صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر .

854 - حميد بن قحطبة .

عامل المهدي على خراسان .

توفي في هذه السنة ، فولى المهدي مكانه أبا عون عبد الملك بن يزيد .

855 – سلمى بن عبد الله بن سلمى ، أبو بكر الهذلي البصري .

حدث عن الحسن ، وابن سيرين ، وعكرمة ، والشعبي والزهري . [ ص: 231 ]

روى عنه: أبو معاوية وابن المبارك ، وشبابة ، وكان من العلماء بأخبار الناس وأيامهم .

وقال السفاح: ما رأيت [أحدا] أغزر علما من أبي بكر الهذلي ، لم يعد علي حديثا قط ، إلا أن المحدثين ضعفوه وتركوا حديثه .

856 - عبد العزيز بن أبي رواد مولى المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة .

روى عن جماعة من التابعين كعطاء ، وعكرمة ، ونافع ، وكان من العباد ، وذهب بصره فلم يعلم به أهله عشرين سنة .

أخبرنا عبد الرحمن القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني عبد الله بن يحيى اليشكري قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن الأزهري قال: حدثنا ابن العلائي قال: حدثنا أبو سهل المدائني ، عن شعيب بن حرب قال: جلست إلى عبد العزيز بن أبي رواد خمسمائة مجلس فما أحسب أن صاحب الشمال كتب شيئا .

أخبرنا محمد بن أبي القاسم قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا محمد بن حيان قال: حدثنا أبو أحمد بن روح قال: حدثنا عبد الله بن حبيق قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: مكث عبد العزيز بن أبي رواد أربعين سنة لم يرفع طرفه إلى السماء ، فبينا هو يطوف حول الكعبة إذ طعنه المنصور أبو جعفر بإصبعه في خاصرته فالتفت إليه فقال: قد علمت أنها إصبع جبار .

توفي عبد العزيز في هذه السنة بمكة .

857 - [معبد] بن الخليل .

عامل المهدي . توفي بالسند وهو [عامله] عليها فاستعمل مكانه روح بن حاتم . [ ص: 232 ]

858 - [محمد] بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب ، أبو الحارث القرشي المدني .

ولد سنة ثمانين ، سمع عكرمة ، والزهري وخلقا كثيرا ، وكان فقيها ورعا صالحا ثقة ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، أقدمه المهدي بغداد ، فحدث بها ، ثم رجع يريد المدينة ، فمات بالكوفة في هذه السنة ، وهو ابن تسع وسبعين سنة .

روى عنه: الثوري ووكيع ، ويزيد بن هارون ، وابن المبارك ، وغيرهم .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا البرقاني قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن حيويه قال: أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:

كان ابن أبي ذئب يشبه سعيد بن المسيب . قيل لأحمد: خلف مثله ببلاده؟ قال: لا ، ولا بغيرها .

وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: كان ابن أبي ذئب ثقة صدوقا أفضل من مالك بن أنس ، إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال من ابن أبي ذئب لا يبالي عمن يحدث .

أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا الجوهري قال:

أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى المكي قال: حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قال: قال ابن أبي ذئب للمنصور: يا أمير المؤمنين ، قد هلك الناس ، فلو أعنتهم بما في يديك من الفيء؟ قال: ويلك ، لولا ما سددت من الثغور وبعثت من الجيوش لكنت تؤتى في منزلك وتذبح . فقال ابن أبي ذئب: فقد سد الثغور وجيش الجيوش ، وفتح الفتوح ، وأعطى الناس أعطياتهم من هو خير منك . قال: ومن هو ويلك؟ قال: عمر بن الخطاب: فنكس المنصور رأسه ، والسيف بيد المسيب والعمود بيد مالك بن الهيثم ولم يعرض له والتفت إلى [ ص: 233 ] محمد بن إبراهيم الإمام ، فقال: هذا الشيخ خير أهل الحجاز .

أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: حدثني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي قال: حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا يحيى بن أيوب العابد قال: حدثني أبو عمر عبد الله بن كثير قال:

حدثني حسن بن زيد قال: كان قد ولي عبد الصمد على المدينة ، فعاقب بعض القرشيين وحبسه ، قال: فكتب بعض قرابته إلى أبي جعفر ، فكتب أبو جعفر إلى المدينة ، وأرسل رسولا وقال: اذهب فانظر قوما من العلماء فأدخلهم عليه حتى يروا حاله ويكتبوا إلي بها ، فأدخلوا عليه في حبسه: مالك بن أنس ، وابن أبي ذئب ، وابن أبي سبرة وغيرهم من العلماء ، فقالوا: اكتبوا بما ترون إلى أمير المؤمنين . قال: وكان عبد الصمد لما بلغه الخبر حل عنه الوثاق وألبسه ثيابا ، وكنس البيت الذي كان فيه ورشه ، ثم أدخلهم عليه . فقال لهم الرسول: اكتبوا بما رأيتم ، فأخذوا يكتبون شهد فلان وفلان . فقال ابن أبي ذئب: لا تكتبوا شهادتي أنا أكتبها بيدي إذا فرغت فارم إلي بالقرطاس قال: فكتبوا رأينا محبسا لينا ورأينا هيئة حسنة ، وذكروا ما يشبه هذا من الكلام . قال: ثم دفع القرطاس إلى ابن أبي ذئب ، فلما نظر في الكتاب فرأى هذا الموضع نادى: يا مالك ، داهنت وفعلت وفعلت وملت إلى الهوى ، لكن اكتب: رأيت مجلسا ضيقا وأمرا شديدا . قال: وجعل يذكر شدة الحبس وضيقه . قال: وبعث الكتاب إلى أبي جعفر ، فقدم أبو جعفر حاجا ، فمر بالمدينة فدعاهم ، فلما دخلوا عليه جعلوا يذكرون وجعل ابن أبي ذئب يذكر شدة الحبس وضيقه ، وشدة عبد الصمد ، وما يلقون منه . قال: وجعل أبو جعفر يتغير وجهه ، وينظر إلى عبد الصمد غضبا ، قال الحسن بن زيد: فلما رأيت ذلك أردت أن ألينه ، وخشيت على عبد الصمد من أبي جعفر أن يعجل عليه ، فقلت: يا أمير المؤمنين ، ويرضى هذا أحد قال ابن أبي ذئب: أما والله إن يسألني عنك لأخبرته ، فقال أبو جعفر: فإني أسألك ، فقال: يا أمير المؤمنين [ولي [ ص: 234 ] علينا] ففعل بنا وفعل . فأطنب في . فلما ملأني غيظا قلت: أفيرضي هذا أحدا يا أمير المؤمنين؟ سله عن نفسك ، فقال له أبو جعفر: فإني أسألك عن نفسي فقال: لا تسألني ، فقال: أنشدك بالله فكيف تراني؟ قال: اللهم ما أعلمك إلا ظالما جائرا ، قال:

فقام إليه وفي يده عمود ، قال الحسن فجمعت [إلي] ثيابي مخافة أن يصيبني من دمه وقلت: الآن يضربه بالعمود فجعل يقول له: يا مجوسي أتقول هذا لخليفة الله في أرضه؟

وجعل يرددها عليه وابن أبي ذئب يقول: إنك نشدتني بالله يا عبد الله . قال: ولم ينله بسوء [قال] : وتفرقوا على ذلك .

عن محمد بن خلاد قال: لما حج المهدي دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبق أحد إلا قام ، إلا ابن أبي ذئب فقال له المسيب بن زهير: من هذا أمير المؤمنين؟ فقال ابن أبي ذئب: إنما يقوم الناس لرب العالمين ، فقال المهدي : لقد قامت كل شعرة في رأسي . [ ص: 235 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية