988 - 
يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة الأنصاري  . 
وسعد من الصحابة ، عرض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فاستصغره . وحبتة أمه ، وأبوه : 
بحير بن معاوية   .  
[ ص: 72 ] ويكنى يعقوب : 
 nindex.php?page=showalam&ids=14954أبا يوسف القاضي  ، وهو صاحب 
 nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة   . 
سمع 
 nindex.php?page=showalam&ids=11814أبا إسحاق الشيباني  ، 
وسليمان التيمي  ، 
ويحيى بن سعيد الأنصاري  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة  ، 
وابن إسحاق  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث  في آخرين . 
روى عنه : 
محمد بن الحسن  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16598وعلي بن الجعد  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل  ، 
ويحيى ابن معين   . 
وسكن 
بغداد  وولاه الهادي القضاء ، ثم 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد  ، وهو أول من دعي بقاضي القضاة في الإسلام . 
وكان استخلف ابنه 
يوسف  على الجانب الغربي ، وأقره 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد  على عمله وولاه قضاء القضاة بعد 
أبي يوسف   . 
وقد روينا أنه تردد إلى 
 nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة  وهو فقير ، فنهاه أبوه عن ذلك فانقطع فلما رآه 
 nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة   [انقطع ] سأله عن سبب انقطاعه ، فأخبره فأعطاه مائة درهم وقال : استمتع بهذه ، فإذا فرغت فأخبرني . ثم كان يتعاهده . 
وروينا أن أباه مات وخلفه طفلا ، وأن أمه هي التي أنكرت عليه ملازمة 
 nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة   . 
أخبرنا 
عبد الرحمن بن محمد  قال : أخبرنا 
أحمد بن علي بن ثابت  قال : أخبرنا 
الحسن بن أبي بكر  قال : ذكر 
محمد بن الحسن بن زياد النقاش   : أن 
محمد بن عبد الرحمن الشامي  أخبرهم قال : أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16598علي بن الجعد  قال : أخبرني 
يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف  قال : توفي أبي وخلفني صغيرا في حجر أمي ، فأسلمتني إلى قصار أخدمه ، فكنت أدع القصار وأمر إلى حلقة 
 nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة  ، فأجلس فأستمع ، وكانت أمي  
[ ص: 73 ] تجيء خلفي إلى الحلقة فتأخذ بيدي ، وتذهب بي إلى القصار ، وكان 
 nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة  يعنى بي ، لما يرى من حرصي على التعلم ، فلما كثر ذلك على أمي قالت 
 nindex.php?page=showalam&ids=11990لأبي حنيفة   : ما لهذا الصبي فساد غيرك ، هذا صبي يتيم لا كسب له ، وأنا أطعمه من مغزلي ، وآمل أنه يكسب دانقا يعود به على نفسه . فقال لها 
 nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة   : مري يا رعناء ، ها هو ذا يتعلم أكل الفالوذج بدهن الفستق . فانصرفت وقالت له : أنت شيخ قد خرفت وذهب عقلك . ثم لزمته ، فنفعني الله بالعلم ، ورفعني حتى تقلدت القضاء ، وكنت أجالس 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد  ، وآكل معه على مائدته ، فلما كان في بعض الأيام قدم إلي 
هارون  فالوذجة بدهن [فقال لي 
هارون   : يا يعقوب ، كل منه ، فليس كل يوم يعمل لنا مثله . فقلت : وما هذه يا أمير المؤمنين ؟ فقال : هذه فالوذجة بدهن ] الفستق ، فضحكت . فقال لي : مم تضحك ؟ فقلت : خيرا ، أبقى الله أمير المؤمنين . فقال : لتخبرني . وألح علي ، فأخبرته بالقصة من أولها إلى آخرها ، فتعجب من ذلك ، وقال : لعمري إن العلم يرفع وينفع دنيا وآخرة . وترحم على 
 nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة  ، وقال : كان ينظر بعين عقله ما لا يرى بعين رأسه . 
أخبرنا 
محمد بن أبي طاهر البزاز  قال : أخبرنا 
علي بن المحسن التنوخي  ، عن أبيه قال : حدثني أبي قال : كان سبب اتصال 
يوسف   nindex.php?page=showalam&ids=14370بالرشيد  أنه قدم 
بغداد  بعد موت 
 nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة  ، فحنث بعض القواد في يمين ، وطلب فقيها يستفتيه فيها ، فجيء بأبي يوسف فأفتاه أنه لم يحنث ، فوهب له دنانير ، وأخذ له دارا بالقرب منه ، واتصل به ، فدخل القائد يوما إلى 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد  فوجده مغموما ، فسأله عن سبب غمه ، فقال : شيء من أمر الدين قد أحزنني فاطلب لي فقيها أستفتيه فجاءه بأبي 
يوسف   . قال 
أبو يوسف   : فلما دخلت إلى ممر بين الدور رأيت فتى حسنا عليه أثر الملك ، وهو في حجرة محبوس ، فأومأ إلي بإصبعه مستغيثا ، فلم أفهم عنه إرادته ، فأدخلت إلى 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد  ، فلما مثلت بين يديه سلمت ووقفت ، فقال لي : ما اسمك ؟ قلت : يعقوب ، أصلح الله أمير المؤمنين . قال : ما تقول  
[ ص: 74 ] في إمام شاهد رجلا يزني ، هل يحده ؟ قلت : لا يجب ذلك . فحين قلتها سجد 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد  فوقع لي أنه قد رأى بعض أهله على ذلك ، وأن الذي أشار إلي بالاستغاثة هو الزاني . ثم قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد   : ومن أين قلت هذا ؟ قلت : من قول النبي صلى الله عليه وسلم : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=13252 "ادرءوا الحدود بالشبهات  " وهذه شبهة يسقط الحد معها . فقال : وأي شبهة مع المعاينة ؟ ! قلت : ليس توجب المعاينة لذلك أكثر من العلم بما جرى ، والحدود لا تكون بالعلم ، وليس لأحد أخذ حقه بعلمه . فسجد مرة أخرى وأمر لي بمال جزيل ، وأن ألزم الدار ، فما خرجت حتى جاءتني هدية الفتى ، وهدية أمه ، وأسبابه ، فصار ذلك أصلا للنعمة ، ولزمت الدار ، فكان هذا الخادم يستفتيني وهذا يشاورني وصلاتهم تصل إلي ، ثم استدعاني 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد  واستفتاني في خواص أمره ، فلم تزل حالي تقوى حتى قلدني قضاء القضاة . 
قال لي أبي : بلغني أن أبا يوسف لما مات خلف مائتي سراويل [من أصناف السراويلات وكل ] بتكة أرمني تساوي دينارا . 
وبلغ من محله عند 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد  أنه طلبه يوما فجاء وعليه بردة فقال [ 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد   ] : 
جاءت به معتجرا ببرده سفواء ترضى بنسيج وحده 
أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=14986أبو منصور القزاز  قال : أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=14231أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت  قال : أخبرنا 
محمد بن القاسم الأزرق  قال : حدثنا 
محمد بن الحسن  المقرئ أن 
محمد بن عبد الرحمن الشامي  أخبرهم قال : أخبرنا ابن الجعد قال : سمعت 
أبا يوسف  يقول : العلم شيء لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك ، فأنت إذا أعطيته كلك كان من إعطائه البعض على عشر .  
[ ص: 75 ] قال مؤلف الكتاب : كان أبو حنيفة يشهد لأبي 
يوسف  أنه أعلم الناس . 
وقال المزني : 
أبو يوسف  أتبعهم للحديث . 
أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=14986أبو منصور القزاز  قال : أخبرنا [ 
 nindex.php?page=showalam&ids=14231أبو بكر بن ثابت ] الخطيب  ، أخبرنا 
الحسين بن محمد المعدل  قال : أخبرنا 
عبد الله بن الأسدي  قال : حدثنا 
أبو بكر الدامغاني الفقيه  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر الطحاوي  قال : حدثنا 
ابن أبي عمران  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15536بشر بن الوليد  قال : سمعت أبا يوسف يقول : سألني 
 nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش  عن مسألة فأجبته فيها ، فقال [لي ] : من أين قلت هذا ؟ قلت : لحديثك الذي حدثتناه أنت . ثم ذكرت الحديث ، فقال [لي ] : يا 
يعقوب  ، إني لأحفظ هذا الحديث قبل أن يخرج أبواك ، فما عرفت تأويله حتى الآن . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12013أبو زرعة الرازي   : كان 
محمد بن الحسن  جهميا ، وكان 
أبو يوسف  سليما من التجهم . 
أخبرنا 
عبد الرحمن بن محمد  قال : أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=14231أبو بكر أحمد بن علي  قال : أخبرنا 
الحسن بن أبي طالب  قال : حدثنا 
علي بن عمر بن محمد التمار  قال : حدثنا 
مكرم بن أحمد القاضي  قال : حدثنا 
أحمد بن عطية  قال : سمعت 
بشارا الخفاف  قال : سمعت أبا يوسف يقول : من قال القرآن مخلوق فحرام كلامه وفرض مباينته . 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني   : كان 
أبو يوسف  صدوقا . وقال 
يحيى   : هو ثقة . 
أخبرنا 
عبد الرحمن [بن محمد  قال : ] أخبرنا [ 
أحمد بن علي بن ثابت ]  [ ص: 76 ] الخطيب  قال : أخبرنا 
القاضي أبو العلاء الواسطي  قال : حدثنا 
محمد بن جعفر التميمي  قال : أخبرنا 
أبو القاسم الحسن بن محمد  قال : أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع  قال : أخبرني 
إبراهيم بن أبي عثمان  ، عن 
يحيى بن عبد الصمد  قال : خوصم 
موسى  أمير المؤمنين إلى 
أبي يوسف  في بستانه فكان الحكم في الظاهر لأمير المؤمنين ، وكان الأمر على خلاف ذلك . فقال أمير المؤمنين 
لأبي يوسف   : ما صنعت في الأمر الذي نتنازع إليك فيه ؟ قال : خصم أمير المؤمنين يسألني أن أحلف أمير المؤمنين أن شهوده شهدوا على حق . فقال له 
موسى   : وترى ذلك ؟ قال : [قد ] كان 
 nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى  يراه . قال : فأردد البستان عليه ، إنما احتال 
أبو يوسف   . 
وروى 
الحسن بن أبي مالك  قال : سمعت أبا 
يوسف  يقول : وليت هذا الحكم ، وانغمست فيه ، وليس في قلبي منه شيء ، وأسأل الله أن لا يسألني عن جور ولا ميل مني إلى أحد إلا يوما واحدا ، فإنه يقع في قلبي منه شيء . قالوا : وما هو ؟ قال : جاءني رجل فقال : لي بستان قد اغتصبني إياه أمير المؤمنين . فقلت : في يد من هو الآن ؟ فقال : في يد أمير المؤمنين . قلت : ومن يقوم بعمارته ومصلحته ؟ قال : أمير المؤمنين . فأخذت قصته ودخلت ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن لك خصما بالباب [قد ] ادعى كيت وكيت . فقال : هذا البستان لي ، اشتراه [لي ] 
 nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي   . فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن رأيت أن تدعو خصمك فأسمع منكما . قال : فدعي به ، فأدخل فادعى ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما تقول فيما ادعى ؟ قال : البستان لي وفي يدي ، اشتراه لي 
 nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي   . قلت : يا رجل [قد سمعت ] فما تشاء . قال : خذ لي يمينه . قلت : أيحلف أمير المؤمنين ؟ قال : لا . قلت : يا أمير المؤمنين ، أعرض عليك اليمين ثلاثا ، فإن حلفت وإلا حكمت عليك . فعرضت عليه اليمين ثلاثا ، فأبى أن يحلف ،  
[ ص: 77 ] فقلت : يا أمير المؤمنين ، قد حكمت عليك بهذا البستان ، فإن رأيت أن تأمر بتسليمه إليه . قال : لا أسلم . قلت : يا رجل ، تعود في مجلس غير هذا فقال : افعل لي ما يجب أن تفعل . قلت : يا أمير المؤمنين ، بالحبس يعرض . فأمر به فأخرج . فقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14912الفضل بن الربيع   : والله ما رأيت مجلسا قط إلا وهذا أحسن منه . فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن رأيت أن يتم حسن هذا المجلس برد هذا البستان . قيل له : فأي شيء في قلبك ؟ قال : جعلت أحتال في صرف الخصومة والقضية عن أمير المؤمنين ، ولم أسأله أن يقعد مع خصمه أو يأذن لخصمه أن يقعد معه على السرير . 
أخبرنا 
عبد الرحمن [بن محمد  قال : أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=14231أحمد بن علي ] الخطيب  قال : أخبرنا 
أحمد بن عمر بن روح النهرواني  قال : أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15263المعافى بن زكريا  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15058محمد بن أبي الأزهر  قال : حدثنا 
حماد بن إسحاق الموصلي  قال : حدثني أبي قال : حدثني 
 nindex.php?page=showalam&ids=15536بشر بن الوليد  وسألته : من أين جاء ؟ قال : كنت عند 
أبي يوسف  القاضي وكنا في حديث ظريف ، فقلت له : حدثني به ، قال : قال لي يعقوب القاضي : بينا أنا البارحة قد آويت إلى فراشي ، فإذا داق يدق الباب دقا شديدا ، فأخذت علي إزاري وخرجت وإذا هو 
هرثمة بن أعين  ، فسلمت عليه فقال : أجب أمير المؤمنين . فقلت : يا أبا حاتم ، لي بك حرمة ، وهذا وقت كما ترى ، فإن أمكنك أن تدفع ذلك إلى الغد . قال : ما لي إلى ذلك سبيل . قلت : وكيف كان السبب ؟ قال : خرج إلي مسرور الخادم فأمر أن آتي بك أمير المؤمنين . فقلت : قد أذن لي أن أصب علي ماء وأتحنط ، فإن كان أمر من الأمور كنت قد أحكمت شأني ، وإن رزق الله العافية فلن يضر . فأذن لي فدخلت ، فلبست ثيابا جددا ، وتطيبت بما أمكن من الطيب ، ثم خرجنا ، فمضينا [حتى أتينا ] إلى دار 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد  ، فإذا مسرور ، فقال له 
هرثمة   : قد جئت به . فقلت  
[ ص: 78 ] لمسرور : يا أبا هاشم ، خدمتي وحرمتي ، وهذا وقت ضيق فتدري لم طلبني أمير المؤمنين ؟ قال : لا . قلت : فمن عنده ؟ قال : عيسى بن جعفر . قلت : ومن ؟ قال : ما عنده ثالث . فقال : مر . فإذا صرت في الصحن ، فإنه في الرواق ، فحرك رجلك [في الأرض ] ، فإنه سيسألك ، فقل : أنا . فجئت ففعلت ، فقال : من هذا ؟ قلت : يعقوب قال : ادخل . فدخلت ، فإذا هو جالس وعن يمينه عيسى بن جعفر ، فسلمت فرد علي السلام ، وقال : أظننا روعناك . قلت : أي والله ، وكذلك من خلفي . قال : اجلس . فجلست حتى سكن روعي ، ثم التفت إلي فقال : يا يعقوب ، تدري لم دعوتك ؟ قلت : لا . قال : دعوتك لأشهدك على هذا أن عنده جارية سألته أن يهبها لي فامتنع ، وسألته أن يبيعنيها فأبى ، ووالله لئن لم يفعل لأقتلنه . قال : فالتفت إلى عيسى فقلت له : وما بلغ الله بجارية تمنعها أمير المؤمنين وتنزل نفسك هذه المنزلة ؟ فقال لي : عجلت في القول قبل أن تعرف ما عندي . قلت : وما في هذا من الجواب ؟ قال : إن علي يمينا بالطلاق والعتاق وصدقة ما أملك أن لا أبيع هذه الجارية ولا أهبها . فالتفت إلي 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد  فقال : هل له في ذلك من مخرج ؟ قلت : نعم . قال : وما هو ؟ قلت : يهب لك النصف ويبيعك النصف . فيكون لم يبع ولم يهب . قال : ويجوز ذلك ؟ قلت : نعم . قال : فأشهدك أني قد وهبت له نصفها وبعت له نصفها الباقي بمائة ألف دينار ، فقال : [علي ] بالجارية . فأتى بالجارية وبالمال ، فقال : خذها يا أمير المؤمنين ، بارك الله لك فيها . قال : يا يعقوب ، بقيت واحدة . قلت : وما هي ؟ قال : هي مملوكة ، ولا بد أن تستبرأ ، ووالله لئن لم أبت معها ليلتي إني لأظن أن نفسي ستخرج . قلت : يا أمير المؤمنين ، تعتقها وتتزوجها ، فإن الحرة لا تستبرأ . قال : فإني قد أعتقتها فمن يزوجنيها ؟ قلت :  
[ ص: 79 ] أنا فدعا بمسرور وحسين فخطبت وحمدت الله ، ثم زوجته على عشرين ألف دينار ، ودعا بالمال فدفعه إليها ، ثم قال لي يا يعقوب ، انصرف . ورفع رأسه إلى مسرور وقال : يا مسرور [قال : لبيك أمير المؤمنين . قال : ] احمل إلى 
يعقوب  مائتي ألف درهم ، وعشرين تختا ثيابا . فحمل ذلك معي . 
فقال بشر بن الوليد : فالتفت إلي يعقوب فقال : هل رأيت بأسا فيما فعلت ؟ قلت : لا . قال : فخذ منها حقك . قلت : وما حقي ؟ قال : العشر . قال : فشكرته ودعوت له وذهبت لأقوم ، فإذا بعجوز قد دخلت فقالت : يا أبا 
يوسف  ، ابنتك تقرئك السلام وتقول لك : والله ما وصل إلي في ليلتي هذه من أمير المؤمنين إلا المهر الذي عرفته ، وقد حملت إليك النصف منه ، وخلفت الباقي لما أحتاج إليه . فقال : رديه ، فوالله لا قبلته ، أخرجتها من الرق وزوجتها من أمير المؤمنين وترضى لي بهذا ؟ ! ! فلم نزل نشفع إليه أنا وعمومتي حتى قبل ، وأمر لي منه بألف دينار . 
أخبرنا 
عبد الرحمن بن محمد  قال : أخبرنا 
أحمد بن علي  قال : أخبرني 
محمد بن الحسين القطان  قال : أخبرنا 
محمد بن الحسن بن زياد النقاش   : أن 
محمد بن علي الصايغ  أخبرهم قال : أخبرني 
 nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين  قال : كنت عند 
 nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف القاضي  وعنده جماعة من أصحاب الحديث وغيرهم ، فوافته هدية من 
أم جعفر  احتوت على تخوت دبيقي ، ومصمت ، وطيب ، وتماثيل ند ، وغير ذلك ، فذاكرني رجل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=887993 "من أتته هدية وعنده قوم جلوس فهم شركاؤه فيها  " فسمعه 
أبو يوسف  فقال : أبي تعرض ؟ ذلك إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم والهدايا يومئذ الأقط والتمر والزبيب ، ولم تكن الهدايا ما ترون يا غلام ، شل إلى الخزائن .  
[ ص: 80 ] أخبرنا 
عبد الرحمن بن محمد  قال : أخبرنا 
أحمد بن علي  قال : أخبرني 
الخلال  قال : أخبرنا 
علي بن عمرو الحريري   : أن 
علي بن محمد النخعي  حدثهم قال : أخبرنا 
إبراهيم بن إسحاق  ، عن 
بشر بن غياث  قال : سمعت 
أبا يوسف  يقول : صحبت 
 nindex.php?page=showalam&ids=11990أبا حنيفة  سبع عشرة سنة ، ثم انصبت علي الدنيا سبع عشرة سنة ، فما أظن أجلي إلا قد اقترب [قال : ] فما مضت شهور حتى مات . 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي   : وحدثني 
أبو عمرو القزويني  قال : حدثنا 
القاسم بن الحكم العربي  قال : سمعت أبا يوسف يقول عند موته : يا ليتني مت على ما كنت عليه من الفقر ، وإني لم أدخل في القضاء ، يا ليتني على أني ما تعمدت بحمد الله ونعمته جورا ولا حابيت خصما على خصم من سلطان أو سوقة . 
توفي 
أبو يوسف  رحمه الله في ربيع الأول من هذه السنة . وهو ابن تسع وستين سنة ، وأقام في القضاء ست عشرة سنة . 
989 - 
يعقوب بن داود بن طهمان ، أبو عبد الله   . 
مولى 
عبد الله بن حازم السلمي ،  استوزره 
 nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي  ، وقرب من قلبه ، وغلب على أمره ، ثم إنه أمره بقتل [بعض ] العلويين فقال : قد فعلت . ولم يفعل على ما حكيناه في سنة ست وستين ، فسجنه إلى أن أخرجه 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد   . 
أخبرنا 
عبد الرحمن بن محمد  قال : أخبرنا 
أحمد بن علي بن ثابت  قال : أخبرنا 
علي بن محمد المعدل  قال : أخبرنا 
أبو علي الحسين بن صفوان  قال : حدثنا 
أبو  [ ص: 81 ] بكر بن أبي الدنيا  قال : حدثني 
خالد بن يزيد الأزدي  قال : حدثني 
عبد الله بن يعقوب بن داود  قال : قال أبي : حبسني 
 nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي  في بئر وبنيت علي قبة ، فمكثت فيها خمس عشرة سنة حتى مضى صدر من خلافة 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد  ، وكان يدلى إلي كل يوم رغيف وكوز من ماء ، وأوذن بأوقات الصلوات ، فلما كان في رأس ثلاث عشرة حجة أتاني آت في منامي فقال : 
حنى على يوسف رب فأخرجه     من قعر جب وبيت حوله غمم 
قال : فحمدت الله ، وقلت : أتى الفرج . قال : فمكثت حولا لا أرى شيئا ، فلما كان رأس الحول أتاني ذلك الآتي فقال [لي ] : 
عسى الكرب الذي أمسيت فيه     يكون وراءه فرج قريب 
فيأمن خائف ويفك عان     ويأتي أهله النائي الغريب 
فلما أصبحت نوديت ، فظننت أني أوذن بالصلاة ، فدلي لي حبل أسود ، وقيل لي : اشدد به وسطك ففعلت [فأخرجوني ] فلما قابلت الضوء عشي بصري ، فانطلقوا بي فأدخلوني على 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد  ، فقيل لي : سلم على أمير المؤمنين . فقلت : السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين 
 nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي   . فقال : لست به . قلت : السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته الهادي . قال : ولست به . قلت : السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته . قال : 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد   . فقلت : 
 nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد   . فقال : يا يعقوب ، إنه والله ما شفع فيك إلي أحد غير أني حملت الليلة صبية لي على عنقي ،  
[ ص: 82 ] فذكرت حملك إياي على عنقك ، فرثيت لك من المحل الذي كنت فيه ، فأفرجت عنك . قال : فأكرمني وقرب مجلسي . 
ثم قال : إن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17312يحيى بن خالد  تنكر لي كأنه خاف أن أغلبه على أمير المؤمنين دونه ، فخفته فاستأذنت للحج ، فأذن لي . 
فلم يزل مقيما 
بمكة  حتى مات بها في هذه السنة رحمه الله . 
990 - 
يزيد بن زريع بن معاوية العيشي   . 
من بني عايش ، وهم من ولد بكر بن [وائل ] . كان عالما صدوقا ثبتا . وكان أبوه والي 
البصرة  ، فلم يأخذ من ميراثه شيئا ، وكان يعمل الخوص . 
أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13594ابن ناصر  قال : أخبرنا 
عبد القادر بن محمد  قال : أخبرنا 
أبو بكر الخياط  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12477ابن أبي الفوارس  قال : حدثنا 
أحمد بن جعفر بن سلم  قال : حدثنا 
أحمد بن محمد بن عبد الخالق  قال : حدثنا 
أبو بكر المروزي  قال : سمعت 
عبد الوهاب  يقول : سمعت 
أبا سليمان الأشقر  يقول : تنزه يزيد بن زريع عن خمسمائة ألف من ميراث أبيه فلم يأخذه . 
توفي يزيد 
بالبصرة  في هذه السنة . وقيل : في سنة سبع وسبعين ، وكان ثقة صدوقا ثبتا في الحديث .  
[ ص: 83 ]