صفحة جزء
ثم دخلت سنة أربعين ومائة

فمن الحوادث فيها:

أن ناسا من الجند وثبوا على أبي داود بن إبراهيم عامل خراسان ، فأشرف عليهم من حائط المنزل الذي هو فيه ، فوقع فانكسر ظهره فمات ، فولى أبو جعفر عبد الجبار بن عبد الرحمن خراسان ، فقدمها فأخذ بها ناسا من القواعد ذكر أنه اتهمهم بالدعاء إلى ولد علي بن أبي طالب فقتلهم .

وفي هذه السنة: خرج أبو جعفر المنصور حاجا ، فأحرم من الحيرة ، ثم رجع بعد ما قضى الحج إلى المدينة ، فتوجه منها إلى بيت المقدس ، فصلى في مسجدها ، ثم سلك إلى الشام منصرفا حتى انتهى إلى الرقة فنزلها ، وكتب إلى صالح بن علي يأمره ببناء المصيصة ، ثم خرج منها إلى ناحية الكوفة ، فنزل المدينة الهاشمية بالكوفة ، ثم انتقل عنها ، فاختط مدينة السلام .

أنبأنا الحسين بن محمد البارع قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان بن داود قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني يحيى بن محمد قال: حدثني أبو منصور عبد الرحمن بن صالح بن دينار قال: حج أبو جعفر المنصور فأعطى أشراف القرشيين ألف دينار لكل واحد منهم ، فلم يترك أحدا من [ ص: 28 ] أهل المدينة إلا أعطاه ، إلا أنه لم يبلغ واحد ما بلغ بالأشراف ، فكان ممن أعطاه الألف دينار سليم بن عروة ، ويعطي قواعد قريش صحاف الذهب والفضة وكساهن ، وأعطى بالمدينة عطايا لم يعطها أحد .

وكان عمال الأمصار في هذه السنة عمالها في السنة التي قبلها إلا خراسان ، فإن عاملها كان عبد الجبار .

وحج المنصور بالناس .

وما عرفنا أحدا من الأكابر توفي في هذه السنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية