صفحة جزء
إسلام عروة بن مسعود الثقفي .

[أخبرنا محمد بن أبي طاهر ، وأخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا ابن حيويه ، أخبرنا أحمد بن معروف ، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا محمد بن سعد ، أخبرنا محمد بن عمير الأسلمي] ، عن عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي ، عن من أخبره ، قالوا: لم يحضر عروة بن مسعود وغيلان بن سلمة حصار الطائف ، كانا بجرش يتعلمان صنعة العرادات والمنجنيق والدبابات ، فقدما وقد انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم [عن الطائف] ، فنصبا المنجنيق والعرادات والدبابات ، واعتدا للقتال ، ثم ألقى الله في قلب عروة بن مسعود [ ص: 343 ] الإسلام وغيره عما كان عليه ، فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استأذن في الخروج إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام ، فقال: إنهم إذا قاتلوك؟ قال: لا ، أنا أحب إليهم من أبكار أولادهم ، ثم استأذنه الثانية ثم الثالثة ، فقال: إن شئت فاخرج .

فخرج إلى الطائف فقدم عشاء ، فدخل منزله ، فجاء قومه فحيوه بتحية الشرك ، فقال:

عليكم بتحية أهل الجنة؛ السلام ، ثم دعاهم إلى الإسلام ، فخرجوا من عنده يأتمرون به ، فلما طلع الفجر أوفى على غرفة له فأذن بالصلاة ، فخرجت ثقيف من كل ناحية ، فرماه رجل من بني مالك ، يقال له أوس بن عوف ، فأصاب أكحله فلم يروا دمه ، وقام غيلان بن سلمة وكنانة بن عبد ياليل ، والحكم بن عمرو ، ووجوه الأحلاف فلبسوا السلاح وساروا ، فلما رأى ذلك عروة ، قال: قد تصدقت بدمي على صاحبه لأصلح بذلك بينكم ، وهي كرامة أكرمني الله بها ، وشهادة ساقها الله إلي ، ادفنوني مع الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومات ، فدفنوه معهم ، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهم ، فقال: "قتله كقتل صاحب ياسين ، دعا قومه إلى الله فقتلوه"


التالي السابق


الخدمات العلمية