صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

1541 - أحمد المستعين بالله: أمير المؤمنين

كان الجند [قد] اختلفوا عليه فانحدر من سامراء إلى بغداد ، فسألوه الرجوع ، فأبى عليهم ، فخلعوه وبايعوا المعتز ، فجرت بينهما حروب كثيرة ، إلى أن اضطر المستعين إلى خلع نفسه ، وبايع المعتز ، ومضى المستعين إلى واسط ، فكتب المعتز أن يسلم إلى عامل واسط ، فهلك .

ويختلفون في كيفية هلاكه ، فبعضهم يقول: غرق في الماء ، وبعضهم يقول: عذب حتى مات ، وبعضهم يقول: قتل وكان عمره أربعا وعشرين سنة .

أخبرنا أبو منصور القزاز [قال:] أخبرنا [أحمد بن علي بن ثابت] الخطيب [ ص: 57 ] [قال]: أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ [قال]: أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس [قال]: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: قتل المستعين بموضع يقال له: "القادسية" في طريق سامراء في شوال سنة اثنتين وخمسين ومائتين .

1542 - إسماعيل بن يوسف الطالبي:

الذي فعل بمكة ما قد ذكرناه ، ذكر أنه مات في هذه السنة .

1543 - إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان ، أبو يعقوب التنوخي .

من أهل الأنبار ، ولد بها سنة أربع وستين ومائة ، وسمع من وكيع وأبي معاوية ، وابن علية ، ويحيى بن سعيد ، وابن مهدي ، وغيرهم . وصنف "المسند" وكان ثقة . حدث عنه إبراهيم الحربي ، وابن أبي الدنيا ، والزناتي ، وابن صاعد ، وغيرهم ، ورحل إلى البلاد في طلب العلم ، ثم أقام بالأنبار .

أخبرنا [أبو منصور] القزاز قال: أخبرنا [أحمد بن علي بن ثابت] الخطيب قال: أخبرنا علي بن أبي علي [قال:] أخبرنا أحمد بن يوسف الأزرق قال: أخبرني عمي إسماعيل بن يعقوب قال: حدثني عمي البهلول بن إسحاق قال: استدعى [ ص: 58 ] المتوكل أبي إلى سر من رأى حتى حدثه ، وسمع منه ، وقرأ عليه حديثا كثيرا ، ثم أمر فنصب له منبر ، وكان يحدث عليه ، وحدث في المسجد الجامع بسامراء ، وفي رحبة زيرك ، وأقطعه أقطاعا في كل سنة مبلغه اثنا عشر ألفا ، ورسم له صلة خمسة آلاف درهم في السنة ، فكان يأخذها ، وأقام إلى أن قدم المستعين بغداد ، فخاف أبي أن تكبس الأتراك الأنبار ، فانحدر إلى بغداد عجلا ولم يحمل معه شيئا من كتبه ، وطالبه محمد بن عبد الله بن طاهر أن يحدث فحدث ببغداد من حفظه بخمسين ألف حديث لم يخطئ في شيء منها ، وخرج من عنده أصحاب الحديث يوما وهم يقولون: قد حدث بالحديث الفلاني عن سفيان بن عيينة فأخطأ فيه ، فبلغه ، فقال: ردوهم . فلما رجعوا قال: حدثني سفيان بن عيينة بهذا الحديث كما حدثتكم به ، وحدثني به مرة أخرى بكيت وكيت ، فذكر الوجه الذي ذكروه ، ثم قال: وأنا بما حدثتكم به أثبت من يدي على زندي .

توفي في ذي الحجة [من هذه السنة بالأنبار] .

1544 - الحسن بن أحمد بن أبي شعيب .

واسم أبي شعيب: عبد الله بن مسلم الأموي ، مولى [عمر] بن عبد العزيز ، ويكنى الحسن: أبا مسلم ، وهو من أهل حران ، سكن بغداد ، وحدث بها ، فروى عنه ابن أبي الدنيا ، وابن أبي داود ، وابن صاعد ، والمحاملي ، وكان ثقة مأمونا .

وتوفي بسامراء في هذه السنة . [ ص: 59 ]

1545 - زياد بن أيوب بن زياد ، أبو هاشم .

طوسي الأصل ، يعرف بدلويه ، ولد سنة سبع وستين ومائة ، سمع هشيما ، وأبا بكر بن عياش ، وإسماعيل بن علية ، وكان ثقة ، روى عنه أحمد بن حنبل ، وقال: اكتبوا عنه فإنه شعبة الصغير .

وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة .

1546 - علي بن سلمة بن عقبة ، أبو الحسن القرشي اللبقي النيسابوري .

سمع حفص بن غياث ، ومحمد بن فضيل ، ووكيع [بن] الجراح ، وابن علية ، وغيرهم ، وروى عنه البخاري ، ومسلم .

وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة .

أخبرنا زاهر بن طاهر [قال]: أخبرنا أبو عثمان الصابوني وأبو بكر البيهقي قالا: أنبأنا أبو عبد الله الحاكم قال: سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت داود بن الحسين البيهقي يقول: سمعت علي بن سلمة اللبقي يقول: رأيت فيما يرى النائم كأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقبل عن يمينه موسى بن عمران وعن يساره عيسى ابن مريم ، فقلت: يا رسول الله ، ما تقول في القرآن؟ فقال: "أنا أشهد أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وموسى بن عمران يشهد ، وهذا أخي عيسى ابن مريم يشهد أن القرآن كلام الله غير مخلوق" وهذا في أيام المحنة ، قال اللبقي: وسمعت محمد بن جعفر بن محمد [ ص: 60 ] الصناديقي يقول: سمعت أبي يقول: برئ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر [رضي الله عنهما] .

1547 - محمد بن بشار بن عثمان بن كيسان ، أبو بكر البصري .

يعرف ببندار ،
ولد سنة سبع وستين ومائة سمع غندرا ، ومحمد بن أبي عدي ، ووكيع بن الجراح ، وابن مهدي ، ويحيى بن سعيد القطان ، وروح بن عبادة ، وغيرهم .

روى عنه إبراهيم الحربي ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، والبغوي ، وغيرهم .

قال محمد بن بشار: قد كتب عني خمسة قرون وسألوني الحديث وأنا ابن ثماني عشرة سنة ، فاستحييت أن أحدثهم في المدينة ، فأخرجتهم إلى البستان وأطعمتهم الرطب وحدثتهم .

قال المصنف رحمه الله: وبندار ثقة ، قد أخرج عنه في الصحيحين ، إلا أنه كانت تغلب عليه العجمة وسلامة [الصدر] .

أخبرنا القزاز ، أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني الجوهري ، حدثنا محمد بن [ ص: 61 ] العباس ، حدثنا أبو بكر الصولي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم القزاز قال: كنا عند بندار فقال في حديث عن عائشة قالت: قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رجل يسخر منه: أعيذك بالله ، ما أفصحك! قال: كنا إذا خرجنا من عند روح نروح إلى أبي عبيدة . فقال: قد بان ذاك عليك .

توفي بندار في رجب هذه السنة .

1548 - محمد بن بحر بن مطر ، أبو بكر البزار:

سمع يزيد بن هارون ، وشجاع بن الوليد ، وأبا النضر ، وغيرهم . روى [عنه] أبو جعفر الطحاوي [وغيره] .

1549 - مفضل بن فضالة بن المفضل بن فضالة بن عبيد بن إبراهيم ، أبو محمد القباني .

روى عن أبيه عن جده . توفي في رجب هذه السنة .

1550 - يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح بن منصور بن مزاحم أبو يوسف العبدي ، المعروف بالدورقي .

[ ص: 62 ]

وهو أخو أحمد بن إبراهيم -كان الأكبر- رأى الليث بن سعد ، وسمع إبراهيم بن سعد الزهري ، والدراوردي ، وسفيان بن عيينة ، وغيرهم . روى عنه البخاري ، ومسلم ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، وأبو داود ، والنسائي ، وآخر من حدث عنه: محمد بن مخلد ، وكان حافظا متقنا ثقة ، صنف "المسند" .

وتوفي في هذه السنة . [ ص: 63 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية