صفحة جزء
ذكر الحوادث في سنة أربع عشرة من مولده صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

[منها الفجار الأخير ] :

قال مؤلف الكتاب : وكان هذا الفجار بين هوازن وقريش ، وحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وله أربع عشرة سنة ، وقال: كنت أنبل على أعمامي يوم الفجار يعني: كنت أناولهم النبل .

وقد روي: أن هذه الحرب كانت ولرسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون سنة [عن عبد الله بن يزيد الهذلي ] .

وإنما سمي الفجار لأن بني كنانة وهوازن استحلوا الحرم ففجروا .

أخبرنا أبو بكر بن أبي طاهر البزاز قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو طاهر عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا الضحاك بن عثمان قال: أخبرنا محمد بن عمر بن واقد قال: حدثني الضحاك بن عثمان عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة .

قال: محمد بن عمر : وأخبرنا موسى بن محمد بن عمرو ، أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أبيه قال . [ ص: 297 ]

وأخبرنا عبد الله بن يزيد الهذلي ، عن يعقوب بن عتبة الأخنسي قال: وغير هؤلاء أيضا قد حدثني ببعض هذا الحديث قالوا :

كان سبب حرب الفجار أن النعمان بن المنذر بعث بلطيمة له إلى سوق عكاظ [للتجارة] وأجارها له الرحال عروة بن عتبة بن جعفر بن كلاب ، فنزلوا على ماء يقال له: أوارة ، فوثب البراض بن قيس أحد بني بكر بن عبد مناة بن كنانة - وكان خليعا - على عروة فقتله ، وهرب إلى خيبر واستخفى بها ، ولقي بشر بن أبي حازم الأسدي الشاعر فأخبره الخبر ، وأمره أن يعلم ذلك عبد الله بن جدعان ، وهشام بن المغيرة ، وحرب بن أمية ، ونوفل بن معاوية ، [وبلعاء بن قيس] فوافى عكاظ فأخبرهم ، فخرجوا موائلين منكشفين إلى الحرم ، وبلغ قيسا الخبر آخر ذلك اليوم ، فقال أبو براء: ما كنا من قريش إلا في خدعة ، فخرجوا في آثارهم ، فأدركوهم وقد دخلوا الحرم ، فناداهم رجل من بني عامر يقال له: الأدرم بأعلى صوته: إن ميعاد ما بيننا وبينكم هذه الليالي من قابل .

ولم يقم تلك السنة سوق عكاظ فمكثت قريش وغيرها من كنانة وأسد بن خزيمة ، ومن لحق بهم من الأحابيش يتأهبون لهذه الحرب ، ثم حضروا من قابل ورؤساء قريش:

عبد الله بن جدعان ، وهشام بن المغيرة وحرب بن أمية ، وأبو أحيحة سعيد بن العاص ، [ ص: 298 ] وعتبة بن ربيعة ، والعاص بن وائل ، ومعمر بن حبيب الجمحي ، وعكرمة بن عامر ابن هشام ، ويقال: بل أمرهم إلى عبد الله بن جدعان .

وكان في قيس: أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ، وسبيع بن ربيعة ودريد بن الصمة ومسعود بن معتب ، وعوف بن أبي حارثة فهؤلاء الرؤساء .

ويقال: بل أمرهم جميعا إلى أبي براء ، وكانت الراية بيده وهو سوى صفوفهم ، فالتقوا وكانت الدبرة أول النهار لقيس على قريش وكنانة ومن انضوى إليهم ، ثم صارت الدبرة آخر النهار لقريش وكنانة على قيس ، فقتلوهم قتلا ذريعا ، حتى نادى عتبة بن ربيعة يومئذ وإنه لشاب ما كملت له ثلاثون سنة إلى الصلح ، فاصطلحوا على أن عدوا القتلى وودت قريش لقيس ما قتلت ، وانصرفت قريش .

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الفجار فقال: " قد حضرته مع عمومتي ورميت فيه بأسهم وما أحب أني لم أكن فعلت" فكان يوم حضر ابن عشرين سنة .

قال مؤلف الكتاب : هكذا روي لنا ، والأول أصح

التالي السابق


الخدمات العلمية