صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

764 - إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

كان يألف الوحدة هو وأخوه ، وخرجا إلى البادية ثم خرج أخوه محمد على المنصور على ما سبق ذكره فقتل . وخرج هو فقتل على ما سبق .

765 - إسماعيل بن أبي خالد ، أبو عبد الله . واسم أبي خالد: سعد .

رأى أنسا ، وسمع ابن أبي أوفى ، وعمرو بن حوشب . وكان سفيان به معجبا . وتوفي في هذه السنة .

أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا إبراهيم بن مخلد قال: حدثنا محمد بن أحمد الحكيمي قال: حدثنا عبد السلام بن محمد بن شاكر قال: حدثنا محمد بن عثمان العاصمي قال: حدثنا محمد بن يزيد ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن يزيد بن طريف قال: توفي أخي عمير بن طريف فأصغيت إلى قبره ، فسمعت صوت أخي صوتا ضعيفا أعرفه وهو يقول: ربي الله . فقال له الآخر: فما دينك؟ قال: الإسلام .

766 - الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

سمع أمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب .

قدم الأنبار على السفاح مع أخيه عبد الله بن الحسن في جماعة من الطالبيين ، فأكرمهم السفاح وأجازهم ، ورجعوا إلى المدينة . فلما ولي المنصور حبس الحسن بن [ ص: 90 ] الحسن وأخاه عبد الله لأجل محمد وإبراهيم ابني عبد الله ، فلم يزل في حبسه حتى مات .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: حدثنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا الحسن بن محمد العكبري قال: حدثنا جدي قال: حدثنا غسان الليثي ، عن أبيه قال: كان أبو العباس قد خص عبد الله بن الحسن بن الحسن حتى كان يتفضل بين يديه بقميص بلا سراويل ، فقال له يوما: ما رأى أمير المؤمنين على هذه الحال غيرك ، ولا أعدك إلا ولدا . ثم سأله عن ابنيه فقال له: ما خلفهما عني ، فلم يفدا علي مع من وفد علي من أهلهما ، ثم أعاد عليه المسألة عنهما [مرة] أخرى . فشكى ذلك عبد الله بن الحسن إلى أخيه الحسن بن الحسن فقال له: إن أعاد المسألة عليك عنهما فقل له: علمهما عند عمهما . فقال له عبد الله: وهل أنت محتمل ذلك لي؟ قال: نعم . فلما أعاد أبو العباس على عبد الله المسألة عنهما قال: يا أمير المؤمنين ، علمهما عند عمهما . فبعث أبو العباس إلى الحسن فسأله عنهما . فقال: يا أمير المؤمنين ، أكلمك على هيبة الخلافة ، أو كما يكلم الرجل ابن عمه . فقال لهأبو العباس : بل كما يكلم الرجل ابن عمه . فقال له الحسن : أنشدك الله يا أمير المؤمنين ، إن كان الله قدر لمحمد وإبراهيم أن يليا من الأمر شيئا ، فجهدت وجهد أهل الأرض معك أن تردوا ما قدر الله لهما أيردونه!؟ قال: لا . قال: فأنشدك الله إن كان الله لم يقدر لهما أن يليا من هذا الأمر شيئا ، فاجتمعا واجتمع أهل الأرض معهما على أن ينالا ما لم يقدر لهما ، أينالانه؟ ! قال: لا . قال: فما تنغيصك على هذا الشيخ النعمة التي أنعمت بها عليه . فقال أبو العباس : لا أذكرهما بعد اليوم ، فما ذكرهما حتى فرق الموت بينهما .

قال العلوي: قال جدي: توفي الحسن بن الحسن بن علي سنة خمس وأربعين ومائة في ذي القعدة بالهاشمية في حبس أبي جعفر ، وهو ابن ثمان وستين سنة . [ ص: 91 ]

767 - الحسن بن ثوبان بن عامر ، أبو ثوبان الهمداني الهوزني .

روى عن موسى بن وردان وغيره . حدث عنه حيوة بن شريح ، والليث بن سعد ، وغيرهما . وكان أميرا على بعض الثغور في خلافة مروان بن محمد .

قال المفضل بن فضالة: دخل علينا الحسن بن ثوبان يوما ونحن في المسجد الجامع فوقف فسلم ثم ذهب فجال في المسجد ، ثم رجع إلينا ، فقلنا له: يا أبا ثوبان ، وقفت علينا ثم ذهبت ثم عدت فقال: إني طلبت من هو أربح لي منكم ، فلم أجده .

توفي الحسن في رمضان هذه السنة .

768 - حبيب بن الشهيد ، أبو محمد البصري . مولى لمزينة .

سمع الحسن ، وابن سيرين ، وعكرمة .

توفي بواسط في أيام التشريق يوم جاءت هزيمة إبراهيم بن عبد الله بن حسن ، وصلى عليه سوار .

769 - عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، أبو محمد .

من أهل المدينة ، كانت له منزلة من عمر بن عبد العزيز في خلافته ، وفد مع جماعة من الطالبيين إلى السفاح وهو بالأنبار ، فوهب له ألف ألف درهم . ثم عاد إلى المدينة ، فلما ولي المنصور حبسه بالمدينة لأجل ابنيه محمد وإبراهيم ، فبقي مدة طويلة ، ثم نقله إلى الكوفة ، فحبسه بها إلى أن مات في الحبس يوم الأضحى من هذه السنة ، وهو ابن ست وأربعين سنة .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا ابن أبي بكر قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي قال: حدثنا [ ص: 92 ] جدي قال: حدثنا أبو الحسن بن علي الباهلي قال: سمعت مصعب بن عبد الله يقول: جعل أبو العباس أمير المؤمنين يطوف [في] بنيانه بالأنبار ، ومعه عبد الله بن الحسن ، فجعل يريه البناء ويطوف به فيه ، فقال عبد الله بن الحسن: يا أمير المؤمنين ، وأنشده:


ألم تر حوشبا أمسى يبني بيوتا نفعها لبني بقيله     يؤمل أن يعمر عمر نوح
وأمر الله يحدث كل ليله

فقال أبو العباس : ما أردت بهذا . قال: أردت أن أزهدك في هذا .

وقد روي من طريق أخرى أنه لما أنشد البيتين انتبه فقال: أقلني . فقال: لا أقالني الله إن بت في عسكري فأخرجه إلى المدينة .

وبقيلة أم ولد للحسين بن علي ، جاءت منه بالقاسم وأبي بكر وعبد الله ، وقتلوا مع الحسين رضي الله عنه .

أخبرنا عبد الرحمن القزاز قال: أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال: أخبرنا علي بن المحسن التنوخي قال: وجدت في كتاب جدي علي بن محمد بن أبي الفهم قال: حدثني أحمد بن أبي العلاء المعروف بحرقي قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن محمد بن أبان قال: حدثني أبو معقل - وهو ابن إبراهيم بن داجة - قال: حدثني أبي قال: أخذ أبو جعفر أمير المؤمنين عبد الله بن حسن بن حسن فقيده وحبسه في داره ، فلما أراد أبو جعفر الخروج إلى الحج جلست له ابنة لعبد الله بن حسن يقال لها: فاطمة ، فلما مر بها أنشأت تقول:


ارحم كبيرا سنه متهدما     في السجن بين سلاسل وقيود
وارحم صغار بني يزيد إنهم     يتموا لفقدك لا لفقد يزيد
إن جدت بالرحم القريبة بيننا     ما جدنا من جدكم ببعيد

[ ص: 93 ] فقال أبو جعفر : أذكرتنيه ، ثم أمر به فحدر إلى المطبق ، فكان آخر العهد به .

770 - عبد الملك بن أبي سليمان ، أبو سليمان - وقيل: أبو عبد الله - واسم أبي سليمان ، ميسرة ، وهو عم محمد بن عبد الله العزرمي .

نزل جبانة عزرم بالكوفة فنسب إليها .

حدث عن أنس بن مالك ، وعطاء ، وسعيد بن جبير .

روى عنه الثوري ، وشعبة ، وابن المبارك .

وكان من الحفاظ ، وكان شعبة يعجب من حفظه ، وكان سفيان يسميه الميزان .

قال أحمد بن حنبل ويحيى: هو ثقة .

توفي ببغداد في هذه السنة ، دفن بسوق يحيى .

771 - عمرو بن ميمون بن مهران ، أبو عبد الله الجزري .

نزل الرقة ، وسمع أباه ، وسليمان بن يسار ، وعمر بن عبد العزيز .

روى عنه الثوري ، وشريك ، وابن المبارك . وكان ثقة صالحا عالما دينا .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا الأزهري قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن جامع قال: قال علي بن محمد بن سعيد الحراني قال: حدثنا عبد الملك الميموني قال: حدثت أبا عبد الله أحمد بن حنبل قال: لما رأيت قدر عمي عند أبي جعفر قلت: يا عم ، لو سألت أمير المؤمنين أن يقطعك قطيعة . فسكت عني ، فلما ألححت عليه قال: يا بني ، إنك لتسألني أن أسأله شيئا قد ابتدأني به هو غير مرة ، فقد قال لي يوما: يا أبا عبد الله ، إني أريد أن أقطعك قطيعة وأجعلها لك طيبة ، وإن أحبابي وولدي وأهلي يسألوني ذلك ، فآبى عليهم ، فما يمنعك أن تقبلها؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين ، إني رأيت لهم الرجل على قدر انتشار صيته ، [ ص: 94 ] وإني يكفيني من همي ما أحاطت به داري ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني فعل ، قال: قد فعلت . فقال أحمد بن حنبل: أعده علي . فأعدته عليه حتى حفظه .

أخبرنا عبد الرحمن قال: حدثنا أحمد بن علي قال: أخبرنا الأزهري قال: حدثنا ابن جامع قال: حدثنا أبو علي الحراني قال: حدثنا الميموني قال: حدثنا أبي قال: كان عمي عمرو يعطش فما يستسقي من أحد ماء حتى يشربه من بيته ، ويقول: كل معروف صدقة ، وما أحب أن يتصدق علي .

توفي عمرو بن ميمون في هذه السنة . وقيل: في سنة أربعين .

وفي مكان موته قولان: أحدهما: الرقة . والثاني: الكوفة .

772 - محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ، أبو عبد الله .

لقي نافعا ، وسمع منه ومن غيره ، ولم يزل هو وأخوه إبراهيم يلزمان البادية ويحبان الخلوة ، ولا يأتيان الخلفاء والولاة ، فلما ولي المنصور طلبهما فنفرا منه وهربا في الجبال ، وأشخص أباهما وأهل بيتهما فحبسوا حتى ماتوا في حبسه ، فبلغ ذلك محمد بن عبد الله ، فخرج على المنصور ، واجتمع إليه خلق كثير ، فبيض ودعي له بالخلافة ، فأقبل إلى المدينة ، فأخذها وغلب عليها [ثم وجه إلى مكة فأخذت له] فبيضوا فشمر أبو جعفر في طلبه وحربه ، فقتل هو وأخوه على ما سبق .

وكان مكث محمد من حين ظهر إلى أن قتل شهرين وسبعة عشر يوما .

773 - محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ، أبو عبد الله القرشي .

وكان يعرف بالديباج لحسن وجهه ، أمه فاطمة بنت الحسين ، وكانت قبل أبيه عند الحسن بن الحسن ، فولدت له عبد الله وحسنا ، ثم مات عنها ، فخلف عليها عبد الله بن عمرو فولدت له محمدا ، وهو الديباج . وكان جوادا ظاهر المروءة .

حدث عن أبيه ، وعن نافع ، وعن أبي الزناد .

أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا يحيى بن عبد العزيز قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن عباس الجوهري قال: أخبرنا أحمد بن [ ص: 95 ] سعيد الدمشقي قال: حدثني الزبير بن بكار قال: حدثني عبد الملك بن عبد العزيز ، عن أبي السائب قال: احتجت إلى لقحة ، فكتبت إلى محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أسأله أن يبعث لي بلقحة ، فإني لعلى بابي فإذا أنا بزجر إبل ، وإذا فيها عبد يزجرها ، فقلت: يا هذا ، ليس ها هنا الطريق . فقال: أردت أبا السائب . فقلت: أنا أبو السائب . فدفع إلي بكتاب محمد بن عبد الله ، وإذا فيه: أتاني كتابك تطلب فيه لقحة ، وقد جمعت ما كان بحضرتنا منها ، وهي تسع عشرة لقحة ، وبعثت معها بعبد راع ، وهن بدن ، وهو حر إن رجع ، فما بعثت به بشيء في مالي أبدا . قال: فبعت منهم بثلاثمائة دينار سوى ما احتبست لحاجتي .

أخذ أبو جعفر المنصور محمد بن عبد الله في هذه السنة ، وقتله ليلة جاءه خروج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة وبعث برأسه إلى خراسان ، وذلك لأن محمدا أخو عبد الله بن حسن بن حسن لأمه . كذلك ذكر الخطيب .

وذكر محمد بن سعد أنه حبسه فمات في حبسه ، وكان لهذا الرجل بنت تسمى: حفصة ، لا نعرف امرأة ولدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير سواها . لأن أمها خديجة بنت عثمان بن عروة بن الزبير ، وأم عروة: أسماء بنت أبي بكر ، وأم أبيها: فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ، وأم الحسين: فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأم فاطمة بنت الحسين: أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله ، وأم عبد الله بن عمرو: زينب بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب .

774 - يزيد بن أبي سعيد ، أبو الحسين النحوي .

نسب إلى بطن يقال لهم: بني نحوة النحو بن شمس - بضم الشين المعجمة - بطن من الأزد ، وليس منسوبا إلى النحو .

قال أبو أحمد العسكري: وكذلك شيبان بن عبد الله النحوي . وقال أبو الحسين ابن المنادي: وهو يزيد لا شيبان .

وروى يزيد عن علقمة ، ومجاهد . ويروي عن الحسين بن واقد وأبي حمزة . [ ص: 96 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية