صفحة جزء
ذكر تلقي أهل المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخوله إياها

أخبرنا عبد الأول بن عيسى قال: أخبرنا الداودي قال: أخبرنا ابن أعين قال: أخبرنا الفربري قال: حدثنا البخاري قال: أخبرنا عيسى بن بكر قال: أخبرنا الليث عن عقيل قال: قال ابن شهاب: أخبرني عروة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

سمعت المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة ، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة ينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة ، فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظارهم ، فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من اليهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه ، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب . فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معشر العرب ، هذا جدكم الذي تنتظرون .

فثار المسلمون إلى السلاح ، فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة ، فعدل بهم ذات [ ص: 63 ] اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف . فقام أبو بكر للناس وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا .


قال مؤلف الكتاب: بنو عمرو هم أهل قباء ، وعليهم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقال ابن إسحاق : فنزل على كلثوم بن الهدم أخي بني عمرو بن عوف .

وقيل: بل نزل على سعد بن خيثمة ، وذلك أنه كان عزبا لا أهل له .

قال الزهري : فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم [ المدينة ] يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول .

وروى حنش الصنعاني عن ابن عباس قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ، واستنبئ يوم الاثنين ، ورفع الحجر يوم الاثنين ، وخرج مهاجرا من مكة إلى المدينة يوم الاثنين ، وقدم المدينة يوم الاثنين ، وقبض يوم الاثنين .

أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: أخبرنا عمرو بن محمد العنقري قال: أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى قدمنا المدينة ، فتلقاه الناس ، فخرجوا في الطريق [وعلى الأجاجير] فاشتد الخدم والصبيان في الطريق يقولون: الله أكبر ، جاء رسول الله ، جاء محمد .

قال: وتنازع القوم أيهم ينزل عليه؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنزل الليلة على بني النجار أخوال عبد المطلب لأكرمهم بذلك" . [ ص: 64 ]

فلما أصبح غدا حيث أمر
.

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر بن أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني أبو القاسم الأزهري قال: حدثنا محمد بن المظفر قال: حدثنا موسى بن أنيس بن خالد قال: أخبرنا نصر بن علي قال: أخبرنا عبد الأعلى ، عن عوف ، عن ثمامة ، عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بجوار من الأنصار وهن يغنين:


نحن جوار من بني النجار وحبذا محمد من جار

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله يعلم أني أحبكن" .


التالي السابق


الخدمات العلمية