صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

3361 - أرسلان أبو الحارث ، ولقب بالمظفر ، وهو البساسيري التركي .

كان مقدما على الأتراك ، وكان القائم بأمر الله لا يقطع أمرا دونه ، فتجبر ، وذكر عنه أنه أراد تغيير الدولة ، ثم أظهر ذلك وخطب للمصري ، فجرى له ما ذكرنا في الحوادث إلى أن قتل .

[ ص: 57 ]

3362 - الحسن بن علي بن محمد بن خلف بن سليمان ، أبو سعيد الكتبي .

ولد سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ، سمع من ابن شاهين وغيره ، وكان صدوقا .

وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة .

3363 - الحسن بن أبي الفضل ، أبو علي الشرمقاني المؤدب .

وشرمقان قرية من قرى نسا . نزل بغداد ، وكان أحد حفاظ القرآن العالمين باختلاف القراء ووجوه القراءات ، وحدث عن جماعة ، وكان صدوقا .

وجرت له قصة ظريفة رواها محمد بن أبي الفضل الهمذاني ، عن أبيه قال: كان الشرمقاني المقرئ يقرأ على ابن العلاف ، وكان يأوي إلى مسجد بدرب الزعفراني ، فاتفق أن ابن العلاف رآه ذات يوم في وقت مجاعة ، وقد نزل إلى دجلة ، وأخذ من أوراق الخس ما يرمي به أصحابه ، وجعل يأكله ، فشق ذلك عليه ، وأتى إلى رئيس الرؤساء فأخبره بحاله ، فتقدم إلى غلام له بالمضي إلى المسجد الذي يأوي إليه الشرمقاني ، وأن يعمل لبابه مفتاحا من غير أن يعلمه ، ففعل وتقدم أن يحمل في كل يوم ثلاثة أرطال خبزا سميذا ومعها دجاجة وحلوى وسكر ، ففعل الغلام ذلك ، وكان يحمله على الدوام ، فأتى الشرمقاني في أول يوم فرأى ذلك في القبلة مطروحا ، ورأى الباب مغلقا فتعجب ، وقال في نفسه: هذا من الجنة ويجب كتمانه ، وأن لا أتحدث به ، فإن من شرط الكرامة كتمانه ، وأنشد:


من أطلعوه على سر فباح به لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا

فلما استوت حاله ، وأخصب جسمه سأله ابن العلاف عن سبب ذلك وهو [ ص: 58 ] عارف به ، وقصد المزاح معه ، فأخذ يوري ولا يصرح ، ويكني ولا يفصح ، ولم يزل ابن العلاف يستخبره حتى أخبره أن الذي يجد في المسجد كرامة نزلت من الجنة؛ إذ لا طريق لمخلوق عليه . فقال ابن العلاف: يجب أن تدعو لابن المسلمة ، فإنه هو الذي فعل ذلك ، فنغص عليه عيشه ، وبانت عليه شواهد الانكسار .

وتوفي الشرمقاني في صفر هذه السنة .

3364 - الحسين بن أبي عامر علي بن أبي محمد بن أبي سليمان أبو يعلى الغزال .

حدث عن ابن شاهين ، وكان سماعه صحيحا ، وكان يسكن باب الشام .

وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة .

3365 - حمدان بن سليمان بن حمدان ، هو: أبو القاسم الطحان .

حدث عن المخلص ، والكتاني .

قال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا . توفي في ذي الحجة من هذه السنة .

3366 - عبيد الله [بن أحمد] بن علي ، أبو الفضل الصيرفي ، يعرف: بابن الكوفي .

سمع الكتاني والمخلص .

أخبرنا القزاز ، أخبرنا الخطيب قال: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا ، وكان من [ ص: 59 ] حفاظ القرآن ، والعارفين باختلاف القراءات ، ومنزله بدرب الدنانير من نواحي نهر طابق ، وسمعته يذكر أنه ولد في سنة سبعين وثلاثمائة . وتوفي في هذه السنة .

3367 - علي بن محمود بن إبراهيم بن ماخرة ، أبو الحسن الزوزني .

وكان ماخرة مجوسيا ، ولد أبو الحسن سنة ست وستين وثلاثمائة ، وصحب أبا الحسن الحصري ، وروى عن أبي عبد الرحمن السلمي ، وصار شيخ الصوفية ، والرباط المقابل لجامع المنصور ينتسب إلى الزوزني هذا ، وإنما بني للحصري ، والزوزني صاحب الحصري فنسب إليه ، وكان يقول: صحبت ألف شيخ أحدهم الحصري ، أحفظ عن كل شيخ حكاية .

توفي الزوزني في رمضان هذه السنة ، ودفن بالرباط .

3368 - محمد بن علي بن الفتح بن محمد بن علي ، أبو طالب الحربي ، المعروف: بالعشاري .

ولد في محرم سنة ست وستين وثلاثمائة ، وكان جسده طويلا ، فقيل له: العشاري لذلك . وسمع من ابن شاهين ، والدارقطني ، وابن حبابة ، وخلقا كثيرا ، وكان ثقة دينا صالحا .

توفي ليلة الثلاثاء تاسع عشر جمادى الأولى من هذه السنة ، وقد أناف عن الثمانين ، ودفن بباب حرب .

[ ص: 60 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية