صفحة جزء
ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة

فمن الحوادث فيها:

أنه ندب أبو محمد النسوي للعبور وضبط البلد ثم اجتمع العامة من أهل الكرخ والقلائين وباب الشعير وباب البصرة على كلمة واحدة في أنه متى عبر ابن النسوي أحرقوا أسواقهم وانصرفوا عن البلد فصار أهل الكرخ إلى باب نهر القلائين فصلوا فيه وأذنوا في المشهد حي على خير العمل وأهل القلائين بالعتيقة والمسجد بالبزازين بالصلاة خير من النوم واختلطوا واصطلحوا وخرجوا إلى زيارة المشهدين مشهد علي والحسين وأظهروا بالكرخ الترحم على الصحابة وكبس أهل الكرخ دار الوزارة واخرجوا منها أبا نصر بن مروان وخلصوه من المصادرة .

ووقعت في ليلة الجمعة ثاني رمضان صاعقة في حلة نور الدولة على خيمة لبعض العرب كان فيها رجلان فأحرقت نصفهما ورأس أحد الرجلين ونصف بدنه ويدا واحدة ورجلا واحدة فمات وسقط الآخر مغشيا عليه لم يتكلم يومين وليلة ثم أفاق . وعصفت ريح شديدة وجاء مطر جود فقلعت رواشن دار الخلافة على دجلة .

واستهل ذو الحجة: فعمل الناس على الخروج لزيارة المشهدين بالحائر والكوفة فبدأ أهل القلائين بعمل طرد أسود عليه اسم الخليفة ونصبوه على بابهم وأخرج أهل نهر الدجاج والكرخ مناجيق ملونة مذهبات واختلط الفريقان من السنة والشيعة [ ص: 326 ] وساروا إلى الجامع بالمدينة فلقيهم مناجيق باب الشام وشارع دار الرقيق ، ثم عادوا والعلامات بين أيديهم تقدمها العلامة السوداء والبوقات تضرب فجازوا بصيفية الكرخ فنثر [عليهم] أهل الموضعين دراهم وخرج إلى الزيارة من الأتراك وأهل السنة من لم تجر له عادة بها .

ورخص السعر حتى بيع الكر من الحنطة بسبع دنانير .

التالي السابق


الخدمات العلمية