صفحة جزء
ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثمائة

فمن الحوادث فيها:


أن المقتدر [بالله] وقف كثيرا من المستغلات السلطانية على الحرمين ، وأحضر القضاة والعدول وأشهدهم على نفسه بذلك .

وفي [يوم] الأربعاء لتسع خلون من رمضان انقطع كرسي الجسر والناس عليه فغرق خلق كثير .

وفي ليلة الجمعة لثمان بقين من رمضان انقض كوكب عظيم وبقي ضوؤه ساعة كالمقباس .

وفيها : أوقع ورقاء بن محمد بالأعراب بناحية الأجفر ، فقتل جماعة واستأسر جماعة وقدم بهم فوثبت العامة على الأسارى فقتلتهم ، وضرب رجل منهم بالسياط فيباب العامة ، وقيل: إنه صاحب حصن الحاجر وأن الحاج استجاروا به فوصل إليه من أمتعتهم شيء كثير . [ ص: 155 ]

ووقع حريق في سوق النجارين بباب الشام ، فاحترقت السوق بأهلها ، ووقعت شرارات في منارة الجامع بالمدينة فاحترقت .

وفي ذي الحجة حم المقتدر وافتصد ، وبقي محموما ثلاثة عشر يوما ، ولم يمرض في أيام خلافته غير هذه [المرضة] إلا ما لا يخلو منه الأصحاء من التياث قريب ، وكان يفتصد كثيرا ، وأما دواء الإسهال فلم يشربه قط .

وحج بالناس في هذه السنة الفضل بن عبد الملك . ونظر علي بن عيسى بعين رأيه إلى أمر القرامطة فخافهم على الحاج ، وغيرهم فشغلهم بالمكاتبة والمراسلة والدخول في الطاعة وعاداهم وأطلق التسويق بسيراف ، فكفهم بذلك ، فخطأه الناس ونسبوه إلى موالاتهم ، فلما رأوا ما فعل القرامطة بعده بالناس علموا صواب رأيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية