يوسف ، قال: حدثنا ابن صفوان ، قال: حدثنا أبو بكر [القرشي ] ، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم ، قال: حدثنا علي بن إسحاق ، قال:

حدثنا عبد الله ، قال: أخبرنا جعفر بن حيان ، قال:

ذكر لمسلم بن يسار قلة التفاته في الصلاة ، قال: وما يدريكم أين قلبي .

قال أحمد بن إبراهيم : وحدثنا هارون بن معروف ، قال: حدثنا ضمرة ، عن ابن شوذب قال:

كان مسلم بن يسار يقول لأهله إذا دخل في صلاته: تحدثوا فلست أسمع حديثكم .

قال: أخبرنا سعد الخير بن محمد ، قال: أخبرنا علي بن أيوب ، قال: أخبرنا الحسين بن محمد الخلال ، قال: حدثنا علي بن عمر بن علي التمار ، قال: حدثنا جعفر بن محمد الخالدي ، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق ، قال: حدثنا [ ص: 63 ] البرجلاني ، قال: حدثنا غياث بن زياد ، قال: حدثنا ابن المبارك ، قال:

قال مسلم بن يسار لأصحابه يوم التروية: هل لكم في الحج؟ قالوا: خرف الشيخ على ذلك فلنطيعنه ، قال: من أراد ذلك فليخرج ، فخرجوا إلى الحسان برواحلهم ، فقال: خلوا أزمتها ، فأصبحوا وهم ينظرون إلى جبال تهامة . [ ص: 64 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية