صفحة جزء
وفي هذا الشهر: ولد للسلطان ولد سماه محمودا ، وهو الذي خطب له بالمملكة بعده ، وحضر الناس صبيحة ذلك اليوم فحملوا الأموال ، وجلس للتهنئة ، ونفذ إليه الموكب يهنئه .

وفي ربيع الأول: وقع حريق في أحطاب جمعت في أشهر لشواخير الآجر [ ص: 270 ] بالحلبة ، قصد إيقاع النار فيها عدو لأصحابها ، فأصاب من تلك النار سطوح الناس والحريم كله ، حتى كأن في كل سطح شموعا ، فخرج الناس لإطفائه فما قدر أحد أن يقاربه من خمسمائة ذراع إلى أن انتهى الحطب فخمدت النار .

وفي ربيع الأول: غرق ستون مركبا ببحر الشام ، وهلك فيها ثلاثمائة رجل ، ورمى قوم أنفسهم إلى الماء فنجوا .

وفي شعبان: وصلت الكتب السلطانية تتضمن سؤال الخدمة الشريفة أن يتقدم إلى خطباء المنابر بذكر الأمير أحمد بن ملك شاه تالي ذكر أبيه ، وكان السلطان قد جعله ولي عهده وسار في ركابه ، ففعل ذلك ، ونثرت الدنانير على الخطباء .

وفي هذا الشهر: زلزلت همذان وما داناها من أرض الجبل ، فرجفت بهم الأرض سبعة أيام ، ووقعت منازل كثيرة ، وهلك خلق كثير تحت الردم ، وسقط برجان من قلعة همذان ، وهلك من سوادها ناحيتان ، وخرج الناس إلى الصحراء حتى سكنت ثم عادوا .

وفي رابع ذي القعدة: ولد للمقتدي من خاتون ابنة السلطان ولد فسماه جعفرا ، وكناه: أبا الفضل ، وزين البلد لأجله ، وجلس الوزير للهناء بباب الفردوس ، ونصبت القباب بنهر معلى ، وزينت سوق الصيارفة بأواني الذهب والفضة والجواهر ، وأظهر الكافوريون تماثيل من الكافور ، وأظهر قوم من صناعتهم عجبا ، فسير الملاحون سفينة على عجل ، وأظهر الطحانون أرحاء تطحن على وجه الأرض .

وفي هذا الشهر: وقع القتال بين أهل الكرخ وأهل باب [البصرة] ، وأصعد أهل باب الأزج ناصرين أهل باب البصرة بالزينة والسلاح والأعلام ، فقصدهم سعد الدولة ، فمنعهم عن العبور وقاتلهم وأخذ سلاحهم ، فانطفأت الفتنة بذلك .

وفي ذي الحجة: خرج المرسوم أنه قد أنهى حال يهود بطريق خراسان وبلاد ابن مزيد لا يلبسون غيارا ، ولهم شعور ك الأتراك ، ويكنون بكنى المسلمين ، فتقدم [ ص: 271 ] بخروج من عين من العدول والفقهاء فهذبوا نواحي بغداد ، وقصدوا حلة ابن مزيد فهذبوها ، وجاء رجل يدعي النبوة وأنه خاطبه الجبل والملائكة ، فتصفح حاله فإذا به من مهوسي العرب ، فكادوا يحملونه إلى المارستان ثم صفح عنه ، وزود فرحل .

وفي هذه السنة: بنيت التاجية بباب أبرز ، وجددت على الزاهر مسناة كان لها أساس قائم ، وغرس فيه نخل وشجر وسور عليها ، وذلك بأمر السلطان ملك شاه .

التالي السابق


الخدمات العلمية