صفحة جزء
ثم دخلت سنة خمس وخمسين وثلاثمائة

فمن الحوادث فيها:


أنه عمل في عاشوراء ما جرت عادة القوم به من النوح وغيره ، وورد الخبر بأن بني سليم قطعوا الطريق على قافلة المغرب ، ومصر ، والشام الحاجة إلى مكة في سنة أربع وخمسين ، وكانت قافلة عظيمة ، وكان فيها من الحاج التجار والمنتقلون من الشام إلى العراق هربا من الروم ، ومن الأمتعة نحو عشرين ألف حمل منها دق مصر ألف وخمسمائة حمل ، ومن أمتعة المغرب اثنا عشر ألف حمل وأنه كان في أعدال الأمتعة من الأموال من العين والورق ما يكثر مقداره جدا ، وكان لرجل يعرف بالخواتيمي قاضي طرسوس فيها مائة وعشرون ألف دينار عينا وأن بني سليم أخذوا الجمال مع الأمتعة ، وبقي الناس رحالة منقطعا بهم ، كما أصاب الناس في الهبير سنة القرمطي ، فمن الناس من عاد إلى مصر ومنهم من تلف وهم الأكثرون .

وفي جمادى الآخرة نودي برفع المواريث الحشرية وغيرها . [ ص: 175 ]

وفي رجب: تم الفداء بين سيف الدولة والروم ، وتسلم سيف الدولة أبا فراس بن سعيد بن حمدان ، وأبا الهيثم بن [أبي] حصين بن القاضي .

وفي ليلة السبت لثلاث عشرة ليلة من شعبان: انكسف القمر [كله] وغاب منكسفا .

وكتب معز الدولة إلى طاهر بن موسى أن يبني موضع الحبس الجديد ببغداد مارستانا ، وعمل على أن يقف عليه وقفا ، وأفرد لذلك مستغلا بالرصافة ببغداد ، وضياعا بكلواذى ، وقطربل ، وجرجرايا ترتفع بخمسة آلاف دينار وابتدأ طاهرك ، فبنى المسناة وأتمها ، وابتدأ بالبناء داخلها فمات معز الدولة قبل أن يستتم ذلك .

وفي يوم السبت لعشر خلون من شوال: ورد الخبر بأن جيشا ورد من خراسان إلى الري قاصدا لغزو الروم ، وكانوا بضعة عشر ألف رجل: أتراك وغيرهم ، وأن ركن الدولة حمل إليهم من الدواب والثياب والأطعمة شيئا كثيرا ، فقبلوه ، فلما كان يوم من الأيام ركب هؤلاء الغزاة إلى منازل [ابن] العميد وزير ركن الدولة بالري ، فقتلوا من وجدوا من الديلم ، ونهبوا دار أبي الفضل بن العميد وزير ركن الدولة ، وهرب من بين أيديهم فحاربهم ركن الدولة فظفر بهم ، وقتل منهم نحوا من ألف وخمسمائة ، فانكشفوا من بين يديه ، وأخذوا طريق أذربيجان ، فأنفذ معز الدولة أبا العباس بن سرخاب إلى بغداد خوفا من أن يصير هؤلاء الغزاة إليها فيحدثوا حادثة ورسم له كيف يحترس .

[وفي هذه السنة] حج بالناس أبو أحمد النقيب [وهو الذي حج بهم في السنة الخالية] . [ ص: 176 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية