صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

3786 - أحمد بن علي [بن أحمد] ، أبو بكر العلثي:

كان في حداثته يجصص الحيطان ويتنزه عن عمل النقوش والصور ، وكان لا يقبل [ ص: 118 ] من أحد شيئا عفافا وقناعة ، وكان له عقار قد ورثه من أبيه ، وكان يبيع منه شيئا فشيئا ويتقوت به ، واشتغل بالعبادة ، وصحب القاضي أبا يعلى وقرأ عليه طرفا من الفقه ، وسمع منه الحديث ، وحدث عنه بشيء يسير ، وكان إذا حج يزور القبور بمكة ثم يجيء إلى قبر الفضيل فيخط بعصاه الأرض ، ويقول: يا رب ها هنا ، فقدر له أن حج في سنة ثلاث وخمسمائة فوقع من الجمل مرتين وشهد عرفة محرما ، وتوفي عشية ذلك اليوم في عرفات ، فحمل إلى مكة وطيف به حول البيت ، ودفن يوم النحر عند قبر الفضيل ، ولما بلغ خبره إلى بغداد صلى الناس عليه صلاة الغائب ، فامتلأ الجامع من الناس .

3787 - أحمد بن المظفر بن الحسين بن عبد الله بن سوسن ، أبو بكر التمار:

ولد سنة إحدى عشرة وأربعمائة روى عنه جماعة ، وحدثنا عنه أشياخنا .

قال شجاع بن فارس الذهلي: كان ضعيفا جدا ، قيل له: بماذا ضعفتموه؟ فقال: بأشياء ظهرت منه دلت على ضعفه ، منها أنه كان يلحق سماعاته في الأجزاء .

وتوفي في صفر هذه السنة ، ودفن بباب حرب .

3788 - عمر بن عبد الكريم بن سعدويه ، أبو الفتيان الدهستاني:

رحل وطلب الحديث ، فدار الدنيا ، وخرج على المشايخ وانتخب ، وكان ممن يفهم هذا الشأن ، وكان ثقة ، سمع أبا يعلى بن الفراء وغيره ، وصحح عليه الصحيحين أبو حامد الغزالي ، وتوفي بسرخس في هذه السنة .

3789 - محمد ويعرف بأخي حمادي:

قال المصنف: قرأت بخط أبي شجاع الذهلي: مات محمد ويعرف بأخي حمادي [ ص: 119 ] من أهل الجانب الشرقي يوم الخميس سادس محرم سنة ثلاث وخمسمائة ، وكان رجلا صالحا ، كان له مرض شارف منه التلف ، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه فعوفي من ذلك المرض ، فانقطع عن مخالطة الناس ، فلزم المسجد نحو أربعين سنة ، وكان لا يخرج منه إلا في أيام الجمعات لصلاة الجمعة ، ثم يعود إليه .

وحدثني أبو محمد عبد الله بن علي المقرئ ، عن أخي حمادي قال: خرجت في يدي عيون فانتفخت ، فأجمع الأطباء على قطعها ، فبت ليلة على سطح قد رقيت إليه ، فقلت في الليل: يا صاحب هذا الملك الذي لا ينبغي لغيره هب لي شيئا بلا شيء ، فنمت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام ، فقلت: يا رسول الله يدي ، انظر إليها ، فقال: مدها ، فمددتها فأمر يده عليها وأعادها ، وقال: قم ، فقمت وانتبهت ، والخرق التي قد شدت بها مخانق ، فقمت في الليل ومضيت إلى باب الأزج إلى قرابة لي ، فطرقت الباب ، فقالت المرأة لزوجها: قد مات فلان ، تعنيني وظنت أني مخبر قد جاء يخبرها بذلك ، فلما فتحت الباب فرأتني تعجبت ، ورجعت إلى باب الطاق ، فرأيت الناس من عند دار السلطان إلى منزلي خلقا لا يحصى معهم الجرار والأباريق ، فقلت: ما لكم؟ فقالوا: قيل لنا: إن رجلا قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا يتوضأ من بئر ، فقلت في نفسي: إن مضيت لم يكن لي معهم عيش ، فاختفيت في الخرابات طول النهار .

قال المصنف: هذا الرجل مدفون في زاوية كانت له بالجانب الشرقي مما يلي قبر أبي حنيفة ، وقد زرت قبره .

3790 - هبة الله بن محمد بن علي الكرماني ، أبو المعالي بن المطلب الوزير:

ولد سنة أربعين وأربعمائة ، وسمع من أبي الحسين بن المهتدي .

وتوفي يوم الأحد ثاني شوال هذه السنة ، ودفن بباب أبرز .

[ ص: 120 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية