صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

3379 - الحسن بن علي بن علي بن حزام ، أبو نصر الجذامي .

[ ص: 84 ]

ورد بغداد ، وتفقه على أبي حامد الإسفراييني ، وسمع المخلص ، وانحدر إلى البصرة فسمع سنن أبي داود من القاضي أبي عمر الهاشمي ، وحدث بالكثير ، وكان يرجع إليه في الفتاوى والمشكلات ، وتوفي بسرخس .

3380 - سعيد بن مروان ، صاحب آمد ، توفي في هذه السنة ، وقيل إن أبا الفرج الخازن سقاه السم باتفاق من نصر بن سعيد صاحب ميافارقين ، فأحس سعيد ، وأمر بقتل أبي الفرج فقطع قطعا .

3381 - محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون ، أبو الحسين القرشي .

ولد في صفر سنة سبع وستين ، وتوفي في يوم الثلاثاء ثاني عشر صفر هذه السنة .

قال أبو الفضل بن خيرون: هو ثقة ثقة ثقة .

3382 - محمد بن ميكائيل بن سلجوق ، أبو طالب السلطان ، الذي يقال له: طغرلبك .

وأصله من جيل من التركمان ، وكان ابن سلجوق قد زوج ابنته من رجل يعرف بعلي تكين ، فاستفحل أمرهما وأفسدا على محمود بن سبكتكين فقصدهما ، فأما علي تكين فأفلت من محمود ، وأما ابن سلجوق فقبض عليه محمود ، وحصل من أصحابه أربعة آلاف خركاه منتقلة في البلاد ، وتوفي محمود ، فاشتغل ابنه مسعود بلذاته ، فاجتمع أصحاب ابن سلجوق ، وشنوا الغارات على سواد نيسابور ، واستولى العيارون على نيسابور فوردها طغرلبك فهذبها ، فمال إليه المستورون فحصل الأموال ، فسار مسعود للقاء طغرلبك حين استفحل أمره فالتقيا فانهزم مسعود ، واستولى طغرلبك على [ ص: 85 ] خراسان ، وذلك في سنة ثلاثين ، وولى أخاه لأمه إبراهيم ينال بن يوسف قهستان وخراسان ، وقصد بنفسه الري فخربها أصحابه ، ووقع على دفائن وأموال ، وفتح أصبهان سنة ثلاث وأربعين واستطابها ، وعول على أن يجعلها دار مقامه ، ونقل إليها أمواله من الري ، وولى أخاه داود في سنة ثلاثين مرو ، وسرخس ، وبلخ إلى نيسابور ، وولى ابن عمه الحسن بن موسى] هراة ، وبوشنج ، وسجستان .

وكان قد كتب إلى دار الخليفة في سنة خمس وثلاثين كتابا إلى عميد الرؤساء الوزير ، وخاطبه بالشيخ الأجلأبي طالب محمد بن أيوب ، فمضى في الجواب إليه من دار الخلافة أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي ، ولقيه بجرجان فاستقبله على أربعة فراسخ إجلالا لرسالة الخليفة ، ثم أعطاه على التشريف الذي صحبه ثلاثين ألف دينار ، وعشرين ألفا للخليفة ، وعشرة آلاف لحواشيه ، وسارت عساكر طغرلبك إلى الأهواز فنهبوها ، ثم قدم بغداد وجلس له القائم ، وفوض إليه الأعمال ، وخاطبه بملك المشرق والمغرب .

وطغرلبك أول ملك من السلجوقية ، وهو الذي بنى لهم الدولة ، وكان مدبرا حكيما يطلع على أفعال تسوؤه فلا يؤاخذ بها ، ولقد كتب بعض خواصه سوء سيرته إلى أبي كاليجار ، فرأى الملطفة ولم يعاتبه ، وبعث إليه ملك الروم أموالا كثيرة .

وقد ذكرناها فيما تقدم وذكرنا أحواله على ترتيب السنين ، وكيف رد القائم من حديثة عانة ، وقتل البساسيري ، وتزوج ابنة الخليفة .

وتوفي بالري يوم الجمعة ثامن رمضان هذه السنة ، وكانت مملكته ثلاثين سنة ، وعمره سبعين .

[ ص: 86 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية