فصل 
ثم ملك بعده أخوه قباذ بن فيروز  ، وكان 
قباذ  لما هرب إلى ملك 
الترك  من أخيه 
بلاش  ومعه جماعة يسيرة فيهم 
زرمهر   [ فتاقت نفسه إلى الجماع ، فشكا ذلك إلى 
زرمهر   ] وسأله أن يلتمس له امرأة ذات حسب فمضى إلى امرأة [ صاحب منزله ،  
[ ص: 106 ] وكان ] رجلا من الأساورة ، وكانت له بنت فائقة [ في ] الجمال ، فتنصح لها في ابنتها ، وأشار عليها أن تبعث بها إلى 
قباذ  ، فأعلمت زوجها ، فلم يزل 
زرمهر  يرغب المرأة وزوجها ، ويشير عليهما ، حتى قفلا ، وصارت البنت إلى 
قباذ  ، واسمها: 
نيوندخت  ، فغشيها 
قباذ  في تلك الليلة ، فحملت 
بأنوشروان  ، فأمر لها بجائزة ، وأحبها حبا شديدا . 
ثم إن ملك 
الترك  وجه معه جيشا ، فانصرف وسأل عن الجارية فقيل: وضعت غلاما ، فأمر بحملها إليه ، فأتت 
بأنوشروان  تقوده إليه ، فأخبرته أنه ابنه ، فإذا هو قد نزع إليه في صورته . 
وورد الخبر عليه بهلاك 
بلاش  ، فتيمن بالمولود ، وأمر بحمله ، وحمل أمه ، فلما صارا إلى 
المدائن  ، واستوثق له أمره بنى 
مدينة الرجان ،  ومدينة حلوان  ، ومدائن كثيرة . 
ولما مضى من ملكه عشر سنين أرادوا إزالته عن ملكه لاتباعه لرجل يقال له: 
مزدك بن ماردا   .