صفحة جزء
ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين ومائة

فمن الحوادث فيها قدوم المنصور من مكة إلى البصرة ، فجهز جيشا إلى البحر لحرب الكرك ، وكانوا أغاروا على جده ، وهذه قدمته الأخيرة إلى البصرة .

وقيل: إنما كانت قدمته الأخيرة في سنة خمس وخمسين ومائة ، وكانت الأولى في سنة خمس وأربعين ، وأقام بها أربعين يوما ، وبنى بها قصرا ، ثم انصرف منها إلى مدينة السلام .

وفيها: غضب المنصور على أبي أيوب المرزباني فحبسه وحبس أخاه وبني أخيه سعيدا ومسعودا ومخلدا ومحمدا فطالبهم ، وكان سبب ذلك أن أبان بن صدقة كاتب أبي أيوب سعى به إليه .

وفيها: قتل عمر بن حفص بن عثمان بن أبي صفرة بإفريقية ، قتله أبو حاتم الإباضي ومن كان معه من البربر ، وكانوا ثلاثمائة ألف وخمسين ألفا ، الخيل منها خمسة وثمانون ألفا ، ومعهم أبو قرة الصفري في أربعين ألفا ، وكان يسلم عليه بالخلافة . [ ص: 167 ]

وفيها: حمل عباد مولى المنصور ، وهرثمة بن أعين ، ويوسف بن علوان من خراسان في سلاسل لتعصبهم لعيسى بن موسى .

وفيها: أخذ المنصور الناس بلبس القلانس الطوال المفرطة الطول ، فقال أبو دلامة:


وكنا نرجي من إمام زيادة فزاد الإمام المصطفى في القلانس     تراها على هام الرجال كأنها
دنان يهود جللت بالبرانس

وفيها: غزا الصائفة معيوف بن يحيى الهمداني ، فصار إلى حصن من حصون الروم ليلا وأهله نيام ، فسبى وأسر من كان فيه ، ثم سار إلى اللاذقية وفتحها ، وأخرج منها ستة آلاف امرأة سوى الرجال البالغين .

وفيها: ولى المنصور بكار بن مسلم العقيلي [أرمينية] .

وفيها: حج بالناس المهدي ، وكان على مكة يومئذ محمد بن إبراهيم ، وعلى المدينة الحسن بن زيد بن حسن ، وعلى الكوفة محمد بن سليمان ، وعلى البصرة يزيد بن منصور ، وعلى قضائها سوار ، وعلى مصر محمد بن سعيد .

وذكر الواقدي أن يزيد بن منصور كان والي اليمن في هذه السنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية