صفحة جزء
ومن الحوادث سنة إحدى عشرة من مولده صلى الله عليه وآله وسلم .

أخبرنا ابن الحصين قال ، أخبرنا الحسن بن علي بن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز قال: أخبرنا يونس بن محمد قال: حدثنا معاذ بن محمد بن كعب قال:

حدثني أبو محمد بن معاذ بن أبي كعب :

أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره ، فقال: يا رسول الله ، ما أول ما رأيت من أمر النبوة؟

فاستوى جالسا وقال: لقد سألت أبا هريرة ، إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر ، فإذا بكلام فوق رأسي ، وإذا برجل يقول لرجل: أهو هو؟ فاستقبلاني بوجوه لم أرها بخلق قط ، وأرواح لم أجدها من خلق قط ، وثياب لم أرها على أحد قط ، فأقبلا إلي يمشيان حتى إذا أخذ كل واحد منهما بعضدي ، لا أجد لأحدهما مسا ، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه ، فأضجعاني بلا قصر ولا هصر ، فقال أحدهما لصاحبه: [ ص: 292 ]

افرق صدره فجرى أحدهما إلى صدري ، ففرقه فيما أرى بلا دم ولا وجع ، فقال له: أخرج الغل والحسد فأخرج شيئا كرضة العلقة ، ثم نبذها فطرحها ، فقال له: أدخل الرأفة والرحمة ، فإذا مثل الذي أخرج شبه الفضة ، ثم هز إبهام رجلي اليمنى فقال: اغد واسلم ، فرجعت بها أغدو رأفة على الصغير ورحمة الكبير
.

التالي السابق


الخدمات العلمية