صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

1929 - إسماعيل بن الفضل بن موسى بن مسمار بن هانئ ، أبو بكر البلخي .

سكن بغداد ، وحدث بها عن أبي كريب وغيره ، روى عنه أبو عمرو بن السماك ، وأبو بكر الشافعي ، وابن مخلد وغيرهم . وكان ثقة .

توفي في رجب هذه السنة .

1930 - إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران ، أبو بكر السراج ، النيسابوري ، مولى ثقيف .

[ ص: 404 ] سمع إسحاق بن راهويه ، وأحمد بن حنبل ، وكان له به اختصاص ، وكان ثقة .

توفى في هذه السنة .

أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت [الخطيب] قال : أخبرني محمد بن علي المقرئ ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا الوليد : حسان بن محمد الفقيه ، يقول : سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق السراج ، يقول : وا أسفا على بغداد ! فقيل [ له ] : ما الذي حملك على الخروج منها؟ قال : أقام بها أخي إسماعيل خمسين سنة فلما توفي ورفعت جنازته سمعت رجلا على باب الدرب ، يقول لآخر : من هذا الميت؟ قال : غريب كان ها هنا قلت : إنا لله ! بعد طول مقام أخي بها واشتهاره بالعلم والتجارة يقال غريب كان ها هنا ! فحملتني هذه الكلمة على الانصراف إلى الوطن .

1931 - إسحاق بن محمد بن [أحمد] بن أبان ، أبو يعقوب النخعي وهو إسحاق الأحمر .

حدث عن عبيد الله بن محمد بن عائشة ، وإبراهيم بن بشار الرمادي ، وأبى عثمان المازني وغيرهم . والغالب على رواياته الأخبار والحكايات . روى عنه محمد بن خلف وكيع .

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن [ ص: 405 ] علي بن ثابت الخطيب قال : سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان [الأسدي] ، يقول : إسحاق بن محمد بن أبان النخعي الأحمر كان خبيث المذهب ، رديء الاعتقاد ، يقول : إن عليا هو الله عز وجل [ قال ] : وكان أبرص فكان يطلي البرص بما يغير لونه فسمي الأحمر لذلك . قال : وبالمدائن جماعة من الغلاة يعرفون بالإسحاقية ينتسبون إليه .

قال الخطيب : سألت بعض الشيعة ممن يعرف مذاهبهم ويخبر أحوال شيوخهم عن إسحاق ، فقال لي مثل مقالة عبد الواحد بن علي سواء ، وقال : لإسحاق مصنفات في المقالة المنسوبة إليه التي يعتقدها الإسحاقية .

قال الخطيب : ثم وقع إلي كتاب لأبي محمد الحسن بن يحيى النوبختي من تصنيفه في الرد على الغلاة وكان النوبختي هذا من متكلمي الشيعة الإمامية ، فذكر أصناف مقالات الغلاة إلى أن قال : (و [ قد ] كان ممن جرد الجور في الغلو في عصرنا إسحاق بن محمد المعروف بالأحمر ، وكان ممن يزعم أن عليا هو الله [ عز وجل ] ، وأنه يظهر في وقت هو الحسن ، وفي وقت هو الحسين . وهو الذي بعث بمحمد صلى الله عليه وسلم .

وقال في كتاب له : لو كانوا ألفا لكانوا واحدا . وعمل كتابا ذكر أنه كتاب التوحيد ، فجاء فيه بجنون وتخليط لا يتوهمان ، فضلا عن أن يدل عليهما .

وكان يقول : باطن صلاة الظهر محمد صلى الله عليه وسلم لإظهاره الدعوة ، قال : ولو كان باطنها [ ص: 406 ] هو هذه التي هي الركوع [ والسجود ] لم يكن لقوله : إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر معنى ، لأن النهي لا يكون إلا من حي قادر . وقد أورد النوبختي عن إسحاق أشياء كان يحتج بها على مقالته أقلها يوجب الخروج عن الملة ، نعوذ بالله من الخذلان .

1932 - الحسين بن بشار بن موسى ، أبو علي الخياط .

سمع أبا بلال الأشعري ، وروى عنه أبو بكر الشافعي ، وكان ثقة [ صدوقا ] .

أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر : أحمد بن علي [بن ثابت] ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي جعفر الأخرم ، قال : حدثنا عيسى بن محمد الطوماري ، قال : سمعت أبا عمر : محمد بن يوسف القاضي ، يقول : اعتل أبي علة شهورا ، فأتيته ذات يوم فدعا بي وبأخوي : أبي بكر ، وأبي عبد الله ، فقال لنا : رأيت في النوم كأن قائلا يقول : كل لا ، واشرب لا ، فإنك تبرأ .

فقال له أخي أبو بكر : إن لا كلمة وليست بجسم وما ندري ما معنى ذلك ، وكان بباب الشام رجل يعرف بأبي علي الخياط ، حسن المعرفة بعبارة الرؤيا ، فجئناه به ، فقص عليه المنام فقال : ما أعرف تفسير ذلك ، ولكني أقرأ في كل ليلة نصف القرآن ، فأخلوني الليلة حتى أقرأ رسمي من القرآن وأفكر في ذلك .

[ ص: 407 ] فلما كان من الغد جاءنا ، فقال : مررت البارحة وأنا اقرأ على هذه الآية : من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية فنظرت إلى لا وهي تتردد فيها وهي شجرة الزيتون اسقوه زيتا وأطعموه زيتا ، قال : ففعلنا ذلك ، فكان سبب عافيته .

1933 - زكريا بن داود بن بكر ، أبو يحيى الخفاف ، النيسابوري .

قدم بغداد ، وحدث بها ، فروى عنه ابن مخلد ، وأبو سهل بن زياد . وكان ثقة .

وتوفى بنيسابور في جمادى الآخرة من هذه السنة .

1934 - زياد بن الخليل ، أبو سهل التستري .

قدم بغداد ، وحدث بها عن إبراهيم بن المنذر الحزامي ، ومسدد ، وإبراهيم بن بشار الرمادي . روى عنه أبو بكر الشافعي . ثم صار إلى البصرة ، وتوفي بعسفان في طريق المدينة قبل أن يدخل مكة ، في ذي القعدة من هذه السنة .

1935 - محمد بن الحسين بن إبراهيم بن زياد بن عجلان ، أبو الشيخ الأصبهاني .

سكن بغداد ، وحدث بها عن أبي بكر الأثرم ، والحسن بن محمد الزعفراني . روى عنه أبو بكر الشافعي ، وكان ثقة .

وتوفي ببغداد في هذه السنة .

[ ص: 408 ] 1936 - محمد بن يونس بن موسى بن سليمان بن عبيد بن ربيعة بن كديم ، أبو العباس القرشي البصري المعروف بالكديمي .

ولد [ في ] سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وهو ابن امرأة روح بن عبادة ، سمع عبد الله بن داود الخريبي ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، وأزهر السمان ، وأبا داود الطيالسي ، وأبا زيد النحوي ، والأصمعي ، وأبا عبيدة ، وعفان بن مسلم ، وأبا نعيم وخلقا كثيرا ، ورحل في طلب العلم ، وحج أربعين حجة وسكن بغداد ، وكان حافظا للحديث [ كثير الحديث ] . روى عنه ابن أبي الدنيا ، وابن الأنباري ، وابن السماك ، وأحمد بن سلمان النجاد ، وآخر من روى عنه أبو بكر بن مالك القطيعي .

أخبرنا [أبو منصور] القزاز ، قال : أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، قال : لم يزل الكديمي معروفا عند أهل العلم بالحفظ ، مشهورا بالطلب ، مقدما في الحديث حتى أكثر روايات الغرائب والمناكير ، فتوقف إذ ذاك بعض الناس عنه ، ولم ينشطوا للسماع منه .

فأنبأني أبو بكر أحمد بن علي اليزدي ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ ، قال : محمد بن يونس ذاهب الحديث ، تركه يحيى بن صاعد ، وأحمد بن [ ص: 409 ] محمد بن سعيد ، وكان أبو داود يطلق عليه الكذب ، وكان موسى بن هارون يقول : الكديمي كذاب يضع الحديث .

وقال سليمان الشاذكوني : الكديمي وأخوه وابنه بيت الكذب . وأراد بالكديمي : يونس ، وبأخيه : عمر بن موسى ، وكان يلقب بالحادي .

[قال الدارقطني : كان الكديمي يتهم بوضع الحديث ] .

قال المصنف : ليس محل الكديمي عندنا الكذب ، إنما كان كثير الغرائب ، ولقد حدث عن شاصونة [ بن عبيد ، قال : حدثنا ] شاصونة منصرفا من عدن ، فلم يعرفوا شاصونة ، فقالوا : هذا حديث عمن لم يخلق ، فجاء قوم بعد وفاته من عدن ، فقالوا : دخلنا قرية يقال لها الجردة ، فلقينا بها شيخا فسألناه : أعندك شيء من الحديث؟ فقال : نعم ، فكتبنا عنه ، وقلنا [ له ] : ما اسمك؟ فقال : محمد بن شاصونة بن عبيد ، وأملى علينا الحديث الذي ذكره الكديمي .

[ وقد روي لنا حديث شاصونة من غير طريق الكديمي ] : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، قال : أخبرني القاضي أبو العلاء الواسطي ، قال : أخبرنا محمد بن حمدويه ، قال : سمعت أبا بكر بن إسحاق الضبعي يقول : ما سمعت أحدا من أهل العلم يتهم الكديمي في لقيه [ كل ] من روى عنه .

أخبرنا عبد الرحمن [بن محمد] ، قال : أخبرنا [أحمد بن علي] بن ثابت . [ ص: 410 ] قال : حدثني الخلال ، قال : حدثنا علي بن محمد الإيادي ، قال : حدثنا أبو بكر الشافعي ، قال : سمعت جعفرا الطيالسي ، يقول : الكديمي ثقة ، ولكن أهل البصرة يحدثون بكل ما يسمعون .

أخبرنا عبد الرحمن [بن محمد] ، قال : أخبرنا أحمد بن علي [بن ثابت] ، قال : أخبرنا ابن رزق ، قال : أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي ، قال : مات الكديمي يوم الخميس ، ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة ، للنصف من جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين ، وصلى عليه [ يوسف بن ] يعقوب القاضي ، وكان ثقة .

1937 - محمد بن يوسف ، أبو عبد الله البناء .

لقي ستمائة شيخ ، وكتب الحديث الكثير ، وكان يبني للناس بالأجرة فيأخذ منها دانقين لنفقته ، ويتصدق بالباقي ، ويختم كل يوم ختمة . وتوفي [ رحمه الله ] في هذه السنة .

1938 - يعقوب بن إسحاق بن تحية ، أبو يوسف الواسطي .

سمع يزيد بن هارون ، ونزل بغداد بالجانب الشرقي في سوق الثلاثاء ، وحدث بأربعة أحاديث ، ووعدهم أن يحدثهم من الغد ، فمات وله مائة واثنتا عشرة سنة ، [ رحمه الله ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية