صفحة جزء
ذكر ما بين السماء والسماء

أخبرنا هبة الله بن القاسم ، أخبرنا الحسن بن علي ، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر ، أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا يحيى بن العلاء ، عن عمه شعيب بن خالد ، قال: حدثني سماك بن حرب ، حدثنا عبد الله بن عميرة ، عن عباس بن المطلب قال: كنا جلوسا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبطحاء ، فمرت سحابة ، فقال: "أتدرون ما هذا؟" . قلنا: السحاب ، قال: "والمزن" قلنا: والمزن ، قال: "والعنان" . قال: فسكتنا ، قال: "هل تدرون كم بين السماء والأرض ؟" قلنا: الله ورسوله أعلم ، قال: "بينهما مسيرة خمسمائة سنة ، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة ، وكثف كل سماء خمسمائة سنة ، وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض ، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض والله تعالى فوق ذلك ، وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء" .

قال العلماء: وكذلك الأرضون السبع في كثافتها وبعد ما بين الواحدة والأخرى [ ص: 185 ] فذلك مسيرة أربعة عشر ألف سوى ما تحت الأرض من الظلمة والنور وما فوق السموات من الحجب والظلمة إلى العرش ، وهذا على قدر سير الآدمي الضعيف ، فأما الملك فإنه يجرد ذلك في ساعة .

وقد سأل ابن الكواء علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن مسافة ذلك ، فقال: دعوة عبد صالح .

التالي السابق


الخدمات العلمية