صفحة جزء
[وفد سعد بن بكر]

وفي هذه السنة وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد سعد بن بكر .

أخبرنا هبة الله بن محمد ، قال: أخبرنا الحسين بن علي التميمي ، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر ، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، قال: أخبرنا يعقوب ، قال: حدثني أبي ، عن محمد بن إسحاق ، قال: حدثني محمد بن الوليد بن نويفع ، عن كريب ، عن عبد الله بن عباس ، قال: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقدم عليه وأناخ بعيره على باب المسجد ، ثم عقله ، ثم دخل المسجد ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه ، فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فلما عرفه ، قال: إني سائلك ومغلظ في المسألة ، فلا تجدن في نفسك . قال: "لا أجد في نفسي ، فسل عن ما بدا لك" قال:

أنشدك الله إلهك ، وإله من كان قبلك ، وإله من هو كائن بعدك ، آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا ، وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت آباؤنا تعبد من دون الله ، قال: "اللهم نعم" ، قال: وأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك ، وإله من هو كائن بعدك آلله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس ، قال: "اللهم نعم" ، قال: ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة: الزكاة والصيام والحج وشرائع الإسلام كلها ، [ ص: 217 ] يناشده عند كل فريضة ، كما يناشد في التي قبلها ، حتى إذا فرغ ، قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، وسأؤدي هذه الفرائض ، وأجتنب ما نهيتني عنه ، ثم لا أزيد ولا أنقص ، ثم انصرف راجعا إلى بعيره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولى: "إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة" . قال: فأتى إلى بعيره وأطلق عقاله ، ثم خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه ، وكان أول ما تكلم به أن قال: بئست اللات والعزى ، فقالوا: مه يا ضمام ، اتق البرص ، اتق الجذام ، اتق الجنون . قال: ويلكم ، إنهما والله ما يضران ولا ينفعان ، فإن الله تعالى قد بعث رسولا ، وأنزل عليه كتابا استنقذكم مما كنتم فيه ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه ، قال: فو الله ما أمسى من ذلك اليوم في حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلما ، قال: يقول ابن عباس رحمة الله عليهما: ما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة
.

قال مؤلف الكتاب: وقد روى هذا الحديث شريك بن عبد الله ، عن كريب ، فقال فيه: "بعثت بنو سعد بن بكر ضماما في رجب سنة خمس" ، أخرجه البخاري في صحيحه مختصرا من حديث شريك ، عن أنس . وأخرجه مسلم من حديث ثابت ، عن أنس على اختصار واختلاف ألفاظ

التالي السابق


الخدمات العلمية