صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر



1450 - إبراهيم بن العباس .

متولي ديوان الضياع . توفي فتولاه الحسن بن مخلد بن الجراح . [ ص: 306 ]

1451 - أحمد بن سعيد ، أبو عبد الله الرباطي .

من أهل مرو ، سمع وكيع بن الجراح ، وعبد الرزاق بن همام وخلقا [كثيرا ] .

روى عنه البخاري ومسلم في الصحيحين ، وكان ثقة فاضلا فهما عالما [من أهل السنة ] ، وتوفي في هذه السنة .

أخبرنا [عبد الرحمن بن محمد ] القزاز قال : أخبرنا [أحمد بن علي بن ثابت ] الخطيب قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال : أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال : سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول : سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول : سمعت أحمد بن سعيد الرباطي يقول : قدمت على أحمد بن حنبل فجعل لا يرفع رأسه إلي ، فقلت : يا أبا عبد الله ، إنه يكتب عني بخراسان ، فإن عاملتني بهذه المعاملة رموا بحديثي ، فقال لي : يا أحمد ، هل بد يوم القيامة [من أن يقال : أين عبد الله بن طاهر وأتباعه ؟ انظر أين تكون أنت منه ؟ قال :

قلت : يا أبا عبد الله ، إنما هو ولاني أمر الرباط لذلك دخلت فيه . قال : فجعل يكرر علي : يا أحمد هل بد يوم القيامة من أن يقال ] أين عبد الله [بن طاهر ] وأتباعه ؟

فانظر أين تكون أنت فيه .

1452 - إبراهيم بن العباس بن محمد [بن صول ] ، مولى يزيد بن المهلب ، أبو إسحاق ، أصله من خراسان .

روى عن علي بن موسى الرضا . وكان من أشعر الكتاب وأرقهم لسانا . [ ص: 307 ]

وكان صول جد أبيه وفيروز أخوين تركيين ملكين بجرجان يدينان بالمجوسية ، فلما دخل يزيد بن المهلب جرجان أمنهما ، فأسلم صول على يده ولم يزل معه .

أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الواحد المروزي قال : حدثنا عبد الله بن محمد المقرئ ، حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال : أنشدنا أحمد بن يحيى ثعلب قال : أنشدنا إبراهيم بن العباس الكاتب لنفسه :


كم قد تجرعت من حزن ومن غصص إذا تجدد حزن هون الماضي     وكم غضبت فما باليتم غضبي
حتى رجعت بقلب ساخط راضي

قال الصولي : كأنه أخذه من قول خاله العباس بن الأحنف :


تعلمت ألوان الرضى خوف عتبها     وعلمها حبي لها كيف تغضب
ولي غير وجه قد عرفت طريقه     ولكن بلا قلب إلى أين أذهب

توفي إبراهيم في شعبان هذه السنة بسامراء .

1453 - أحمد بن عيسى ، أبو عبد الله المصري .

حدث عن المفضل بن فضالة ، ورشدين بن سعد ، وعبد الله بن وهب .

وكان يتجر إلى العراق فتجر إلى تستر ، فقيل له : التستري ، وسكن العراق ، وتوفي ببغداد [في هذه السنة ] . [ ص: 308 ]

1454 - حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران ، أبو حفص .

ولد سنة ست وستين ومائة ، وتوفي في شوال هذه السنة .

1455 - الحارث بن أسد ، أبو عبد الله المحاسبي .

حدث عن يزيد بن هارون ، وله كتب في الزهد والمعاملة .

أخبرنا [عبد الرحمن بن محمد ] القزاز قال : أخبرنا [أحمد بن علي الحافظ ] الخطيب قال : أخبرنا العتيقي وأحمد [بن عمر بن روح ] النهرواني ، وعلي بن أبي علي [ابن صادق ] البصري ، والحسن [بن علي ] الجوهري قالوا :

أخبرنا الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق قال : سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن مسروق يقول : سمعت حارثا المحاسبي يقول : ثلاثة أشياء عزيزة أو معدومة :

حسن الوجه مع الصيانة ، وحسن الخلق مع الديانة ، وحسن الإخاء مع الأمانة .

[أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي أخبرنا أبو نعيم الحافظ ] [أخبرني جعفر الخلدي في كتابه : سمعت الجنيد يقول ] : مات أبو الحارث المحاسبي يوم مات وأن الحارث لمحتاج إلى دانق فضة ، وخلف مالا كثيرا ، وما أخذ منه حبة واحدة ، وقال : أهل ملتين لا يتوارثان ، وكان أبوه واقفيا . [ ص: 309 ]

قال المصنف : كان الإمام أحمد بن حنبل ينكر على الحارث المحاسبي خوضه في الكلام ، ويصد الناس عنه ، فهجره أحمد فاختفى في داره ببغداد ، ومات فيها ، ولم يصل عليه إلا أربعة نفر ، وتوفي في هذه السنة .

1456 - عبد الصمد بن الفضل بن خالد ، أبو بكر الربعي البصري .

يعرف بالمراوحي ، لأنه أول من أحدث عمل المراوح بمصر .

وحدث عن عبد الله بن وهب ، وسفيان بن عيينة ، ووكيع .

وكان رجلا صالحا ، توفي بمصر في جمادى الآخرة من هذه السنة .

1457 - [عقبة بن مكرم ، أبو عبد الملك العمي البصري .

قدم بغداد ، وحدث بها عن غندر .

روى عنه : مسلم في صحيحه ، والبغوي ، وابن صاعد ، وكان ثقة ، توفي بالبصرة في هذه السنة ] .

1458 - الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس ، أبو همام السكوني البغدادي ، كوفي الأصل .

سمع علي بن مسهر ، وشريك بن عبد الله ، وعبد الله بن المبارك ، وغيرهم .

روى عنه : أبو حاتم الرازي ، وعباس الدوري ، والبغوي .

توفي في هذه السنة ببغداد .

أخبرنا [أبو منصور ] القزاز قال : أخبرنا أبو بكر [أحمد بن علي الحافظ قال : ] أخبرنا أبو نعيم الحافظ [الأصبهاني حدثنا إبراهيم بن عبد الله العدل ] الأصبهاني قال : حدثنا السراج - يعني أبا العباس الثقفي - قال : سمعت محمد بن أحمد ابن بنت [ ص: 310 ] معاوية بن عمرو يقول : سمعت أبا يحيى مستملي أبا همام يقول : رأيت أبا همام في المنام وعلى رأسه قناديل معلقة فقلت : يا أبا همام ، بما نلت هذه القناديل ؟ قال : هذا بحديث الحوض ، وهذا بحديث الشفاعة ، وهذا بحديث كذا ، وهذا بحديث كذا .

1459 - هارون بن عبد الله بن مروان ، أبو موسى البزاز ، المعروف بالحمال .

سمع سفيان بن عيينة ، وسيار بن حاتم ، وروح بن عبادة وغيرهم .

روى عنه : مسلم بن الحجاج ، وإبراهيم الحربي ، والبغوي ، وابن صاعد ، وكان حافظا صدوقا .

أخبرنا [عبد الرحمن بن محمد ] القزاز قال : أخبرنا أحمد بن علي [بن ثابت قال : ] أخبرني عبد الغفار بن محمد المؤدب قال : حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل المؤذن قال : سمعت هارون بن عبد الله الحمال يقول :

جاءني أحمد بن حنبل بالليل فدق الباب علي ، فقلت : من هذا ؟ فقال : أنا أحمد ، فبادرت إليه فمساني ومسيته ، وقلت : حاجة يا أبا عبد الله ؟ قال : نعم ، شغلت اليوم قلبي ، قلت : بماذا يا أبا عبد الله ؟ قال : جزت عليك اليوم وأنت قاعد تحدث الناس في الفيء ، والناس في الشمس بأيديهم الأقلام والدفاتر ، لا تفعل ذلك مرة أخرى . إذا قعدت فاقعد مع الناس .

توفي هارون في شوال هذه السنة ، وقيل : سنة ثمان وأربعين ، ولا يصح .

1460 - هناد بن السري ، أبو السري الدارمي الكوفي .

سمع أبا الأحوص ، ووكيعا وخلقا كثيرا .

أخبرنا زاهر بن طاهر قال : أخبرنا أبو بكر البيهقي قال : أخبرنا الحاكم أبو عبد الله قال : حدثنا محمد بن إبراهيم الهاشمي قال : حدثنا أحمد بن سلمة قال : كان هناد بن [ ص: 311 ] السري كثير البكاء ، وكنت عنده ذات يوم في مسجده ، فلما فرغ من القراءة عاد إلى منزله فتوضأ وانصرف إلى المسجد ، وقام على رجليه فصلى إلى الزوال ، ثم رجع إلى منزله فتوضأ وانصرف إلى المسجد ، فصلى بنا الظهر ، ثم قام على رجليه يصلي إلى العصر يرفع صوته بالقرآن ويبكي كثيرا ويصلي إلى العصر ، ثم صلى [بنا ] العصر ، وجاء إلى المسجد فجعل يقرأ القرآن إلى الليل ، فصليت معه صلاة المغرب ، وقلت لبعض جيرانه : ما أصبره على العبادة فقالوا : هذه عبادته بالنهار منذ سبعين عاما ، فكيف لو رأيت عبادته بالليل ؟ ! وما تزوج قط ، ولا تسرى [قط ] ، وكان يقال له : عابد الكوفة .

أخبرنا ابن ناصر قال : أخبرنا محمد بن علي بن ميمون قال : أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني ، أخبرنا ابن عبدان ، حدثنا محمد سهل ، حدثنا البخاري قال : مات هناد [بن السري ] يوم الأربعاء آخر يوم من [شهر ] ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين ومائتين .

1461 - يعقوب بن إسحاق السكيت ، أبو يوسف النحوي اللغوي .

صاحب كتاب "إصلاح المنطق" ، وأبوه هو المعروف بالسكيت .

كان من أهل الفضل والدين والثقة ، وكان يؤدب الصبيان في أول أمره ، ثم ترقى إلى أن صار يؤدب ولد المتوكل على الله .

وروى عن أبي عمرو الشيباني ، وحدث عنه : أبو سعيد السكري .

وكان المبرد يقول : ما رأيت للبغداديين كتابا أحسن من كتاب يعقوب بن السكيت في المنطق . [ ص: 312 ]

أخبرنا [عبد الرحمن بن محمد ] القزاز قال : أخبرنا [أحمد بن علي بن ثابت ] الخطيب حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن علي الرقي ، حدثنا أبو أحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد المقرئ ، حدثنا أبو بكر الصولي ، حدثنا الحسن بن الحسين الأزدي قال : حدثني أبو الحسن الطوسي قال : كنا في مجلس اللحياني . فقال يوما : تقول العرب "مثقل استعان بذقنه" [يريدون الجمل ] ، فقام إليه ابن السكيت ، - وهو حدث - فقال : يا أبا الحسين إنما هو تقول العرب : "مثقل استعان بدفيه" ، يريدون الجمل إذا نهض بالحمل [استعان بجنبيه ] ، فقطع الإملاء ، فلما كان في المجلس الثاني أملى فقال :

تقول العرب "هو جاري مكاشري" ، فقام إليه ابن السكيت فقال : أعزك الله ، وما معنى مكاشري ؟ إنما هو مكاسري ، كسر بيتي إلى كسر بيته . قال : فقطع اللحياني الإملاء ، فما أملى بعد ذلك شيئا .

توفي يعقوب [بن السكيت ] في رجب هذه السنة ، وقيل : في سنة أربع .

وقيل : سنة ست وأربعين ومائتين ، وقد بلغ ثمانيا وخمسين .

هذان البيتان لابن السكيت :


ومن الناس من يحبك حبا     ظاهر الحب ليس بالتقصير
[ ص: 313 ] فإذا ما سألته عشر فلس     ألحق الحب باللطيف الخبير



التالي السابق


الخدمات العلمية