صفحة جزء
ثم دخلت سنة ثلاث وستين وخمسمائة

فمن الحوادث فيها:

أن الحاج وصلوا إلى العراق سالمين فخرجت عليهم بنو خفاجة في طريق الحلة فقطعوا قطعة من الحاج فأخذوا أموالهم وقتلوا جماعة وحكى الناس أن التجار لم يبيعوا شيئا بمكة على عادتهم لأن حاج مصر لم يأتوا لاشتغالهم بما حدث عندهم من القتال بمضي نور الدين وشيركوه .

وفي رابع صفر: وصل ابن البلدي من واسط فتلقاه الموكب وفيهم قاضي القضاة وحاجب الباب والحجاب بالسواد فخرج قيماز لتلقيه قبل ذلك بيوم ولما قرب من موازاة التاج عبر أستاذ الدار فتلقاه فنزل في السفن وصعد باب الحجرة وخلع عليه خلعة سنية حسنة وقلد سيفا وجعل في ركابه سيف وخرج راكبا من باب الحجرة إلى الديوان فجلس هناك إلى اصفرار الشمس ونهض الوزير إلى الدار التي كان فيها ابن هبيرة بباب العامة ، وخرج التشرينان بغير مطر وكثر الموت .

وفي صبيحة الاثنين: وقع وفر إلى أن طبق الأرض إلى قريب نصف الليل .

وفي هذه السنة: بيع الورد مائة رطل بقيراط وحبة .

وفيها: مات قاضي القضاة جعفر بن الثقفي وبقيت بغداد ثلاثة وعشرين يوما بلا قاض في ربع من الأرباع ولا قاضي قضاة حتى ولي روح ابن الحديثي القضاء [يوم الخميس رابع] عشر رجب . [ ص: 177 ]

وفي شعبان: جلس المحتسب بباب بدر على ما جرت به العادة فأخذ جماعة من المتعيشين ثم أمر بتأديب أحدهم فرجم المحتسب بالآجر إلى أن كاد يهلك واختفى ولم يجسر أن يركب حتى نفذ إلى حاجب الباب فبعث إليه المستخدمين فمشوا معه إلى بيته وأخذ أولئك الطوافون فعوقبوا وحبسوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية