صفحة جزء
3997 - عبد الواحد بن شنيف ، أبو الفرج :

تفقه على أبي علي البرداني ، وكان مناظرا مجودا وأمينا من قبل القضاة ومشرفا على خزانة السلطان ، وكانت له فطنة عظيمة وشجاعة وقوة قلب .

حدثني أبو الحسن بن عربية قال: كان تحت يده مال لصبي ، وكان قد قبض المال وللصبي فهم وفطنة فكتب الصبي جملة التركة عنده وأثبت ما يأخذه من الشيخ ، فلما مرض الشيخ أحضر الصبي ، وقال له: أي شيء لك عندي؟ فقال: والله ما لي عندك شيء لأن تركتي وصلت إلي بحساب محسوب ، وأخرج سبعين دينارا ، وقال: خذ هذه لك فإني كنت أشتري لك بشيء من مالك ، وأعود فأبيعه فحصل لك هذا المال .

وحدثني أبو الحسن قال: توفي رجل حشوي بدار القز ، وكان أبو العباس الرطبي يتولى التركات ، فكتب إليه الشيخ عبد الواحد: تتولى تركة فلان ، فحضر وأعطى زوجته حقها وأعطى الباقي ذوي أرحامه ، وكتب بذلك ، فكتب ابن الرطبي مع مكتوبه إليه إلى المسترشد يخبره بما صنع ، وأنه ورث ذوي الأرحام ، فكتب المسترشد : نعم ما فعل إذ عمل بمذهبه ، وإنما الذنب لمن استعمل في هذا حنبليا ، وقد علم مذهبه في ذلك .

وتوفي عبد الواحد في شعبان هذه السنة ، وخلف مالا كثيرا .

3998 - محمد بن أحمد بن علي القطان ، ويعرف بابن الحلاج :

قرأ القراءات ، وحدث عن أبي الغنائم ابن أبي عثمان ، وكان خيرا زاهدا ، كثير العبادة ، دائم التلاوة ، حسن الخلق ، يسكن التوثة من الجانب الغربي ، وكان الناس يزورونه ويتبركون به ، كنت أزوره كل سبت وأنا صبي ، فيدعو لي ويقرأ على صدري .

وتوفي ليلة الاثنين العشرين من جمادى الآخرة ، وصلى عليه شيخنا عبد الوهاب الحافظ ، ودفن بالشونيزية ، وكان جمعه متوفرا . [ ص: 289 ]

3999 - محمد بن عبد الله بن أحمد ، أبو نصر الأرغياني :

ولد سنة أربع وخمسين وأربعمائة ، وسمع أبا الحسن الواحدي ، وأبا بكر بن خلف ، وأبا علي بن نبهان ، وأبا المعالي الجويني ، وعليه تفقه ، وكان متنسكا ورعا ، كثير العبادة ، وتوفي ب نيسابور في هذه السنة .

4000 - محمد بن علي بن عبد الواحد الشافعي ، أبو رشيد :

من أهل طبرستان ، ولد سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ، وحج وأقام بمكة مدة ، وجمع الحديث ، وحدث بشيء يسير ، وكان زاهدا منقطعا مشتغلا بنفسه وكان قد ركب البحر ، فلما وصل إلى بعض الجزائر خرج من السفينة وودع أصحابه ، وقال: أريد أن أقيم ها هنا ، فسألوه أن لا يقيم فلم يفعل ، فتركوه وذهبوا في البحر فهاجت ريح فردتهم إليه ، فسألوه أن يمضي معهم فما أجاب ، فمضوا فهبت الريح مرة أخرى فردتهم إليه كذلك عدة نوب ، ويسألونه فيأبى . فاجتمع التجار إليه وقالوا: تسعى في إتلاف نفوسنا وأموالنا فإنا كلما دفعنا ومضينا ردتنا الريح إليك فاصحبنا في دربند فإذا رجعنا فأقم هاهنا ، فأجابهم وأقام معهم في دربند أياما ورجع إلى الجزيرة ، وأقام بها سنتين ، وكان في الجزيرة عين ماء [فكان] يشرب منها ويتوضأ ، ثم رجع إلى آمل فسكنها إلى أن توفي بها في جمادى الأولى من هذه السنة ، وقبره بآمل معروف يتبرك به .

قال بعض أصحابه: ذهبت إلى الجزيرة التي كان انقطع فيها فرأيت ثعبانا يبتلع ابن آدم كما هو ، فزرت موضع سجوده ورجعت . [ ص: 290 ]

4001 - هبة الله بن عبد الله بن أحمد عبد الله ، أبو القاسم الواسطي الشروطي :

من أهل الكرخ ، ولد سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة ، سمع أبا الغنائم بن المأمون ، وأبا الحسين بن المهتدي ، وأبا جعفر ابن المسلمة ، وأبا بكر الخطيب ، وكان ثقة صالحا فاضلا عالما مكثرا مقبلا على ما يعنيه .

توفي في ذي الحجة من هذه السنة .

4002 - أم المسترشد بالله :

توفيت وقت العتمة ليلة الاثنين تاسع عشر شوال هذه السنة ، وأخرجت ليلا فدفنت في الرصافة .

ومن العجائب أنه نفذ تلك الليلة إلى أبي القاسم بن السياف في معنى حاجة لأجل الميتة فنفذ معهم ابنا له صغيرا ليعطيهم حاجتهم ، فدخلوا ومعهم نقاط فوقع من النفط في أعدال قطن فاحترقت ، وحصل الصبي في الخزانة وحده ، وأحاطت به النار فلم يجد محيصا فاحترق . [ ص: 291 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية