صفحة جزء
ثم دخلت سنة خمس وعشرين ومائتين

فمن الحوادث فيها:

أن المعتصم أجلس أشناس على كرسي وخلع عليه وتوجه ووشحه في شهر ربيع الأول .

[خلع المعتصم على محمد بن عبد الملك الزيات واستوزره]

وفيها: خلع المعتصم على محمد بن عبد الملك الزيات ووسمه بالوزارة ، ورفع من قدره .

[غضب المعتصم على جعفر بن دينار]

وفيها: غضب المعتصم على جعفر بن دينار من أجل وثوبه على من كان معه من الشاكرية ، وحبسه عند أشناس خمسين يوما ، وعزله عن اليمن وولاها إيتاخ ، ثم رضي عن جعفر [ثم عزل الأفشين عن الحرس ، ووليه إسحاق بن يحيى] .

[غضب المعتصم على الأفشين]

وفيها: غضب المعتصم على الأفشين ، فحبسه لأنه رفع عنه أنه يريد قتل المعتصم .

وذكر الصولي أن أحمد بن أبي دؤاد قال للمعتصم: إن الأفشين قد كاتب المازيار ، وكان خارجيا ، فقال المعتصم: فكيف أعلم حقيقة ذلك؟ قال: تبعث إلى [ ص: 99 ] كاتبه في الليل فتهدده ، فإنه ضعيف القلب ، وسيقر لك ، ففعل وأعطاه أمانا ، فأقر له .

قال له: فمن كتب الكتاب؟ قال: أنا . قال: فما فيه؟ قال: كتب إليه: لم يكن في العصر غير بابك وغيرك وغيري ، فمشى بابك وقد جاءك جيش ، فإن هزمته كفيتك أنا الحضرة ، وخلص لنا الدين الأبيض ، قال: فانصرف ولا تعلم أحدا بما جرى ، فإن علم الأفشين بمجيئك إلي فقل: سألني عن خدمك ومئونتك وعيالك .

قال أحمد بن أبي دؤاد: فدخلت على المعتصم وهو يبكي ، فأنكرت ذلك ، فقال: يا أبا عبد الله ، رجل أنفقت عليه ألف دينار ، ووهبت له مثلها ، يريد قتلي ، وقد تصدقت بعشرة آلاف ألف درهم ، فخذها فأنفدها ، وكان الكرخ قد احترقت ، حتى كان الرجل إذا قام من ضيعة الكرخ رأى أرقال السفن .

فقال أحمد بن أبي دؤاد: إن رأى أمير المؤمنين أن يجعل النصف من هذا المال لأهل الحرمين والنصف [الآخر] لأهل الكرخ . قال: أفعل . وكتب المعتصم إلى عبد الله بن طاهر أن يقبض على الحسن بن الأفشين وامرأته أترجة بنت أشناس في يوم حده له ، وقبض هو على الأفشين فيه وحبسه .

وفي مستهل جمادى الأولى: كانت رجفة بالأهواز عظيمة ، تصدعت منها الجبال وخصوصا الجبل المطل على الأهواز ، ودامت أربعة أيام بلياليها ، وهرب أهل البلدة إلى البر وإلى السفن ، وسقطت فيها دور كثيرة ، وسقط نصف الجامع ، ومكثت ستة عشر يوما .

[إحراق الكرخ]

وفيها: أحرقت الكرخ فأسرعت النار في الأسواق ، فوهب المعتصم للتجار وأصحاب العقار خمسة آلاف ألف درهم جرت على يد ابن أبي دؤاد ، وقدم بها إلى بغداد ، ففرقها .

[إحراق المعتصم غناما المرتد]

وفيها : أحرق المعتصم غناما المرتد . [ ص: 100 ]

وفيها: أسر مازيار فضرب خمسمائة سوط ، فمات من يومه ، وكان خلع بطبرستان - وصلب إلى جانب بابك بسامراء .

وحج بالناس في هذه السنة محمد بن داود .

التالي السابق


الخدمات العلمية