صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

2304 - أحمد بن عمير بن جوصاء ، أبو الحسن الدمشقي :

كتب عنه ، وتوفي في دمشق هذه السنة . [ ص: 307 ]

2305 - إبراهيم بن محمد بن علي بن بطحاء بن علي بن مقلة ، أبو إسحاق التميمي :

روى عن علي بن حرب الطائي ، وعباس الدوري ، وكان ثقة فاضلا ، وذكر أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي ، قال : مر إبراهيم بن بطحاء وإليه الحسبة بجانبي بغداد بباب قاضي القضاة أبي عمر ، فرأى الخصوم جلوسا على بابه ينتظرون جلوسه للنظر بينهم ، وقد تعالى النهار ، وهجرت الشمس ، فوقف واستدعى حاجبه ، وقال : تقول لقاضي القضاة الخصوم جلوس بالباب قد بلغتهم الشمس وتأذوا بالانتظار فإما جلست لهم ، أو عرفتهم عذرك لينصرفوا ويعودوا .

2306 - إسماعيل بن عباد بن القاسم بن عباد أبو علي القطان :

حدث عن علي بن حرب وغيره روى عنه ابن شاهين .

وتوفي في رمضان هذه السنة .

2307 - إسحاق بن موسى بن سعيد الرملي :

حدث عن أبي داود السجستاني وغيره . روى عنه المعافى بن زكريا ، وكان ثقة .

وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة .

2308 - ابن سليمان بن نصر بن منصور المري :

يروي عن أبيه ، وعن ربعي بن مخلد . توفي بالأندلس في هذه السنة . [ ص: 308 ]

2309 - بكير الشراك :

أحد شيوخ الصوفية ، كان ينزل بالشونيزية .

أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا أبو بكر ابن ثابت ، أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري ، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي ، قال : [سمعت الحسين بن أحمد ، يقول : ] بكير الشراك لم أر في مشايخ الصوفية أحسن لزوما للفقر منه .

مات سنة عشرين وثلاثمائة .

2310 - جعفر المقتدر بالله أمير المؤمنين :

كان قد بلغ إلى مؤنس أن المقتدر قد دبر عليه حتى يقبض عليه ، فغضب وأصعد إلى الموصل ، ووجه رسولا ، فأخذ الرسول وضرب ، ووقع الوزير الحسين بن القاسم بقبض أملاك مؤنس ، وملك مؤنس الموصل ، ثم أقبل إلى بغداد ، فلما بلغ الجند خبره شغبوا على المقتدر فأطلق لهم مالا كثيرا ، وخرج إلى حربه ، فجعل الجند يتسللون إلى مؤنس ، ثم نادوا باسم مؤنس ، فأتى مؤنس عكبرا وضرب المقتدر مضربه بباب الشماسية ، وركب يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوال فمر في الشارع يريد مضربه ، وعليه قباء فضي مصمت و [عليه ] عمامة سوداء ، والبردة على كتفيه ، وبين يديه أعلام الملك وألويته ، وحوله جماعة من الأنصار بأيديهم المصاحف ، وكثر دعاء الناس له ، ثم جرت الحرب ، ووافى البربر من أصحاب مؤنس ، فأحاطوا بالمقتدر وضربه رجل [ ص: 309 ] منهم من خلفه ضربة سقط منها إلى الأرض ، فقال : أنا الخليفة ، فقال البربري : لك أطلب ، وأضجعه فذبحه بالسيف ، ورفع رأس المقتدر على سيف ، ثم على خشبة ، وسلب ثيابه حتى مر به بعض الأكرة ، فستره بحشيش ثم حفر له في الموضع ، ودفنت جثته دون رأسه ، وذلك برقة الشماسية مما يلي قرية يحيى ، وكان المقتدر قد أتلف نيفا وسبعين ألف ألف دينار ، وذلك أكثر مما جمعه هارون الرشيد ، وحمل رأسه إلى مؤنس ، وكان سنه يومئذ ثمانيا وثلاثين سنة وشهرا وخمسة أيام ، وكان قتله في الساعة الرابعة يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوال هذه السنة ، وكانت خلافته أربعا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا وأربعة عشر يوما ، من جملتها يومان وثلاث ليال خلع فيها من الخلافة ثم أعيد .

قال أبو بكر الصولي : عاش المقتدر في الخلافة أكثر مما عاش الخلفاء قبله ، فإن المعمرين من الخلفاء [قبله ] معاوية ، وعبد الملك ، وهشام ، والمنصور ، والرشيد ، والمأمون ، والمعتمد ، وزاد هو عليهم ، ثم كلهم ماتوا على فرشهم ، وختم له بالشهادة .

ومن العجائب أنه لم يل الخلافة من اسمه جعفر ويكنى أبا الفضل إلا هو ، والمتوكل . وقتل هو يوم الأربعاء ، والمتوكل ليلة الأربعاء .

2311 - الحسن بن الربيع ، أبو علي البجلي :

من أهل الكوفة . سمع حماد بن زيد ، وابن المبارك ، وابن إدريس وغيرهم . [ ص: 310 ]

روى عنه عباس الدوري وغيره وحنبل . وكان ثقة صالحا ، متعبدا ، يبيع البواري .

2312 - الحسن بن محمد بن عمر بن جعفر بن سنان ، أبو علي النيسابوري :

حدث عن جماعة . وروى عنه يوسف القواس ، وكان ثقة . توفي في هذه السنة .

2313 - الحسين بن صالح بن خيران ، أبو علي الفقيه الشافعي :

كان من أفاضل الشيوخ وأماثل الفقهاء [مع ] حسن المذهب وقوة الورع ، وأراده السلطان أن يلي القضاء فلم يفعل .

أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا [ أبو بكر بن ثابت ، أخبرنا ] القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي ، أخبرنا الحسين بن محمد بن عبيد العسكري ، قال : أريد أبو علي بن خيران للقضاء فامتنع ، فوكل أبو الحسن علي بن عيسى الوزير ببابه ، وختم فبقي بضع عشرة يوما ، فشاهدت الموكلين على بابه حتى كلم فأعفاه ، فقال لي أبي : يا بني انظر حتى تحدث إن عشت أن إنسانا فعل به مثل هذا وامتنع .

أخبرنا المبارك بن علي الصيرفي ، قال : أخبرنا أبو علي محمد بن محمد بن المهدي ، أخبرنا خيران بن أحمد بن محمد بن علي بن خيران الفقيه ، قال : أخبرني [ ص: 311 ] أبو عبد الله الحسين بن محمد الفقيه الكشفلي : أن علي بن عيسى وزير المقتدر بالله أمر نازوك صاحب البلد أن يطلب الشيخ أبا علي بن خيران الفقيه حتى يعرض عليه قضاء القضاة فاستتر ، فوكل بباب داره رجاله بضعة عشر يوما حتى احتاج إلى الماء فلم يقدر عليه إلا من عند الجيران ، فبلغ الوزير ذلك فأمر بإزالة التوكيل عنه ، وقال في مجلسه والناس حضور : ما أردنا بالشيخ أبي علي بن خيران إلا خيرا ، أردنا أن نعلم أن في مملكتنا رجلا يعرض عليه قضاء القضاة شرقا وغربا وهو لا يقبل .

توفي أبو علي بن خيران في ذي الحجة من هذه السنة .

2314 - الحسن بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب ، أبو الحسين العامري :

سمع الزبير بن بكار ، روى عنه ابن المظفر ، وابن شاهين . وكان ثقة يسكن باب خراسان ، توفي في ذي القعدة من هذه السنة .

2315 - عبد الملك بن محمد بن عدي ، أبو نعيم الفقيه الجرجاني الاستراباذي :

سافر البلاد وكتب الحديث الكثير وسمع أحمد بن منصور الرمادي ، وعلي بن حرب الطائي في جماعة . روى عنه ابن صاعد . وكان أحد أئمة المسلمين من الحفاظ للشرع مع صدق وورع وضبط وتيقظ . وكان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما يحفظ الحفاظ المسانيد .

[ ص: 312 ]

2316 - العباس بن بشر بن عيسى بن الأشعث ، أبو الفضل المعروف بالرخجي :

وكان يسكن بالجانب الشرقي ، وحدث عن يعقوب الدورقي ، روى عنه ابن شاهين ، وكان ثقة ، توفي في شوال هذه السنة ، ودفن بالمالكية .

2317 - محمد بن إبراهيم بن حفص بن شاهين ، أبو الحسن البزاز :

حدث عن يوسف بن موسى القطان وغيره . وروى عنه الدارقطني وغيره . وذكره يوسف القواس في جملة شيوخه الثقات .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي ، أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي ، قال : سمعت القاضي أبا الحسن الجراحي يذكر : أن ابن شاهين هذا مات فجاءة ، وقد خرج من الحمام في عشية يوم الاثنين لخمس خلون من شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة .

2318 - محمد [بن الحسين ] بن أزهر بن جبير بن جعفر ، أبو بكر القطائعي الدعاء الأصم :

حدث عن قعنب بن محرز الباهلي ، وعمر بن شبة وغيرهما . وروى عنه أبو عمرو السماك . وكان غير ثقة ، يروي الموضوعات عن الثقات . توفي في أول هذه السنة .

2319 - محمد بن الحسن بن الحسين بن الخطاب بن فرات ، أبو بكر العجلي :

ويعرف بالكاراتي ، حدث عن سعدان بن نصر وغيره . روى عنه أبو عمر والسماك ، وأبو بكر بن شاذان أحاديث مستقيمة . [ ص: 313 ]

2320 - محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم ، أبو عمر القاضي الأزدي مولى آل جرير بن حازم :

ولد بالبصرة لتسع خلون من رجب سنة ثلاث وأربعين ومائتين ، وسمع محمد بن الوليد البسري ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني ، وزيد بن أخرم في آخرين ، روى عنه الدارقطني ، وأبو بكر الأبهري ، ويوسف بن عمر القواس ، وابن حبابة وغيرهم ، وكان ثقة فاضلا ، غزير العقل والحلم والذكاء ، يستوفي المعاني الكثيرة في الألفاظ اليسيرة ، ومن سعادته أن المثل يضرب بعقله وسداده وحلمه ، فيقال في العاقل الرشيد : "كأنه أبو عمر القاضي" . وفي الحليم : "لو أني أبو عمر القاضي ما صبرت" .

ولي قضاء مدينة المنصور والأعمال المتصلة بها في سنة أربع وستين وجلس في جامع المدينة ، ثم استخلف نائبا عن أبيه على القضاء بالجانب الشرقي ، وكان يحكم بين أهل المدينة رياسة ، وبين أهل الجانب الشرقي خلافة إلى سنة اثنتين وتسعين ومائتين ، ولما توفي أبو خازم القاضي عن الشرقية نقل أبو عمر عن مدينة المنصور إلى قضاء الشرقية ، فكان على ذلك إلى سنة ست وتسعين ، ثم صرف هو ووالده عن جميع ما كان إليهما ، وتوفي والده سنة سبع وتسعين ومائتين ، وما زال أبو عمر ملازما لمنزله إلى سنة إحدى وثلاثمائة ، فتقلد علي بن عيسى الوزارة وأشار على المقتدر به ، فقلده الجانب الشرقي والشرقية وعدة نواحي من السواد والشام والحرمين واليمن وغير ذلك ، ثم قلده قضاء القضاة سنة سبع عشرة وثلاثمائة ، وحمل الناس عنه علما كثيرا من الحديث وكتب الفقه التي صنفها إسماعيل بن إسحاق ، وعمل مسندا كبيرا ، ولم ير الناس ببغداد [ ص: 314 ] أحسن من مجلسه ، فكان يجلس للحديث وعن يمينه أبو القاسم بن منيع وهو قريب من أبيه في الحسن والإسناد ، وعن يساره ابن صاعد ، وأبو بكر النيسابوري بين يديه ، وسائر الحفاظ حول سريره .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، قال : أخبرني علي بن [أبي ] علي المعدل ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق ، قال : قال لي أبو إسحاق بن جابر الفقيه لما ولي أبو عمر طمعنا في أن نتتبعه بالخطأ لما كنا نعلم من قلة فقهه ، فكنا نستفتى فنقول : امضوا إلى القاضي ونراعي ما يحكم به فيدافع عن الأحكام مدافعة أحسن من فصل الحكم ، ثم تجيئنا الفتاوى في تلك القصص ، فنخاف أن نحرج إن لم نفت فتعود الفتاوى إليه ، فيحكم بما يفتي به الفقهاء ، فما عثرنا عليه بخطأ .

قال علي : وسمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري ، يقول : سمعت بعض شهود الحضرة القدماء يقول : كنت بحضرة أبي عمر القاضي وجماعة من شهوده [وخلفائه ] فأحضر ثوبا يمانيا قيل [في ] ثمنه خمسون دينارا ، فاستحسنه كل من حضر المجلس ، فقال : يا غلام هات القلانسي ، فجاء ، فقال : اقطع جميع هذا الثوب قلانس واحمل إلى كل واحد من أصحابنا قلنسوة ، ثم التفت إلينا فقال : إنكم استحسنتموه بأجمعكم ولو استحسنه واحد [منكم ] لوهبته له ، فلما اشتركتم في استحسانه لم أجد طريقا إلى أن [يحصل ] لكل واحد شيء منه إلا بأن يجعله قلانس ، يأخذ كل واحد منا واحدة . [ ص: 315 ]

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا أحمد بن علي ، قال : أخبرنا أبو بكر البرقاني ، قال : حكى لي الحمدوني : أن إسماعيل القاضي ببغداد كان يحب الاجتماع مع إبراهيم الحربي ، فقيل لإبراهيم لو لقيته ؟ فقال : ما أقصد من له حاجب ، فقيل ذلك لإسماعيل فنحى الحاجب عن بابه أياما فذكر ذلك لإبراهيم فقصده ، فلما دخل تلقاه أبو عمر محمد بن يوسف القاضي وكان بين يدي إسماعيل غلام قائم ، ولما نزع إبراهيم نعله أمر أبو عمر غلاما له أن يرفع نعل إبراهيم في منديل معه ، فلما طال المجلس بين إسماعيل وإبراهيم وجرى بينهما من العلم ما تعجب منه الحاضرون ، ولما أراد إبراهيم القيام تقدم أبو عمر إلى الغلام أن يضع نعله بين يديه من حيث رآها إبراهيم ملفوفة في المنديل ، فقال إبراهيم لأبي عمر : رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة ، فقيل : إن أبا عمر لما توفي رآه بعضهم في المنام ، فقال له : ما فعل الله بك ؟ فقال : أدركتني دعوة الرجل الصالح إبراهيم [الحربي أو كما ] قال الحمدوني .

توفي أبو عمر يوم الأربعاء لست بقين من رمضان هذه السنة ، وهو ابن ثمان وسبعين سنة ، ودفن في داره [رحمه الله ] . [ ص: 316 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية