صفحة جزء
38 - حنظلة بن [أبي] عامر ، واسمه عبد عمرو ، وهو الراهب ابن صيفي بن النعمان بن مالك :

قال خزيمة بن ثابت: ما كان في الأوس والخزرج رجل أوصف لرسول الله صلى الله عليه وسلم منه ، كان يألف اليهود ويسألهم عن الدين فيخبرونه بصفة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن هذه دار هجرته ، ثم خرج إلى يهود تيماء فأخبروه بمثل ذلك ، ثم خرج إلى الشام فسأل النصارى فأخبروه بصفته فرجع وهو يقول: أنا على دين الحنيفية ، فأقام مترهبا ولبس المسوح ، وزعم أنه على دين إبراهيم يتوكف خروج النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة حينئذ حسده وبغى ونافق ، وقال: يا محمد أنت تخلط الحنيفية بغيرها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتيت بها بيضاء نقية ، أين ما كان يخبرك الأحبار من صفتي؟" قال: لست بالذي وصفوا لي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذبت" ، قال: ما كذبت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكاذب أماته الله طريدا وحيدا" فقال: آمين .

ثم خرج إلى مكة فكان مع قريش يتبع دينهم ، وترك الترهب ، ثم حضر أحدا معهم كافرا ثم انصرف معهم كافرا ، فلما كان يوم الفتح ورأى الإسلام قد ضرب بجرانه خرج هاربا إلى قيصر فمات هناك طريدا . فقضى قيصر بميراثه لكنانة بن عبد ياليل ، وقال: أنت وهو من أهل المدر ، وكان ابنه حنظلة لما أسلم قال: يا رسول الله أقتل أبي؟ قال: لا .

وتزوج حنظلة جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول ، فأدخلت عليه في الليلة فلما صلى الصبح غدا يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فمال إليها فأجنب وأراد الخروج ، فأرسلت إلى أربعة من قومها فأشهدت عليه أنه دخل بها ، فقيل لها بعد: لم أشهدت عليه؟ قالت: رأيت كأن السماء قد فرجت له فدخل فيها ثم أطبقت ، فقلت: هذه الشهادة وعلقت بعبد الله . [ ص: 185 ]

وخرج حنظلة فقاتل واعترض أبا سفيان بن حرب فضرب عرقوب فرسه ، فوقع أبو سفيان وجعل يصيح: يا معشر قريش أنا أبو سفيان بن حرب ، فعاد الأسود بن عبد يغوث فحمل على حنظلة بالرمح فأنفذه ، فمر عليه أبوه وهو إلى جانب حمزة وعبد الله بن جحش ، فقال:

إن كنت لأحذرك هذا الرجل من قبل هذا المصرع ، والله إن كنت لبرا بالوالد ، شريف الخلق ، وإن مماتك لمع سراة أصحابك ، فإن جزى الله هذا القتيل - يعني حمزة - أو أحدا من أصحاب محمد خيرا فجزاك الله خيرا . ثم نادى: يا معشر قريش ، حنظلة لا يمثل به ، وإن كان خالفني فإنه لم يأل بنفسه فيما يرى خيرا ، فقال أبو سفيان: حنظلة بحنظلة - يعني حنظلة بن أبي سفيان . وكان قتل يوم بدر .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر بين السماء والأرض بماء المزن" ، فأرسل إلى امرأته فأخبرته أنه خرج وهو جنب ، فولده يقال لهم بنو غسيل [الملائكة ] .

39 - خارجة بن زيد بن أبي زهير ، يكنى أبا زيد :

وله من الولد زيد ، وهو الذي تكلم بعد موته في زمن عثمان ، وحبيبة بنت خارجة ، تزوجها أبو بكر الصديق وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين خارجة وأبي بكر وشهد بدرا وأحدا وقتل يومئذ .

40 - خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد ، يكنى أبا حذافة :

أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية ، وكان زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب ، فتوفي ودفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع إلى جانب قبر عثمان بن مظعون .

41 - خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب ، أبو سعد بن خيثمة :

كان أراد الخروج إلى بدر ، فقال لابنه سعد : لا بد لي أو لك من أن يقيم أحدنا [ ص: 186 ] في أهله ونسائه ، فقال ابنه: يا أبه لو كان غير الجنة لآثرتك به ، ولكن ساهمني ، فأينا خرج سهمه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر ، وأقام الآخر . فاستهما فخرج سهم سعد فخرج فاستشهد يومئذ ، وكان أحد النقباء .

وأقام خيثمة فلما كان يوم أحد خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل شهيدا

42 - ذكوان بن قيس بن خلدة :

كان قد خرج إلى مكة هو وأسعد بن زرارة يتنافران فسمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلما ورجعا إلى المدينة ، وكان مهاجريا أنصاريا ، وكذلك زياد بن لبيد جرى له مثل هذا .

وشهد ذكوان بدرا وأحدا وقتل يومئذ ، قتله أبو الحكم بن الأخنس ، فشد علي بن أبي طالب على أبي [الحكم بن] ( الأخنس فقتله .

43 - رافع بن مالك بن العجلان أبو مالك :

وقيل إنه هو ومعاذ بن عفراء أول من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة من الأنصار ، فأسلما وقدما بالإسلام المدينة ، وشهد العقبة مع السبعين ، وهو أحد النقباء الاثني عشر ، ولم يشهد بدرا وشهد أحدا فقتل يومئذ .

44 - رافع بن يزيد بن كرز :

شهد بدرا وأحدا ، وقتل يومئذ .

45 - رفاعة بن [عبد] المنذر :

شهد العقبة مع السبعين ، وبدرا وأحدا وقتل يومئذ . [ ص: 187 ]

46 - رفاعة بن عمرو بن زيد ، أبو الوليد :

شهد العقبة أيضا مع السبعين وبدرا وأحدا ، وقتل يومئذ .

47 - سهيل بن قيس بن أبي كعب بن القين :

شهد بدرا وأحدا ، وقتل يومئذ ، وقبره معروف بأحد .

48 - سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير :

شهد العقبة ، وهو أحد النقباء الاثني عشر ، وشهد بدرا وأحدا ، وقتل يومئذ .

49 - سلمة بن ثابت بن وقش بن زغبة :

أمه ليلى بنت اليمان أخت حذيفة ، شهد بدرا وأحدا ، وقتله يومئذ أبو سفيان .

50 - سليم بن الحارث بن ثعلبة :

شهد بدرا وأحدا ، وقتل يومئذ .

51 - سليم بن عمرو بن حديدة :

شهد العقبة مع السبعين ، وشهد بدرا وأحدا وقتل يومئذ .

52 - شماس بن عثمان بن الشريد :

كان اسم شماس عثمان ، فسمي شماسا لوضاءته ، يقول: كأنه شمس ، فغلب على اسمه ، هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية في بعض الأقوال .

أخبرنا محمد بن أبي طاهر ، قال: أخبرنا الجوهري ، قال: أخبرنا ابن حيويه ، [ ص: 188 ] قال: أخبرنا ابن معروف ، قال: أخبرنا ابن الفهم ، قال: أخبرنا محمد بن سعد ، قال: أخبرنا محمد بن عمر ، عن عمر بن عثمان ، عن عبد الملك بن عبيد ، عن سعيد بن المسيب ، وعبد الرحمن بن سعيد بن يربوع ، قالا:

شهد شماس بن عثمان بدرا وأحدا ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما وجدت لشماس بن عثمان شبيها إلا الجنة" . مما يقاتل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ، يعني يوم أحد . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرمي ببصره يمينا ولا شمالا إلا رأى شماسا في ذلك الوجه يذب بسيفه حتى غشي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فترس بنفسه دونه حتى قتل . فحمل إلى المدينة وبه رمق ، فأدخل على عائشة ، فقالت أم سلمة: ابن عمي يدخل على غيري؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احملوه إلى أم سلمة" فحمل إليها فمات عندها ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرد إلى أحد فيدفن هناك كما هو في ثيابه التي مات فيها . وقد مكث يوما وليلة لم يذق شيئا ، ولم يصل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يغسله ، وكان يوم قتل ابن أربع وثلاثين سنة ، وليس له عقب . رحمه الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية