صفحة جزء
ثم دخلت سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة

فمن الحوادث فيها:


أنه ورد الخبر بحرب جرت بين أبي عبد الله أحمد بن عمر بن يحيى العلوي وبين المصريين بمكة ، وكانت على المصريين ، وقتل أمير مكة ، وتم الحج في هذه السنة على طمأنينة ، وأقام أهل مصر الخطبة للمصري وقت الظهر يوم عرفة ، وأقام العلوي الخطبة بعد الظهر لركن الدولة ومعز الدولة ، ورفع إلى أبي محمد الحسين بن محمد المهلبي أن رجلا يعرف بالبصري مات بمدينة السلام ، وكان إماما للعزاقرية ، وهو صاحب أبي جعفر محمد بن علي المعروف: بابن أبي العزاقر ، وكان يدعي حلول روح أبي جعفر بن أبي العزاقر فيه ، وأنه قد خلف مالا جزيلا ، وأن له أصحابا وثقات يعتقدون فيه الربوبية ، وأن أرواح الأنبياء والصديقين حلت فيهم ، فتقدم بالختم على منزله والقبض على هذه الطائفة ، وكان في الطائفة شاب يعرف: بابن هرثمة يدعي له أن روح علي بن أبي طالب حلت فيه ، وامرأة يقال لها: فاطمة ، تدعي أن روح فاطمة عليها السلام حلت فيها ، وأخرى يقال لها فاطمة الصغرى [تدعي أن روح [ ص: 88 ] فاطمة الصغرى حلت فيها] وخادم يدعي ميكائيل ، وحصل من قبلهم عشرة آلاف درهم ، وعين تقارب [قيمة] ذلك [وكان المهلبي يسمي هذا المال مال الزنادقة] وخلي القوم لئلا ينسب المهلبي إلى الانحراف عن الشيعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية