صفحة جزء
ثم دخلت سنة أربع وخمسين وثلاثمائة

فمن الحوادث فيها:


أنه عمل في يوم عاشوراء ما جرت به عادة القوم من إقامة النوح ، وتعليق المسوح .

وفي ليلة السبت الثالث عشر من صفر: انكسف القمر [كله] .

وفي ليلة الثلاثاء لعشر بقين من ربيع الآخر: كبس مسجد براثا ، وقتل في قوامه نفسان .

وفي نيسان: جاء برد كبار جدا ، حكى بعض من يوثق به أنه وزن بردة فكان فيها مائة درهم .

وفي يوم الأربعاء لأربع خلون من جمادى الآخرة . من هذه السنة: تقلد أبو أحمد الحسين بن موسى الموسوي نقابة الطالبيين بأسرهم سوى أبي الحسن بن أبي الطيب وولده ، فإنهم استعفوا منه ، فرد أمرهم إلى أبي الحسن علي بن موسى حمولي .

وفي سحر يوم السبت لثمان بقين من جمادى الأولى: ماتت أخت معز الدولة ، فركب الخليفة (المطيع لله في طياره ، وأصعد إليه إلى بستان الصيمري [الذي [ ص: 162 ] ذكرنا أنه بناه في حوادث تلك السنة وكان صعود الخليفة إليه بسبب تعزيته بأخته ، فلما بلغ معز الدولة صعود الخليفة إليه في دجلة] نزل إليه معز الدولة ووقف في الدرجة ولم يكلفه الصعود ، فعزاه الخليفة فشكره معز الدولة وقبل الأرض دفعات ، ثم انحدر [المطيع إلى دار الخليفة] .

وورد الخبر أن ملك الروم جاء إلى المصيصة ففتحها وقتل من أهلها مقتلة عظيمة ، وساق من بقي ، وكانوا نحو مائتي ألف [وقد ذكرنا أنه كان في العام الماضي أتى نحوها ولم ينل منها ، لأجل قلة الميرة عليه ، وقال ما قال ، فلما كان في هذه السنة ، وهي سنة أربع وخمسين وثلاثمائة فتحها عنوة] ومضى إلى طرسوس [طالبا لحصارها] ، فأذعنوا بالطاعة ، فأعطاهم الأمان فدخلها ، وأمرهم بالانتقال عنها ، فانتقلوا ، وجعل المسجد الجامع إصطبلا لدوابه ، ونقل ما فيه من القناديل إلى بلده ، وأحرق المنبر ، ثم أمر بعمارتها فتراجع أهلها وتنصر بعضهم .

وفي هذه السنة : جعل المسير بالحاج إلى أبي أحمد الحسين بن موسى النقيب ، وعمل يوم غدير خم ببغداد ما تقدم ذكره من إشعال النار في ليلته ، وضرب الدبادب والبوقات ، وبكور الناس إلى مقابر قريش .

التالي السابق


الخدمات العلمية