صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

563 - جابر بن زيد ، أبو الشعثاء :

كان مفتي البصرة ، وكان ابن عباس يقول: لو نزل أهل البصرة عند قول جابر بن زيد لأوسعهم عما في كتاب الله علما .

وقال جابر في مرضه: أشتهي نظرة من الحسن ، فجاء إليه في الليل وكان مختفيا .

[وتوفي في هذه السنة] .

564 - خالد بن معدان ، أبو عبد الله الكلاعي :

أسند عن أبي عبيدة ، ومعاذ ، وعبادة ، وأبي ذر ، وغيرهم .

وتوفي في رمضان هذه السنة .

عن أبي المغيرة ، عن صفوان بن عمر ، قال: كان خالد بن معدان إذا عظمت حلقته قام فانصرف ، قيل لصفوان: ولم كان يقوم؟ قال: كان يكره الشهرة .

565 - عامر بن عبد الله بن قيس ، أبو بردة ابن أبي موسى :

روى عن أبيه ، وكان على بيت المال ، وولي قضاء الكوفة بعد شريح ، وبها توفي في هذه السنة .

566 - عبد الرحمن بن حسان بن ثابت :

وقد مضى ذكره . [ ص: 85 ]

567 - عطاء بن يسار ، أخو سليمان بن يسار :

روى عن أبي بن كعب ، وابن مسعود ، وأبي أيوب في خلق كثير من الصحابة .

وكان يصوم يوما ويفطر يوما .

أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك ، قال: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار ، قال:

أخبرنا علي بن أحمد الملطي ، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف ، قال: أخبرنا أبو الحسين بن صفوان ، قال: أخبرنا أبو بكر القرشي ، قال: حدثني محمد بن الحسين ، قال: حدثني عبد العزيز بن يحيى الأويسي ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال:

خرج عطاء بن يسار وسليمان بن يسار حاجين من المدينة ومعهما أصحاب لهما حتى إذا كانوا بالأبواء نزلوا منزلا ، فانطلق سليمان وأصحابه لبعض حاجتهم وبقي عطاء قائما في المنزل يصلي . قال: فدخلت عليه امرأة من الأعراب جميلة ، فلما رآها عطاء ظن أن لها حاجة ، فأوجز في صلاته ثم قال: ألك حاجة؟ قالت: نعم ، قال: ما هي؟

قالت: قم فأصب مني فإني قد ودقت ولا بعل لي ، قال: إليك عني [لا تحرقيني ونفسك بالنار .

ونظر إلى امرأة جميلة فجعلت تراوده عن نفسه ويأبى إلا ما يريد . قال: فجعل عطاء يبكي ويقول: ويحك إليك عني] . قال: واشتد بكاؤه ، فلما نظرت المرأة إليه وما دخله من البكاء والجزع بكت المرأة لبكائه . قال: فجعل يبكي والمرأة تبكي بين يديه . فبينا هو كذلك إذ جاء سليمان من حاجته ، فلما نظر إلى عطاء يبكي والمرأة بين يديه تبكي جلس في ناحية البيت يبكي لبكائهما ولا يدري ما أبكاهما ، وجعل أصحابهما يأتون رجلا رجلا كلما أتى رجل فرآهم يبكون جلس فبكى لبكائهم لا يسألهم عن أمرهم حتى كثر البكاء وعلا الصوت ، فلما رأت المرأة الأعرابية ذلك قامت فخرجت . قال: فقام القوم فدخلوا ، فلبث سليمان بعد ذلك وهو لا يسأل أخاه عن قصة المرأة إجلالا له وهيبة . قال: وكان أسن منه ، ثم إنهما قدما مضر لبعض حاجتهما فلبثا بها ما شاء الله ، فبينا عطاء ذات ليلة نائم إذ استيقظ وهو يبكي ، فقال سليمان: ما يبكيك [ ص: 86 ] يا أخي؟ قال: رؤيا رأيتها الليلة ، قال: وما هي؟ قال: لا تخبر بها أحدا ما دمت حيا ، رأيت يوسف النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ، فجئت أنظر إليه فيمن ينظر ، فلما نظرت حسنه بكيت ، فنظر إلي فقال: ما يبكيك أيها الرجل؟ قلت: بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، ذكرتك وامرأة العزيز وما ابتليت به من أمرها ، وما لقيت من السجن وفرقة يعقوب ، فبكيت من ذلك وجعلت أتعجب منه ، قال: فهلا تعجبت من صاحب المرأة البدوية بالأبواء ، فعرفت الذي أراد ، فبكيت فاستيقظت باكيا قال: سليمان: يا أخي وما حال تلك المرأة؟ فقص عليه عطاء القصة ، فما أخبر بها سليمان أحدا حتى مات عطاء ، فحدث بها بعده امرأة من أهله ، وشاع الحديث بالمدينة بعد موت عطاء بن يسار .

وقد رويت لنا هذه القصة عن سليمان أنها جرت له ، والله أعلم .

وتوفي عطاء في هذه السنة ، وقيل: سنة أربع [وتسعين] .

568 - يزيد بن الأصم ، واسمه عبد عمرو بن عدس :

وأمه برزة بنت الحارث بن حزن ، أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .

روى عن أبي هريرة ، وابن عباس ، وكان ينزل الرقة .

وتوفي في هذه السنة . [ ص: 87 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية