وتجدد القتال بين القلائين والدقاقين ، استمرت الفتنة ودخل من كان غائبا من  
[ ص: 209 ] العيارين وكثر الاستقفاء ، وفتح الدكاكين ، وعمل العملات ليلا . 
ولم يعمل الغدير ولا الغار في هذه السنة لأجل الفتنة ، وفي هذا الوقت تجدد دخول الأكراد المتلصصة ليلا إلى البلد ، وأخذهم دواب الأتراك من إصطبلاتهم ، وفعل ذلك في عدة إصطبلات بالجانبين حتى دعاهم الخوف إلى نقل دوابهم إلى دورهم وشدها فيها ليلا ، ونقل السلطان ماله من كراع إلى دار المملكة ، وعملت هناك المعالف ، وأغلق جلال الدولة بابه وصرف حواشيه لارتفاع الإقامة عنه ، وانصرف الحاصل إلى الأتراك . 
وتأخر الحاج من خراسان  في هذه السنة ، ولم يخرج من 
العراق  إلا قوم ركبوا من 
الكوفة  على جمال البادية ، وتخفروا من قبيلة إلى قبيلة ، وبلغت أجرة الراكب إلى فيد أربعة دنانير .