صفحة جزء
وفي هذه السنة ولد إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مارية ، وذلك في ذي الحجة

أخبرنا أبو بكر بن أبي طاهر ، قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري ، قال: أخبرنا أبو عمرو بن حيويه ، قال: أخبرنا أبو الحسين بن معروف ، قال: أخبرنا الحسين بن الفهم ، قال: حدثنا محمد بن سعد ، قال: حدثنا محمد بن عمر ، قال: أخبرنا يعقوب بن [ ص: 345 ] محمد بن أبي صعصعة ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، قالوا :

ولدت مارية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت قابلتها سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرجت إلى زوجها أبي رافع فأخبرته بأنها قد ولدت غلاما ، فجاء أبو رافع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبشره ، فوهب له عبدا وسماه إبراهيم ، وعق عنه بشاة يوم سابعه ، وحلق رأسه فتصدق بزنة شعره فضة على المساكين ، وأمر بشعره فدفن في الأرض ، وتنافست فيه نساء الأنصار أيتهن ترضعه ، فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم بردة [بنت المنذر بن زيد ، وزوجها البراء بن أوس ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي أم بردة] فيقيل عندها ويرى إبراهيم . وغار نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد عليهن حين رزق منها الولد .

قال محمد بن عمر : حدثني ابن أبي سبرة ، عن إسحاق بن عبد الله ، عن أبي جعفر:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجب مارية ، وكانت قد ثقلت على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وغرن عليها ولا مثل عائشة .

قال محمد بن عمر : وحدثني محمد بن عبد الله ، عن الزهري ، عن أنس ، قال:

لما ولد إبراهيم جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم .

قال محمد بن سعد : [وحدثنا عفان ، حدثنا سليمان بن المغيرة ، حدثنا ثابت البناني ، حدثنا] أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولد لي الليلة غلام فسميته بأبي إبراهيم" . قال: ثم دفعه إلى أم سيف - امرأة [ ص: 346 ] لصبي بالمدينة يقال له أبو سيف ، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتبعته حتى انتهينا إلى أبي سيف ، وهو ينفخ بكيره وقد امتلأ البيت دخانا ، فأسرعت في المشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهينا إلى أبي سيف ، فقلت: يا أبا سيف أمسك فقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمسك ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبي فضمه إليه ، وقال ما شاء الله أن يقول . [قال محمد بن عمر : وحدثني محمد بن عبد الله ، عن الزهري ، عن] عروة ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت: لما ولد إبراهيم جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي فقال: "انظري إلى شبهه بي" فقلت: ما أرى شبها ، فقال: "ألا ترين إلى بياضه ولحمه" ، فقلت: إنه من قصر عليه اللقاح ابيض وسمن . وقال محمد بن سعد [قال محمد بن عمر :] وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة غنم تروح عليه ولبن لقاح [له] .

التالي السابق


الخدمات العلمية