صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

1022 - إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة ، أبو إسحاق الفزاري ترجمته .

كان عالما صاحب سنة ، أسند الحديث عن سفيان الثوري ، والأوزاعي . وتوفي بالمصيصة في هذه السنة ، وقيل : سنة خمس وثمانين .

1023 - إبراهيم بن ماهان بن بهمن ، أبو إسحاق ، المعروف بالموصلي .

وهو من أرجان ، ينسب إلى ولاء الحنظليين ، وأصله من الفرس . خرج أبوه من أرجان بأمه وهي حاملة به ، فقدم الكوفة فولدته سنة خمس وعشرين ومائة ، وصحب بالكوفة فتيانا في طلب الغناء ، فاشتدت عليه أخواله في ذلك ، فخرج إلى الموصل ، ثم عاد إلى الكوفة ، فقال له أخواله : مرحبا بالفتى الموصلي ، ونظر في الأدب ، وقال الشعر : واتصل بالخلفاء والملوك .

[ ص: 157 ] أخبرنا [ أبو منصور ] القزاز قال : أخبرنا [ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ] الخطيب قال : أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري قال : أخبرنا علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري قال : حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال : حدثنا الزبير بن بكار قال : حدثني إسحاق الموصلي ، عن أبيه إبراهيم قال : جاءني غلامي فقال : بالباب رجل حائك يطلب عليك الإذن . فقلت : ويلك ! ما لي وللحائك ؟ قال : لا أدري غير أنه حلف بالطلاق أنه لا ينصرف حتى يكلمك لحاجته . فقلت : ائذن له . فدخل ، فقلت : ما حاجتك ؟ قال : جعلني الله فداك ، أنا رجل حائك كان بالأمس جماعة من أصحابي وأنا تذاكرنا الغناء والمقدمين فيه ، فأجمع من حضر أنك رأس القوم وبندارهم وسيدهم فيه ، فحلفت بطلاق ابنة عمي أعز الخلق علي ، ثقة مني بكرمك على أن تشرب عندي غدا وتغنيني ، فإن رأيت - جعلني الله فداك - أن تمن على عبدك بذلك . فقلت له : أين منزلك ؟ قال في دور الصحابة . قلت : فصف للغلام موضعه .

فلما صليت الظهر مضيت ، فلما دخلت قام لي الحاكة وأكبوا علي ، فقبلوا أطرافي ، وعرضوا علي الطعام ، فقلت : قد تقدمت في الأكل ، وقلت له : اقترح . فقال لي الحائك : غنني بحياتي :


يقولون لي لو كان بالوصل لم تمت نسيبة والطراق يكذب قيلها



فغنيت ، فقال : أحسنت والله ، جعلني الله فداك . ثم قلت : اقترح . فقال : غنني بحياتي :


وخطا بأطراف الأسنة مضجعي     وردا على عيني فضل ردائيا



[ ص: 158 ] فغنيت ، فقال : أحسنت والله ، جعلني الله فداك . فقلت : اقترح . فقال غنني بحياتي :

أحقا عباد الله أن لست واردا     ولا صادرا إلا علي رقيب



فقلت : يا بن اللخناء ، [أنت ] بابن سريج أشبه منك بالحاكة ، ثم قلت : والله إن عدت ثانية حلت امرأتك لغلامي قبل أن تحل لك . ثم انصرفت ، وجاء رسول الرشيد يطلبني ، فمضيت من فوري [ذلك ] فدخلت على الرشيد ، فقال : أين كنت يا إبراهيم ؟ فقلت : ولي الأمان ؟ فقال : ولك الأمان [ ، فحدثته ] فضحك وقال : هذا أنبل حائك على وجه الأرض ، والله لقد كرمت في أمره وأحسنت في إجابته . وبعث إلى الحائك فاستنطقه وسأله ، فاستطابه واستظرفه ، وأمر له بثلاثين ألف درهم .

توفي إبراهيم في هذه السنة ، وقال في ذلك :


مل والله طبيبي     من مقاساة الذي بي
سوف أنعى عن قريب     لعدو وحبيب



ويقال : مات سنة ثلاث عشرة ومائتين . والأول أصح . ووجد له من المال أربعة وعشرون ألف ألف درهم .

1024 - جرير بن عبد الحميد بن جرير بن قرط بن هلال ، أبو عبد الله الضبي الرازي .

كوفي الأصل ، ولد سنة عشر ومائة ، ورأى أيوب السجستاني . وسمع من مغيرة بن مقسم ، وحصين بن عبد الرحمن ، ومنصور بن المعتمر ، وهشام بن عروة ، والأعمش ، وغيرهم .

روى عنه ابن المبارك ، والطيالسي ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى ، وابن المديني ، [ ص: 159 ] وغيرهم . وكان صاحب ليل ، وعرض عليه ابن شبرمة أن يجري عليه من الصدقة في كل شهر مائة درهم ، فأبى .

وتوفي في هذه السنة وهو ابن ثمان وسبعين سنة .

1025 - رشدين بن سعد بن مفلح ، أبو الحجاج .

ولد سنة عشر ومائة ، وروى عنه : ابن المبارك ، وبقية . وكان رجلا صالحا أدركه نوع [من ] التغفل .

وتوفي في هذه السنة .

1026 - عمر بن أيوب ، أبو حفص العبدي الموصلي .

رحل إلى الشام ، والعراق ، وأكثر من سماع الحديث وكتابته ، وسمع من المعافى بن عمران ، والثوري ، وخلق كثير . روى عنه : أحمد بن حنبل ومدحه ، وقال : هو ثقة ، وكانت له هيئة .

أخبرنا [ أبو منصور ] القزاز قال : أخبرنا [ أحمد بن علي بن ثابت ] الخطيب [قال : أخبرنا البرقاني قال : ] أخبرنا [أبو الفضل محمد بن عبد الله ] بن حميرويه قال : حدثنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال : قال ابن عمار : رأيت [عمر ] بن أيوب أخرج [ ص: 160 ] صوفا [من قفة ] مرقعة فدفعه إلى ابنه ، فذهب به فباعه ، فجاء بخبز ، فوضعه بين أيدينا ، فأبينا أن نأكل ، فبات ليلته ولم يكن عنده شيء ، وما رأيته يذكر الدنيا بواحدة ، وكان من أشد الناس حياء .

توفي [ بالرقة ] في هذه السنة .

[ ص: 161 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية