صفحة جزء
ثم دخلت سنة ثمان وخمسين ومائتين

فمن الحوادث فيها:

أنه وصل محمد المولد إلى البصرة لقتال الزنج ، فنزل الأبلة ، واجتمع إليه خلق كثير ، فبعث إليه صاحب الزنج بعض أصحابه لقتاله ، وأمره أن يبيته ، ففعل وقاتله نهارا ، فولى المولد منهزما ، وغنم الزنج عسكره ، وأسر أربعة عشر رجلا من الزنج ، وأخذ قاضي الزنج ، فضرب أعناقهم بباب العامة بسامراء .

وعقد المعتمد يوم الاثنين لعشر بقين من ربيع الأول لأخيه أبي أحمد على ديار [مضر] وقنسرين والعواصم .

وجلس يوم الخميس مستهل ربيع الآخر فخلع عليه ، وركب طاهر فشيعه ، وظهر بالأهواز ، والعراق وباء ، وانتشر ذلك إلى حدود فيد ، وكان كل يوم يموت ببغداد خمسمائة إلى ستمائة ، وكانت هدات كثيرة بالبصرة تساقط منها أكثر المدينة ، ومات منها أكثر من عشرين ألف إنسان .

وضرب في يوم الخميس لسبع بقين من رمضان رجل يعرف بأبي فقعس قامت عليه البينة أنه يشتم السلف ألفا وخمسين سوطا فمات .

[ ص: 137 ]

وقدم في هذه السنة بسعيد بن أحمد بن مسلم الباهلي ، وكان متقدم الباهليين ، وكانوا قد طمعوا في البطائح بعد إخراج الزنج منها ، وأظهروا فيها الفساد ، فقبض على متقدمهم هذا ، ونفذ به إلى بغداد ، فأمر به المعتمد [على الله] أن يضرب سبعمائة سوط ، فضرب وصلب في ربيع الآخر من هذه السنة ، فانضم باقي رؤسائهم إلى صاحب الزنج .

وحج بالناس في هذه السنة فضل بن إسحاق بن الحسن .

التالي السابق


الخدمات العلمية