صفحة جزء
ذكر الحوادث في سنة ست من مولده صلى الله عليه وسلم

أخبرنا محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب قال: أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمرو قال: أخبرنا محمد بن عبد الله ، عن الزهري قال:

وأخبرنا محمد بن صالح ، عن عاصم ، عن عمرو بن قتادة قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال:

حدثنا هاشم بن عاصم الأسلمي عن أبيه عن ابن عباس - دخل حديث بعضهم في بعض - قالوا: [ ص: 272 ]

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أمه آمنة بنت وهب ، فلما بلغ ست سنين خرجت به إلى أخواله بني عدي بن النجار بالمدينة تزورهم به ، ومعه أم أيمن حاضنته ، وهم على بعيرين ، فنزلت به في دار النابغة فأقامت به عندهم شهرا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أمورا في مقامه ذلك ، فلما نظر إلى أطم بني عدي بن النجار [وعرفه] قال: كنت ألاعب أنيسة جارية من الأنصار على هذه الآطام ، وكنت مع غلمان من أخوالي نطير طائرا كان يقع عليه ، ونظر إلى الدار فقال: هاهنا نزلت بي أمي ، وفي هذه الدار قبر أبي عبد الله بن عبد المطلب ، وأحسنت العوم في [بئر] بني عدي بن النجار وكان قوم من اليهود يختلفون ينظرون إليه . قالت أم أيمن: فسمعت أحدهم يقول: هو نبي هذه الأمة ، وهذه دار هجرته ، فوعيت ذلك [كله] من كلامه ، ثم رجعت به أمه إلى مكة ، فلما كانوا بالأبواء توفيت أمه آمنة بنت وهب ، فقبرها هنالك ، فرجعت به أم أيمن إلى مكة ، وكانت تحضنه مع أمه ، ثم بعد أن ماتت .

فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة الحديبية بالأبواء قال: "إن الله قد أذن لمحمد في زيارة [قبر] أمه" فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصلحه وبكى عنده وبكى المسلمون لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقيل له: فقال: "أدركتني رحمة رحمتها فبكيت" .

قال محمد بن سعد : وأخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان بن سعيد [ ص: 273 ] الثوري ، عن علقمة بن مرثد ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال:

لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أتى جذم قبر أمه فجلس إليه وجلس الناس حوله ، فجعل كهيئة المخاطب ، ثم قام وهو يبكي ، فاستقبله عمر . وكان من أجرإ الناس عليه ، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! ما الذي أبكاك؟ قال: "هذا قبر أمي ، سألت ربي الزيارة فأذن لي ، وسألته الاستغفار فلم يأذن لي ، فذكرتها فوقفت فبكيت" فلم ير [يوما] أكثر باكيا من يومئذ . قال ابن سعد : هذا غلط ليس قبرها بمكة إنما قبرها بالأبواء .

أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال: أخبرنا عاصم بن الحسين قال: أخبرنا أبو الحسن بن بشران قال: أخبرنا ابن السماك قال: حدثنا ابن البراء قال: حدثني الحسين بن جابر - وكان من المجاورين بمكة :

أنه رفع إلى المأمون أن السيل يدخل قبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم لموضع معروف هناك ، فأمر المأمون بإحكامه .

قال ابن البراء: وقد وصف لي وأنا بمكة موضعه ، فيجوز أن تكون توفيت بالأبواء ثم حملت إلى مكة فدفنت بها .

التالي السابق


الخدمات العلمية