صفحة جزء
ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائتين

فمن الحوادث فيها
:

أن بغا الأمير كان قد حبس بالمدينة نحوا من ألف وستمائة من بني سليم ، فنقبوا الدار ليخرجوا ، فإذا قد وثب عليهم من يتوكل بهم فقتلوا من الموكلين بهم رجلا أو رجلين ، وخرج عامتهم ، وأخذوا سلاح الموكلين بهم واجتمع أهل المدينة فمنعوهم من الخروج ، فقاتلوا فظهر عليهم أهل المدينة ، فقتلوهم أجمعين .

وفي هذه السنة : أخذ أحمد بن نصر الخزاعي ، وسنذكر قصته عند وفاته إن شاء الله تعالى .

وفيها : أراد الواثق الحج واستعد له ، فأخبر بقلة الماء في الطريق فبدا له .

وفيها : ولى الواثق جعفر بن دينار اليمن ، فشخص إليها في شعبان في ستة آلاف . [ ص: 164 ]

وعقد محمد بن عبد الملك الزيات لإسحاق بن إبراهيم بن أبي خميصة مولى بني قشير على اليمامة والبحرين وطريق مكة ، مما يلي البصرة في دار الخلافة ، ولم يعرف أحد عقد لأحد في دار الخلافة غير محمد بن عبد الملك .

[نقبت اللصوص بيت المال الذي في دار العامة ]

وفيها : نقبت اللصوص بيت المال الذي في دار العامة في جوف القصر ، وأخذوا اثنين وأربعين ألف درهم وشيئا من الدنانير ، فتتبعوا وأخذوا ، أخذهم يزيد بن الحلواني صاحب الشرطة خليفة إيتاخ .

[خروج محمد بن عمرو الخارجي ]

وفيها : خرج محمد بن عمرو الخارجي في ثلاثة عشر رجلا في ديار ربيعة ، فخرج إليه غانم بن أبي مسلم الطوسي ، وكان على حرب الموصل ، فقتل من أصحابه أربعة ، وأخذ محمد بن عمرو أسيرا فبعث به إلى سامراء ، فبعث به إلى حبس بغداد ، ونصبت رءوس أصحابه عند خشبة بابك .

[قدوم وصيف التركي ]

وفيها : قدم وصيف التركي من ناحية أصبهان والجبال وفارس ، وكان قد شخص في طلب الأكراد ، لأنهم كانوا قد تطرقوا إلى هذه النواحي ، وقدم معه بنحو خمس مائة نفس في قيود ، فحبسوا ، وأجيز وصيف بخمسة وسبعين ألف دينار وقلد سيفا وكسي .

[جرى الفداء بين المسلمين وصاحب الروم ]

وفيها : جرى الفداء بين المسلمين وصاحب الروم . وجه الواثق في الفداء في آخر سنة ثلاثين ، فالتقوا في يوم عاشوراء سنة إحدى وثلاثين ، وأمر بامتحان المسلمين ، فمن قال : القرآن مخلوق وإن الله لا يرى في الآخرة فودي ، ومن أبى ترك مع الروم ، وأمر من يعطي من يقول القرآن مخلوق دينارين ، فكان الذين فودوا ثلاثة آلاف رجل وخمسمائة امرأة ، وقيل : أربعة آلاف وستمائة وفيهم من أهل الذمة أقل من خمسمائة . [ ص: 165 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية