صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

991 - إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف بن إسحاق الزهري .

سمع أباه ، وابن هشام ، وابن شهاب وابن عروة ، وغيرهم .

روى عنه : شعبة ، والليث بن سعد ، وابن مهدي ، وعلي بن الجعد ، وأحمد بن حنبل ، وكان ثقة ، ونزل بغداد فمات بها في هذه السنة وهو ابن خمس وسبعين سنة ، ودفن في مقابر باب التين .

992 - بهلول بن راشد الإفريقي .

روى عن يونس بن يزيد ، والقعنبي وكانت له عبادة وفضل ، أمر محمد بن مقاتل العتكي الأمير بالمعروف فضربه فمات بإفريقية في هذه السنة .

993 - داود بن مهران بن زياد ، أبو هاشم الربعي .

ولد سنة مائة ، وقدم مصر سنة تسع وثلاثين ، وخرج عن المغرب إلى البصرة ، وأقام بها ورجع إلى مصر سنة ستين وخرج إلى المغرب فأقام بها ، وعاد إلى مصر فمات بها في رمضان هذه السنة ، وكان عالما دينا في خلقه زعارة لا يحدث .

[ ص: 85 ] 994 - علي بن الفضيل بن عياض .

مات في حياة أبيه ، وكان متعبدا ، مجتهدا ، شديد الخوف من الله تعالى على حداثة سنه ، يدقق في الورع ، ويبالغ في النظر في المطعم ، وقد أسند الحديث عن عبد العزيز بن أبي رواد ، وسفيان بن عيينة ، وغيرهما .

[أخبرنا المحمدان ، ابن ناصر ، وابن عبد الباقي قالا : ] أخبرنا حمد بن أحمد قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال : حدثنا أحمد بن الحسين الحذاء قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال : حدثنا سلمة بن عفان ، عن محمد بن الحسين قال : كان علي بن الفضيل يصلي حتى يزحف إلى فراشه ثم [يلتفت إلى أبيه ] فيقول : يا أبت ، سبقني العائدون .

قال الدورقي : وحدثني محمد بن شجاع ، عن سفيان بن عيينة قال : ما رأيت أحدا أخوف من الفضيل وابنه علي .

995 - علي بن زياد ، أبو الحسن العبسي المغربي .

من أهل تونس ، رحل إلى الحجاز والعراق في طلب العلم . وروى عن : الثوري ، ومالك ، وهو الذي أدخل المغرب "جامع الثوري " ، و "موطأ مالك " وفسر لهم قول مالك ولم يكونوا يعرفونه [قبل ذلك ] ، وهو معلم سحنون بن سعيد الفقيه .

توفي في هذه السنة .

[ ص: 86 ] 996 - محمد بن صبيح ، أبو العباس المذكر ، مولى بني عجل ، يعرف : بابن السماك .

سمع هشام بن عروة ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والأعمش ، وسفيان الثوري ، وغيرهم .

روى عنه : حسين بن [علي ] الجعفي ، وأحمد بن حنبل ، وغيرهما . وله مواعظ حسان ، ومقامات عند الرشيد .

أخبرنا عبد الرحمن [بن محمد قال : أخبرنا ] أحمد بن علي قال : أخبرني بكران بن الطيب قال : حدثنا محمد بن أحمد المفيد قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قال : حدثنا أبي قال : حدثني أبي المغيرة بن شعيب قال : حضرت يحيى بن خالد [وهو ] يقول لابن السماك : إذا دخلت على أمير المؤمنين فأوجز ولا تكثر عليه . قال : فلما دخل عليه وقام بين يديه قال : يا أمير المؤمنين ، إن لك بين يدي الله مقاما ، وإن لك من مقامك منصرفا ، فانظر إلى أين منصرفك إلى الجنة أم إلى النار . قال : فبكى هارون حتى كاد أن يموت .

توفي ابن السماك بالكوفة في هذه السنة .

[ ص: 87 ] 997 - موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، أبو الحسن الهاشمي .

ولد بالمدينة في سنة ثمان وعشرين . وقيل : سنة تسع وعشرين . وولد له أربعون ولدا من ذكر وأنثى ، وكان كثير التعبد ، جوادا ، وإذا بلغه عن رجل أنه يؤذيه بعث إليه ألف دينار ، وخرج إلى الصلح .

وأهدى له بعض العبيد عصيدة ، فاشترى الضيعة التي فيها ذلك العبد والعبد بألف دينار ، وأعتقه ووهبها له .

وأقدمه المهدي بغداد ثم رده إلى المدينة لمنام له رآه .

أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال : حدثني الحسن بن محمد الخلال قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عمران قال : حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال : حدثنا عون بن محمد قال : سمعت إسحاق الموصلي يقول : حدثني الفضل بن الربيع ، عن أبيه : أنه لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى المهدي في النوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول : يا محمد فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم قال الربيع : فأرسل إلي ليلا ، فراعني ذلك فجئته ، فإذا هو يقرأ هذه الآية ، وكان أحسن الناس صوتا . وقال علي بموسى بن جعفر : فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جانبه ، وقال : يا أبا الحسن ، رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم فقرأ علي كذا ، فتؤمنني أن تخرج علي أو على أحد من ولدي ؟ فقال : والله لا فعلت ذلك ، ولا هو من شأني قال : صدقت ، يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة قال الربيع : فأحكمت أمره ليلا ، فما أصبح إلا وهو على الطريق خوف العوائق .

[ ص: 88 ] قال مؤلف الكتاب رحمه الله : ثم لم يزل مقيما بالمدينة إلى أيام الرشيد ، فحج الرشيد فاجتمعا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فسمع منه الرشيد كلاما غيره .

وهو ما أخبرنا به منصور القزاز قال : أخبرنا أحمد بن علي قال : أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال : حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : حدثنا الحسين بن القاسم قال : حدثني أحمد بن وهب قال : أخبرني عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال : حج هارون الرشيد فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم زائرا له وحوله قريش وأفياء القبائل ومعه موسى بن جعفر فلما انتهيا إلى القبر قال : السلام عليك يا رسول الله ، يا ابن عم . افتخارا على من حوله ، فدنا موسى بن جعفر فقال : السلام عليك يا أبت فتغير وجه هارون وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن حقا ؟

ثم اعتمر الرشيد في رمضان سنة تسع وسبعين ، فحمل موسى معه إلى بغداد فحبسه بها ، فتوفي في حبسه ، فلما طال حبسه كتب إلى الرشيد بما أخبرنا به عبد الرحمن بن محمد قال : أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال : أخبرنا الجوهري قال : حدثنا محمد بن عمران المرزباني قال : حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي قال : حدثني أحمد بن إسماعيل قال : بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت : إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء ، حتى نقضي جميعا إلى يوم ليس فيه انقضاء ، يخسر فيه المبطلون . توفي موسى بن جعفر لخمس بقين من رجب هذه السنة .

أخبرنا القزاز قال : أخبرنا [ أبو بكر بن ثابت ] الخطيب قال : أخبرنا القاضي أبو [ ص: 89 ] محمد الحسن بن الحسين الأستراباذي قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال : سمعت الحسن بن إبراهيم الخلال يقول : ما أهمني أمر ، فقصدت قبر موسى بن جعفر ، فتوسلت به إلا سهل الله لي ما أحب .

998 - هشيم بن بشير بن أبي حازم ، واسم أبي حازم : القاسم بن دينار . وكنية هشيم : أبو معاوية ، السلمي الواسطي .

بخاري الأصل . ولد سنة أربع ومائة ، وكان أبوه طباخ الحجاج بن يوسف .

سمع هشيم من : عمرو بن دينار ، والزهري ، ويونس بن عبيد ، وأيوب ، وابن عون ، وخلق كثير .

روى عنه : مالك ، والثوري ، وشعبة ، وابن المبارك ، وأحمد بن حنبل ، وغيرهم .

وكان من العلماء الحفاظ الثقات .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال : أخبرنا [ أحمد بن علي ] الخطيب ، قال : أخبرنا العتيقي قال : حدثنا محمد بن العباس قال : أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال : قال أبو إسحاق الحربي كان هشيم رجلا كان أبوه صاحب صحناة وكواميخ ، يقال له : بشر ، فطلب ابنه هشيم الحديث واشتهاه ، وكان أبوه يمنعه ، فكتب الحديث حتى جالس أبا شيبة القاضي ، وكان يناظر أبا شيبة في الفقه ، فمرض هشيم ، فقال أبو شيبة : ما فعل ذلك الفتى الذي كان يجيء إلينا ؟ قالوا : عليل . فقال : قوموا بنا حتى نعوده [فقام أهل المجلس جميعا يعودونه حتى جاءوا إلى منزل بشير ، فدخلوا إلى هشيم ، فجاء رجل إلى بشير ويده في الصحناة . فقال : الحق ابنك ، قد جاء القاضي إليه يعوده ] فجاء بشير والقاضي في داره فلما خرج قال لابنه : يا بني ، قد [ ص: 90 ] كنت أمنعك من طلب الحديث ، فأما اليوم فلا . فصار القاضي يجيء إلى بابي ، متى أملت أنا هذا ؟ .

أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال : أخبرنا أحمد بن أحمد بن رزق قال : حدثنا أحمد بن سليمان النجاد قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال : حدثني من سمع عمرو بن عون قال : مكث هشيم يصلي الفجر بوضوء عشاء الآخرة قبل أن يموت عشر سنين .

توفي هشيم ببغداد في شعبان هذه السنة .

999 - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، أبو سعيد .

سمع أباه وهشاما بن عمر ، والأعمش . [وغيرهم . روى عنه : قتيبة ، وأحمد ، ويحيى ] وغيرهم وولي قضاء المدائن ، وكان عالما ثقة .

وقال ابن المديني : انتهى العلم إليه في زمانه . وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : هو أول من صنف الكتب بالكوفة .

توفي في هذه السنة . وقيل : في سنة اثنتين وثمانين . وقيل أربع وثمانين ، وهو ابن ثلاث وستين سنة .

[ ص: 91 ] 1000 - يونس بن حبيب .

صحب أبا عمرو بن العلاء ، وسمع من العرب . وقد روى عن العرب . وروى عنه سيبويه ، فأكثر . وله مذهب في النحو تفرد به ، وقد سمع منه الكسائي والفراء ، وكانت حلقته بالبصرة يتباهى بها أهل العلم وأهل الأدب وفصحاء العرب والبادية .

توفي في هذه السنة وله ثمان وتسعون سنة .

[ ص: 92 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية