صفحة جزء
1902 - علي بن العباس بن جريج ، [أبو الحسن] ، مولى عبيد الله بن [عيسى بن] جعفر ، يعرف : [بابن] الرومي أحد الشعراء المكثرين .

أخبرنا ابن ناصر قال : أخبرنا أبو عبد الله الحميدي قال : أنشدنا أبو غالب بن بشران ، أخبرنا أبو الحسين بن دينار قال : أنشدنا أبو طالب الأنباري قال : أنشدنا الناجم قال : أنشدنا ابن الرومي لنفسه:

إذا ما مدحت الباخلين فإنما تذكرهم ما في سواهم من الفضل     وتهدي لهم غما طويلا وحسرة
فإن منعوا منك النوال فبالعدل

ومن أبياته المستحسنة ما قال :


وما الحسب الموروث لا در دره     بمحتسب إلا بآخر مكتسب
فلا تتكل إلا على ما فعلته     ولا تحسبن المجد يورث بالنسب
فليس يسود المرء إلا بنفسه     وإن عد آباء كراما ذوي حسب
إذا الغصن لم يثمر وإن كان شعبة     من المثمرات اعتده الناس في الحطب
وللمجد قوم ساوروه بأنفس     كرام ولم يعبوا بأم ولا بأب

وله [ أيضا ]


عدوك من صديقك مستفاد     فلا تستكثرن من الصحاب
فإن الداء أكثر ما تراه     يكون من الطعام أو الشراب
إذا انقلب الصديق غدا عدوا     مبينا والأمور إلى انقلاب
[ ص: 365 ] ولو كان الكثير يطيب كانت     مصاحبة الكثير من الصواب
ولكن قلما استكثرت إلا     وقعت على ذئاب في ثياب
فدع عنك الكثير فكم كثير     يعاف وكم قليل مستطاب
وما اللجج الملاح بمرويات     وتلقى الري في النطف العذاب

[ وله أيضا :


إذا دام للمرء السواد وأخلقت     محاسنه ظن السواد خضابا
وكيف يظن الشيخ أن خضابه     يظن سوادا أو يخال شبابا]

وله أيضا :


إذا ما كساك الدهر سربال صحة     ولم تخل من قوت يحل ويعذب
فلا تغبطن المترفين فإنه     على قدر ما يكسوهم الدهر يسلب

[ وله أيضا :


وفي أربع مني خلت منك أربع     فلست بدار أيها هاج لي كربي
أوجهك في عيني أم الريق في فمي     أم النطق في سمعي أم الحب في قلبي

وله أيضا :


إن للمجد سبيلا وعرا     ضيقا مسلكها فيه صعود
ليس تثنى بالأباطيل الطلى     لا ولا توطأ بالهزل الخدود
بل بأن ينصب حر نفسه     وبأن يسهر والناس رقود
وبأن يلقى بضاحي وجهه     أوجها فيها عبوس وصدود
كلما عددت أثمان العلى     ولما يبتاع منهن نقود

وله أيضا في مديحه :


تحكي المكارم عنكم وهي شاهدة     ليست بغيب ولن تحصى بتعديد
[ ص: 366 ] وما حكاية شيء لا خفاء به     جاء القياس فألوى بالأسانيد
لا تحسبوني لشيء غير أنفسكم     مغرى بتجديد مدح بعد تجديد
لكن كما راقت القمري جنته     فظل يتبع تغريدا بتغريد
أحبكم لخلال لا لنعمتكم     عندي وإن أصبحت عون المجاهيد
أفسدتموني لا إفساد تنحية     للخير عني بل إفساد تعويد
وزهدتني أياديكم وفضلكم     في كل شيء سواها أي تزهيد

وله أيضا في مديحه :


وفي الرقاب وسوم من صنائعكم     إن أنكرتها رجال بعد إقرار
تستعبدون بها الأحرار دهركم     فكم عبيد لكم في الناس أحرار
تخادعون عن الدنيا مساترة     كأن معروفكم إيداع أسرار
إن كان أورق أقوام فإنكم     مفضلون بتنوير وأثمار
كأنما الناس في الدنيا بظلكم     قد خيموا بين جنات وأنهار
لكم خلائق لو تحظى السماء بها     لما لاحت نجوما غير أقمار
ومستخف بقدر الشعر قلت له     لن ينفق العطر إلا عند عطار
أبني البديع وأهديه إلى ملك     يبني الرفيع وما يبني بأحجار
يكسى المديح ولم يعور تجرده     ككعبة الله لا تكسى لإعوار

وقال أيضا :


ولي وطن آليت أن لا أبيعه     بشيء ولا ألفى له الدهر مالكا
عهدت به شرخ الشباب ونعمة     كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا
فقد ألفته النفس حتى كأنه     لها جسد إن بان غودرت هالكا
وحبب أوطان الرجال إليهم     مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم     عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا

وقال أيضا : ]


تخذتكم درعا حصينا لتدفعوا     نبال العدى عني فكنتم نصالها
[ ص: 367 ] وقد كنت أرجو منكم خير ناصر     على حين خذلان اليمين شمالها
فإن أنتم لم تحفظوا لمودتي     ذماما فكونوا لا عليها ولا لها
قفوا موقف المعذور عني بمعزل     وخلوا نبالي للعدى ونبالها

وقال أيضا :


قلبي من الطرف السقيم سقيم     لو أن من أشكو إليه رحيم
من وجهها أبدا نهار واضح     من فرعها ليل عليه بهيم
إن أقبلت فالبدر لاح وإن مشت     فالغصن راح وإن رنت فالريم
نعمت بها عيني وطال عذابها     ولكم عذاب قد جناه نعيم
نظرت فأقصدت الفؤاد بسهمها     ثم انثنت نحوي فكدت أهيم
ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت     وقع السهام ونزعهن أليم
يا مستحل دمي محرم رحمتي     ما أنصف التحليل والتحريم



أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران ، حدثنا الحسن بن أحمد بن السري ، حدثنا علي بن العباس النوبختي قال : بلغني أن أبا الحسن علي بن العباس بن جريج الرومي عليل ، فمضيت إليه أعوده ، فقلت له : أي شيء خبرك؟ قال : أي شيء خبر من يموت ! فقلت : ما أرى سحنتك إلا صافية حسنة ، قال : هكذا من يموت يكون قبل ذلك [ بيوم ] حسن الوجه ! فقلت : يعافي الله فقال : خذ حديثي ، فإن لم يقطع أن أموت في هذه [ العلة ] فاصنع ما شئت ! أحببت أن أسكن في مدينة أبي جعفر ، فشاورت صديقا لي يكنى أبا الفضل وهو مشتق من الإفضال ، فقال لي : إذا عبرت القنطرة فخذ عن يدك اليمنى - وهو مشتق من اليمن - وسل عن سكة النعيمية - وهو مشتق من النعيم - وسل عن دار أبي المعافى - وهو مشتق [ ص: 368 ] من العافية - فخالفت لشؤمي ، واقتراب أجلي ، فشاورت صديقا يقال له جعفر - وهو مشتق من الجوع والفرار - فقال لي : إذا عبرت القنطرة فخذ يسرة - وهو مشتق من اليسر - وسل عن سكة العباس - وهو مشتق من العبوس - واسكن في دار أبي قليب - وهو مشتق من الانقلاب - وقد انقلبت بي الدنيا كما ترى ! وأعظم ما علي يجتمع في هذه السدرة في داري [ في ] كل يوم عصافير ، فيصيحون في وجهي سيق سيق ، فأنا في السياق فعاودته من الغد ، فإذا هو قد مات .

توفي ابن الرومي في هذه السنة وقيل : في سنة أربع وثمانين .

1903 - العباس بن محمد بن عبد الله بن زياد بن عبد الرحمن بن شبيب ، أبو الفضل البزاز ، ويعرف : بدبيس .

مروزي الأصل ، سمع سريج بن النعمان ، وعفان بن مسلم ، وسليمان بن حرب . روى عنه : أبو عمرو بن السماك ، وكان ثقة يشهد عند الحكام .

[أخبرنا القزاز ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، أخبرنا محمد بن عبد الواحد ، حدثنا محمد بن العباس قال : ] قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : العباس بن محمد [ أبو الفضل ] المعروف بدبيس أحد الشهود من الجانب الغربي ، وكان الغم قد غلب على قلبه لحوادث لحقته ، فركب ذات يوم فأخذ به الحمار إلى طريق خارج السور ، فسقط فثبتت اليسرى من رجليه في الركاب ، فإلى أن لحق مشى به الحمار [ ص: 369 ] مجرورا ، فمات على ذلك ، وحمل إلى منزله فدفن ليومين خليا من رجب سنة ثلاث وثمانين .

1904 - محمد بن سليمان بن الحارث ، [أبو بكر] الواسطي ، المعروف بالباغندي .

حدث عن محمد بن عبد الله الأنصاري ، وأبي نعيم ، وقبيصة ، وغيرهم . روى عنه : القاضي المحاملي ، وأبو عمرو بن السماك ، وأحمد بن سلمان النجاد ، وغيرهم ، وكان أبو داود السجستاني يسأل الباغندي عن الحديث .

أخبرنا القزاز قال : أخبرنا أحمد بن علي [الخطيب] قال : سمعت أبا الفتح بن أبي الفوارس ، وسأله أبو محمد الخلال عن الباغندي ، فقال : ضعيف الحديث . وقال الدارقطني لا بأس به . قال الخطيب : لا أعلم لأية علة ضعف ، فإن رواياته كلها مستقيمة ، ولا أعلم في حديثه منكرا ، وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة .

1905 - محمد بن غالب بن حرب ، أبو جعفر الضبي التمار ، المعروف بتمتام .

ولد سنة ثلاث وتسعين ومائة ، وسكن بغداد فحدث [ بها ] عن عفان ، والقعنبي ، وقبيصة في خلق كثير ، وكان صدوقا حافظا . قال الدارقطني : هو ثقة مأمون ، إلا أنه كان يخطئ ، توفي في رمضان هذه السنة .

1906 - [يحيى بن المختار بن منصور بن إسماعيل بن زكريا النيسابوري .

سكن بغداد ، وحدث بها عن جماعة ، روى عنه : ابن مخلد ، وابن المنادي ، وكان صدوقا توفي في صفر هذه السنة ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية