صفحة جزء
ثم دخلت سنة ست وأربعمائة

[وقوع فتنة بين العوام ]

فمن الحوادث فيها :

أنه وقع في يوم الثلاثاء غرة المحرم فتنة بين العوام كان سببها أن أهل الكرخ جازوا بباب الشعير فتولع بهم أهله فاقتتلوا وتعدى القتال إلى القلائين ، فأنفذ فخر الملك الشريف المرتضى وغيره ، فأنكروا على أهل الكرخ ما يجري من سفهائهم ، واستقر الأمر على كفهم ، وشرط عليهم أن لا يعلقوا في عاشوراء مسوحا ولا يقيموا نوحا .

[وقوع الوباء في البصرة ]

وفي هذا الشهر : ورد الخبر بوقوع الوباء في البصرة حتى عجز الحفارون عن حفر القبور ، وأنه أظلت البلد سحابة في حزيران فأمطرت مطرا كثيرا .

[تقليد الشريف المرتضى الحج والمظالم ونقابة الطالبيين ]

وفي يوم السبت الثالث من صفر قلد الشريف المرتضى أبو القاسم الموسوي الحج والمظالم ونقابة نقباء الطالبيين ، وجميع ما كان لأخيه الرضي ، وجمع الناس لقراءة عهده في الدار الملكية وحضر فخر الملك والأشراف والقضاة والفقهاء وكان [ ص: 112 ] في العهد ، هذا ما عاهد عبد الله أبو العباس أحمد الإمام القادر بالله أمير المؤمنين إلى علي بن موسى العلوي حين قربته إليه الأنساب الزكية ، وقدمته لديه الأسباب القوية ، واستظل معه بأغصان الدوحة الكريمة ، واختص عنده بوسائل الحرمة الوكيدة ، فقلد الحج والنقابة ، وأمره بتقوى الله ، وذكر كلاما فيه طول من إيصائه بالخير واللطف فيما استرعى .

وفي آخر صفر ورد خبر الحاج بعد تأخره بهلاك الكثير منهم ، وكانوا عشرين ألفا فسلم ستة آلاف ، وأن الأمر اشتد بهم حتى شربوا أبوال الجمال وأكلوا لحومها .

وفي ذي القعدة ورد الحاج الخراسانية ، ووقف أمر الحاج لضيق الوقت ، وأنه لم يرتب مع العرب ما يقع إلى مثله سكون .

وفي هذه السنة : ورد الخبر أن محمودا غزا الهند وغره أدلاؤه [وأضلوه الطريق ] فحصل في مياه فاضت من البحر ، فغرق كثير ممن كان معه ، وخاض الماء بنفسه أياما ثم تخلص وعاد إلى خراسان .

التالي السابق


الخدمات العلمية