صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

3763 - أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد ، أبو الفتح الحداد الأصفهاني ابن أخت أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن منده:

ولد سنة ثمان وأربعمائة ، وسمع من خلق كثير ، روى عنه شيخنا عبد الوهاب فأثنى عليه ووصفه بالخيرية والصلاح ، وكان من أهل الثروة .

وتوفي في رجب هذه السنة بأصبهان .

3764 - جعفر بن أحمد بن الحسين بن أحمد ابن السراج أبو محمد القارئ:

ولد سنة ست عشرة وأربعمائة ، قرأ القرآن بالقراءات وأقرأ سنين ، وسمع أبا علي بن شاذان ، وأبا محمد الخلال ، والبرمكي ، والقزويني وخلقا كثيرا ، وسافر إلى بلاد الشام ومصر ، وسمع بدمشق وطرابلس ، وخرج له الخطيب فوائد في خمسة أجزاء ، وتكلم على الأحاديث ، وكان أديبا شاعرا لطيفا صدوقا ثقة ، وصنف كتبا حسانا ، وشعره [ ص: 103 ] مطبوع ، وقد نظم كتبا كثيرة شعرا فنظم كتاب "المبتدأ" ، وكتاب "مناسك الحج" ، وكتاب "الخرقي" ، وكتاب "التنبيه" وغيرها ، حدثنا عنه أشياخنا ، وآخر من حدث عنه شهدة بنت الإبري ، قرأت [عليها] كتابه المسمى "بمصارع العشاق" بحق سماعها منه .

ومن أشعاره:


بان الخليط فأدمعي وجدا عليهم تستهل     وحدا بهم حادي الفرا
ق عن المنازل فاستقلوا     قل للذين ترحلوا
عن ناظري والقلب حلوا     ودمي بلا جرم أتيت
غداة بينهم استحلوا     ما ضرهم لو أنهلوا
من ماء وصلهم وعلوا

أنبأنا أبو المعمر الأنصاري ، قال: أنشدنا جعفر ابن السراج لنفسه في مدح أصحاب الحديث:


قل للذين بجهلهم     أضحوا يعيبون المحابر
والحاملين لها من الـ     أيدي بمجتمع الأساور
لولا المحابر والمقا     لم والصحائف والدفاتر
والحافظون شريعة الـ     ـمبعوث من خير العشائر
والناقلون حديثه عن     كابر ثبت وكابر
لرأيت من شيع الضلا     ـل عساكرا تتلو عساكر
كل يقول بجهله     والله للمظلوم ناصر
سميتهم أهل الحديـ     ـث أولي النهى وأولي البصائر
حشوية فعليكم     لعن يزيركم المقابر
هم حشو جنات النعيم     على الأسرة والمنابر

[ ص: 104 ]

رفقاء أحمد كلهم     عن حوضه ريان صادر

كان جعفر السراج صحيح البدن لم يعتره في عمره مرض يذكر ، فمرض أياما .

وتوفي ليلة الأحد العشرين من صفر هذه السنة ، ودفن بالمقبرة المعروفة بالأجمة من باب أبرز .

3765 - سعد بن محمد ، أبو المحاسن .

وزير السلطان محمد ، صلبه السلطان على ما سبق ذكره .

3766 - عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد الواحد ، أبو محمد الشيرازي الفارسي:

سمع الحديث الكثير وتفقه ، ولاه نظام الملك التدريس بمدرسته ببغداد سنة ثلاث وثمانين ، فبقي بها مدة يدرس ويملي الحديث ، إلا أنه لم يكن له أنس بالحديث ، فكان يصحف تصحيفا ظريفا ، فحدثهم بالحديث الذي فيه: "صلاة في إثر صلاة كتاب في عليين" ، فقال: "كنار في غلس" . فقيل: ما معنى هذا؟ فقال: النار في الغلس تكون أضوأ .

توفي في رمضان هذه السنة .

3767 - علي بن نظام الملك:

قتل يوم عاشوراء وهو ابن ست وستين سنة ، وذكرنا في الحوادث كيف كان ذلك .

3768 - محمد بن إبراهيم ، أبو عبد الله الأسدي:

[ ص: 105 ]

ولد بمكة سنة إحدى وأربعمائة ، ونشأ بالحجاز ، ولقي أبا الحسن التهامي في صباه فتصدى لمعارضته ، ثم خرج إلى اليمن ثم توجه إلى العراق ، واتصل بخدمة الوزير أبي القاسم المغربي ، ثم عاد إلى الحجاز ، ثم سافر إلى خراسان .

ومن بديع شعره .


قلت ثقلت إذ أتيت مرارا     قال ثقلت كاهلي بالأيادي
قلت طولت قال بل تطو     لت وأبرمت قال حبل الوداد

توفي بغزنة في عاشر محرم هذه السنة .

3769 - [محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن البغدادي ، أبو غالب الباقلاوي:

ولد سنة إحدى وأربعمائة ، وسمع أبا عبد الله المحاملي ، وأبا علي بن شاذان ، وأبا بكر البرقاني ، وأبا العلاء الواسطي وغيرهم . حدثنا عنه أشياخنا ، وهو من بيت الحديث ، وكان شيخا صالحا كثير البكاء من خشية الله تعالى ، صبورا على إسماع الحديث .

وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب حرب .

3770 - المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم بن أحمد ، أبو الحسين الطيوري الصيرفي ، ويعرف بابن الحمامي:

ولد في ربيع الأول سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، وسمع أبا علي بن شاذان ، وأبا الفرج الطناجيري ، وأبا الحسن العتيقي ، وأبا محمد الخلال . وانحدر إلى البصرة فسمع بها ، وكان مكثرا صالحا أمينا صدوقا متيقظا ، صحيح الأصول ، صينا ورعا ، حسن [ ص: 106 ] السمت ، كثير الصلاة ، سمع الكثير ، ونسخ بخطه ، ومتعه الله بما سمع حتى انتشرت عنه الرواية .

حدثنا عنه أشياخنا ، وكلهم أثنوا عليه ثناء حسنا ، وشهدوا له بالصدق والأمانة ، مثل عبد الوهاب وابن ناصر وغيرهما ، وذكر عن المؤتمن أنه كان يرميه بالكذب ، وهذا شيء ما وافقه فيه أحد .

وتوفي في منتصف ذي القعدة من هذه السنة ، ودفن في مقبرة باب حرب .

3771 - المبارك بن الفاخر بن محمد بن يعقوب ، أبو الكرم النحوي:

سمع الحديث من أبي الطيب الطبري ، والجوهري وغيرهما . وكان مقرئا في النحو ، عارفا باللغة ، غير أن مشايخنا جرحوه ، كان شيخنا أبو الفضل ابن ناصر سيئ الرأي فيه ، يرميه بالكذب والتزوير ، وكان يدعي سماع ما لم يسمعه .

توفي في ذي القعدة من هذه السنة ، ودفن في مقبرة باب حرب .

3772 - يوسف بن علي ، أبو القاسم الزنجاني الفقيه .

تفقه على أبي إسحاق ، وبرع في الفقه ، وكان من أهل الدين .

أنبأنا أبو المعمر الأنصاري ، قال: سمعت أبا القاسم يوسف بن علي الزنجاني ، يقول سمعت شيخنا أبا إسحاق بن علي ابن الفيروزابادي ، يقول: سمعت القاضي أبا الطيب يقول: كنا في حلقة النظر بجامع المنصور فجاء شاب خراساني فسأل مسألة المصراة وطالب بالدليل ، فاحتج المستدل بحديث أبي هريرة الوارد فيها ، فقال الشاب وكان خبيثا: أبو هريرة غير مقبول الحديث ، قال القاضي: فما استتم كلامه حتى سقطت عليه حية عظيمة من سقف الجامع فوثب الناس من أجلها ، وهرب الشاب من يدها فلم ير لها أثر .

توفي يوسف في صفر هذه السنة ، ودفن عند أبي حامد الإسفراييني .

[ ص: 107 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية