صفحة جزء
[ذكر خبر بخت نصر البابلي]

لما ولي لهراسب وتمكن ملكه بعث بخت نصر ، وهو رجل من الأعاجم ، فأتى دمشق وصالح أهلها ، ووجه قائدا له ، فأتى بيت المقدس فصالح ملك بني إسرائيل ، وأخذ منه رهائن وانصرف . فلما بلغ طبرية وثب بنو إسرائيل على ملكهم ، فقالوا: داهنت [ ص: 407 ] أهل بابل وخذلتنا ، فقتلوه ، فكتب قائد بخت نصر إليه بما كان ، فكتب إليه أن يقيم بموضعه حتى يوافيه ، وأن يضرب أعناق الرهائن الذين معه .

فسار بخت نصر حتى أتى بيت المقدس ، فهدمه وهدم المساجد ، ورمى فيها الكنائس ، وخرب الحصون ، وحرق التوراة ، وأخذ الأموال ، وقتل المقاتلة ، وسبى الذرية ، وكانوا سبعين ألف غلام ، ووجد في سجن بني إسرائيل أرميا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له بخت نصر: ما خطبك؟ فأخبره أن الله تعالى بعثه إلى قومه ليحذرهم الذي حل بهم فكذبوه وحبسوه ، فقال بخت نصر: بئس القوم قوم عصوا رسول ربهم! فخلى سبيله ، وأحسن إليه .

فاجتمع إليه من بقي من ضعفاء بني إسرائيل ، فقالوا: إنا قد أسأنا وظلمنا ، ونحن نتوب مما صنعنا ، فادع الله أن يقبل توبتنا .

فدعا ربه ، فأوحى إليه: أنهم غير فاعلين ، فإن كانوا صادقين فليقيموا معك بهذه البلد ، فأخبرهم ، فقالوا: كيف نقيم ببلدة قد خربت . فخرجوا يستجيرون بملك مصر ، فغزا بخت نصر أرض [مصر] فقتل ملكها وقتلهم ، ثم بلغ أقصى ناحية المغرب ، وانصرف بسبي كثير من أهل فلسطين والأردن ، فيهم دانيال وغيره من الأنبياء

التالي السابق


الخدمات العلمية