صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

891 - الياقوتة بنت المهدي

توفيت فجزع عليها جزعا شديدا ، فدخل عليه شبيب بن شيبة فأنشده يقول:


فحسبي بقاء الله من كل ميت وحسبي ثواب الله من كل هالك     إذا كان رب العرش عني راضيا
فإن شفاء النفس فيما هنالك

فدعا بالطعام ثم أكل .

892 - داود بن نصير الطائي الكوفي .

سمع عبد الملك بن عمير ، والأعمش ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وغيرهم . [ ص: 279 ]

روى عنه: ابن علية ، وأبو نعيم ، وغيرهما ، وكان قد اشتغل بالعلم والفقه ، ثم انقطع إلى العبادة ولازم المجاهدة ، وقدم بغداد في أيام المهدي ، ثم عاد إلى الكوفة وبها كانت وفاته .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن فضالة قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن الفضل السلمي ، قال: حدثنا أبو عمران موسى بن العباس الجويني قال: حدثنا جعفر بن الحجاج الرقي قال: حدثنا عبيد بن جناد قال: سمعت عطاء يقول: كان لداود الطائي ثلاثمائة درهم فعاش بها عشرين سنة ينفقها على نفسه ، وكنا ندخل على داود فلم يكن في بيته إلا بارية ، ولبنة يضع عليها رأسه وإجانة فيها خبز ، ومطهرة يتوضأ منها ومنها يشرب .

أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن الدقاق قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: قال أبو سليمان الداراني: ورث داود الطائي من أمه دارا ، فكان ينتقل في بيوت الدار كلما خرب بيت من الدار انتقل منه إلى آخر ولم يعمره ، حتى أتى على عامة بيوت الدار .

أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا ابن رزق قال: أخبرنا جعفر الخالدي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا علي بن حرب قال:

حدثنا إسماعيل بن زبان قال: قالت داية لداود: يا أبا سليمان أما تشتهي الخبز؟ قال: يا داية ، بين مضغ الخبز وشرب الفتيت قراءة خمسين آية .

توفي في هذه السنة . وقيل في سنة ستين .

893 - عبد الله بن العلاء بن زبر بن عطاء ، أبو زبر العجلي الدمشقي . [ ص: 280 ]

ولد سنة خمس وسبعين ، وحدث عن القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وسالم ، والزهري ، ومكحول .

روى عنه: الوليد بن مسلم وشبابة ، وكان ثقة .

توفي في هذه السنة .

894 - رواد العجلي .

عاهد الله سبحانه أن لا يضحك حتى يراه .

أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك قال: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار قال:

أخبرنا علي بن أحمد الملطي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف قال: حدثنا ابن صفوان قال: حدثنا أبو بكر القرشي قال: حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا عمر بن حفص قال: حدثني سكين بن مسكين قال: كانت بيننا وبين رواد قرابة ، فسألت أختا له كانت أصغر منه ، كيف كان ليله؟ قالت: يبكي عامة الليل ويصرخ . قلت: فما كان طعامه؟ قالت: قرصا من أول الليل وقرصا في آخره عند السحر ، قلت: فتحفظين من دعائه شيئا . قالت: نعم ، كان إذا كان السحر أو قريب من طلوع الفجر سجد ، ثم بكى ، ثم قال: مولاي عبدك يحب الاتصال بطاعتك فأعنه عليها بتوفيقك . مولاي عبدك يحب اجتناب خطيئتك فأعنه على ذلك بمنك . مولاي عبدك عظيم الرجاء لخيرك فلا تقطع رجاءه يوم يفرح بخيرك الفائزون .

قالت: فلا يزال على هذا ونحوه حتى يصبح ، قالت: وكان قد كل من الاجتهاد جدا وتغير لونه . قال سكين: فلما مات رواد وحمل إلى حفرته نزلوا ليدلوه في حفرته فإذا اللحد مفروش بالريحان ، وأخذ بعض القوم من ذلك الريحان شيئا فمكث سبعين يوما طريا لا يتغير ، يغدو الناس ويروحون وينظرون إليه ، قال فكثر الناس في ذلك حتى خاف الأمير أن يفتتن الناس فأرسل إلى الرجل ، فأخذ ذلك الريحان وفرق الناس ، وفقده الأمير من منزله لا يدري كيف ذهب . [ ص: 281 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية